الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن البشر أسياد الكون أو هناك من يشاركنا في هذه السيادة أو يتسيد علينا

سعد كريم مهدي

2014 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني






ابسط تعريف للفلسفة هو بحث الانسان عن مكانه في هذا الكون وهذا التعريف المبسط يسحب معه العديد من أسئلة الوجود تتعلق بالأسباب والهدف من وجوده وأسئلة الوجود هذه تضل تلاحق كل إنسان منذ بلوغه سن التميز بين الثامنة والتاسعة من عمره وحتى مماته وهي ليست وليده مرحله من مراحل التاريخ وإنما منذ ان بدأ الانسان يستخدم صفه التفكير ويبحث عن مكانه في هذا الوجود الكوني بعد خروجه من دهاليز العصر الجليدي الأخير لكن هذه الأسئلة قمعتها العقائد الدينية واستمرت في قمعها لحد ألان وجعلت من هذا الانسان أشبه ما يكون الى الثور المربوط في ساقيه لا يسمح له بالخروج من دائرة الخرافات المرسومة له من قبل هذه العقائد علما ان الفلسفات القديمة قد ناقشت هذه الأسئلة كثير من خلال التأمل والانعزال عن العالم لقناعتها في تلك الفترة بان التأمل والانعزال يجعلهم ينزلون بالنفس الى قرارها وفي قرارها توجد أسرار الكون ولكونها لا تملك معلومات علميه دقيقه عن هذا الكون الواسع لذلك فهي لم تصل الى نتائج حقيقية وقد تكون منطقيه بالنسبة للزمان الذي أنتجت فيه ومع ذلك ضلت إجابات الفكر الفسلفي عن أسئلة الوجود تتغير مع تغير المعطيات العلميه لكن هذه النتائج ضلت حبيسة بين الفلاسفة ورجال العلم ولم تنتقل الى عامه الناس وسبب ذلك هو ان رجال العقائد الديننه لم يسمحوا لها بذلك لأن وصولها الى عامه الناس يعنى نهاية الخرافات التي يروجون لها وبالتالي نهاية لنفوذهم بين الناس وفعلتهم هذه جعلتهم يرتكبون اكبر خطيئة بحق الانسان عندما صادروا حقه في متابعه البحث المستمر عن إجابات عقلانيه لأسئلة الوجود الراسخة في عقله الباطن مع كل اكتشاف علمي جديد يعطي إجابات جديدة عن هذا الوجود واستمر هذا الحال حتى زمننا الحاضر وكي نحاول ان نناقش أسئلة الوجود هذه من خلال المعطيات العلميه التي توصلت أليها العلوم ألحديثه والتي تخبرنا عن الماده والطاقه التي بنيه منها الكون والإنسان لكون الانسان جزء من هذا الكون


الماده والطاقه التي يشكل منها الكون

تخبرنا علوم الفيزياء الطبيعية ان الحجارة التي بنيه منها هذا الكون هي الذره ومن هذه الذره تشكل العناصر ومن العناصر تشكل المركبات ومن هذه المركبات تشكل كل الأجرام الموجوده في هذا الكون وكل هذه الأجرام هي الماده في هذا الكون اما الطاقة في هذا الكون فتنتج من أربع قوى كامنة ايظا في الذره وهي ( قوه الجاذبية , والقوه الكهرومغناطيسية , القوه النوويه الضعيفة , القوه النوويه) وتنتج هذه الطاقة عندما يسلط مؤثر خارجي على هذه القوى الكامنة في الذره , أذن تكون الماده والطاقه التي تشكل هذا الكون برمته هي منتجه من الذره ولكون الانسان جزء من هذا الكون فانه ايظا مخلوق من نفس هذه الماده والطاقه لهذا الكون والتي تشكلها الذره وان جسده الذي يحمله يتكون من الخلايا وهذه تكونها العناصر المشكلة من هذه الذره هذا ما عرفناه عن الكون لكن علماء الفيزياء الفضائية مؤخرا قدموا لنا معلومات جديدة عن ماده وطاقه أخرى موجوده في هذا الكون لا تشكلها هذه الذره تسمى الماده والطاقه السوداء تشكلها ذره أخرى تسمى الذره السوداء ومنشره في كل مكان حتى على سطح هذا الكوكب الذي نعيش عليه لكن حواسنا التي خلقنا بها كبشر لا تتمكن من إدراكها وهم لا يعرفون الكثير عنها لأنهم تحسسوا وجودها من التسارع في اتساع الكون وكذلك من الأرقام الكبيرة التي يحصلون عليها عند احتساب كتل الإجرام السماوية استنادا الى معادله انشتاين المشهرة (الطاقة = ألكتله * مربع سرعه الضوء ) مما يشير الى ان هناك ماده وطاقه اضافه على سطح هذا الجرم الفضائي لا يستطيعون مشاهدتها هي التي تزيد من كتله هذا الجرم السماوي وتعطي الأرقام الكبيرة هذه وهذا بدوره جعل علماء الفيزياء الفضائية في مداعباتهم يقولون قد يكون هناك علماء فيزياء مكونين من الماده والطاقه السوداء يبحثون عنا ونحن نبحث عنهم , وبالطبع هذه المعلومة تقلب المعادلة الخلقيه رأسا على عقب

الماده والطاقه السوداء أو المضلمه

يخبرنا علماء الفيزياء الفضائية بان هذا الكون الذي نشأ قبل أكثر من ثلاثة عشر مليار سنه كان يشكل من 50% من الماده والطاقه السوداء و50% من الماده والطاقه الاعتيادية التي تدركها حواسنا وخلال هذه الفترة الزمنية بدأت الماده والطاقه الاعتيادية تتناقص نسبتها في هذا الكون عكس الماده والطاقه السوداء فان نسبتها في الكون بدأت تتزايد وتضاربت المعلومات العلميه حول نسبه الزيادة والنقصان هذه لكن اخر الإحصائيات التي قرأتها تقول ان نسبه الماده والطاقه السوداء أصبحت في زمننا الحاضر تقدر بنسبه 96% وان نسبه الماده والطاقه الاعتيادية في هذا الكون تقدر 4% منها أكثر من 3% غازات واقل من 1% هي كتل الأجرام السماوية التي تدركها حواسنا ومن هذا التغير في النسب يتضح لنا ان الزمن هو عامل التغير لهذه النسب ونحتاج الى معرفه كيف يتكون الزمن في هذا الكون

الزمان والمكان
متى ما يوجد المكان يوجد الزمان وكما يطلق عليه عالم الفيزياء انشتاين اسم الزمكان كدلاله على ارتباط الزمان بالمكان ويخبرنا علم الفيزياء الفضائية ان هذا الفضاء الواسع ليس فراغا وإنما يشكل نسيج من خطوط الزمان والمكان أشبه بنسيج القماش وعندما تتحرك الأجرام السماوية حول نفسها أو حول بعضها تحدث طيات على هذا النسيج ومن هذه الطيات يتشكل الزمان ويصبح بعدا رابعا يضاف الى الأبعاد الثلاثة والتي هي(الطول والعرض والارتفاع) علما ان كل الفضاء المحيط بالكون يتشكل فيه الزمان على هذا المنوال باستثناء الثقوب السواد حيث يتساوى الزمان والمكان داخل هذه الثقوب ومعنى ذلك ان دواخل هذه الثقوب لا يوجد فيها فضاء وبالتالي لا تخضع لقانون الزمن الذي يفرضه هذا الفضاء وهنا يمكننا الاعتقاد بان الثقوب السوداء هذه هي نقاط الاتصال بين الماده والطاقه السوداء والمادة والطاقه الاعتيادية


أين تذهب الماده والطاقه الاعتيادية التي تتناقص نسبتها في الكون

هناك قاعدة فيزيائيه تقول ان الماده لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من العدم إذن ما معنى هذا التناقص في نسبه الماده والطاقه الاعتيادية وأين تذهب فإننا لانجد تفسير لهذا التناقص سوى ان هذه الماده والطاقه الاعتيادية تتحول من حالتها هذه الى الماده والطاقه السوداء وهنا نحتاج الى ان نعرف الطريق الذي تسلكه هذه الماده والطاقه الاعتيادية كي تنتقل وتتحول الى الماده والطاقه السوداء وهنا لانجد لها طريقا الا من خلال مرورها بالثقوب السوداء التي ذكرناها والتي يطلق عليها ايظا اسم مقبرة النجوم حيث تستطيع هذه الثقوب السوداء ان تبتلع نجوما اكبر من حجمها بآلاف أو ملايين المرات ولا تسمح حتى للضوء للخروج منها أضافه الى ان دواخل هذه الثقوب السوداء لا تخضع لقوانين الفضاء المحيط بكوننا الذي ندركه لان الزمان والمكان يتساوان داخل هذه الثقوب كما أسلفنا لذلك فان دواخل هذه الثقوب السوداء لا تقع ضمن الفضاء المحيط بكوننا الذي ندركه ولا نجد تفسير سوى ان الأجرام السماوية التي تبتلعها هذه الثقوب السوداء هي التي تتحول الى الماده والطاقه السوداء بعد دخولها من هذا المنفذ وهذا الفقدان لهذه الأجرام السماوية هو الذي يسبب النقص في نسبه الماده والطاقه الاعتيادية على حساب زيادة الماده والطاقه السوداء علما ان أعداد الثقوب السوداء في الكون ليس قليلا بل في كل مجرة تقريبا من مليارات المجرات الموجوده في الكون يوجد ثقب اسود , من هذه المعطيات نستنتج ان الماده والطاقه الاعتيادية والتي تشكل أجسادنا منها كبشر ذاهبة الى الزوال أجلا أم عاجلا والبقاء يكون للكون الذي يتشكل من الماده والطاقه السوداء وأكثر ما نحتاجه هو ان نبحث عن مصير الانسان في هذا التحول

ماذا يعني الانسان بالنسبة الى الكون
مشكله الانسان التي يعاني منها في هذا الوجود الكوني ولم يجد لها حل هو انه جاء من الصفر ويذهب الى المجهول بعد ان يموت وخلال هذه الفترة القصيرة جدا من عمر الكون التي يتواجد فيها في هذا الوجود تفرض عليه مسئوليات وأهمها ان يتعلم قوانين الكون بكل أصنافها العلميه والفكرية وان يعلمها للآخرين من أبناء جنسه بغيه استخدمها في تحويل الماده والطاقه من الحالة البدائية التي هي عليه ليحولها الى حالات أخرى أكثر تطورا وتقدما كي ينشأ الكون الخاص به على سطح هذا الكوكب وهذا بدوره جعل الانسان يكتسب صفه خالق في هذا الكون الواسع لأنه استطاع ان يخلق الكون الخاص به على سطح هذا الكوكب وبعد ان فهما صفه الانسان في هذا الوجود الكوني علينا ان نفهم النفس البشرية الغائرة بإسرارها ويخبرنا علماء النفس بان الذات الانسانيه هي ليست ذات واحده وإنما ثلاث ذوات وهي ( الذات الحيوانية , والذات العاقلة , واللاشعور أو ما يسمى العقل الباطن أو ما يسمى عرفا الضمير ) وفيما يتعلق بالذات الحيوانية والذات العاقلة فان الانسان يتحكم بها لذلك فهي لا تخص موضوعنا اما الذات الثالثة والتي هي اللاشعور فهي موضوعنا لان الانسان لا يستطيع ان يتحكم بها ولا يعرف شيا عن الفعاليات التي تتم بداخلها لذلك فان أسرار النفس البشرية تكمن فيها واهم صفات هذه الذات هي

1) تدون في اللاشعور كل الحوادث التي يشهدها الانسان في حياته منذ بلوغه سن الرابعه وكذلك كل العلوم المعرفية التي يتعرف عليها وكل القيم الاجتماعية الانسانيه التي يكتسبها لذلك يكون اللاشعور هو التاريخ الذي يوثق فيه كل التجربة الانسانيه لكل إنسان علما ان الانسان لايستطيع ان يستحضر اي معلومة من هذه المدونة لتاريخه لأنه لايستطيع ان يتحكم بها اما الذاكرة التي يستطيع ان يستحضر المعلومات منها فهي تقع في الذات العاقلة التي يستطيع التحكم بها

2) ان الأفكار الجديدة والتي لها قيمه إنسانيه كبيره سواء كانت علميه أو فكريه تنتج من خلال تلقيح فكرتين أو أكثر مع بعضهما من الأفكار الموجوده داخل اللاشعور دون إدراك الانسان نفسه لعمليه التلقيح هذه فنجد هذا الانسان يفكر في موضوع لا علاقة له بالأفكار التي يتم تلقيحا داخل اللاشعور وفجاه تخرج الفكرة الجديدة من اللاشعور الى العلن وتسيطر على الانسان عندها يتبناها ويطورها من خلال الذات العاقلة

3) يخبرنا علماء النفس ان بداية اي سلوك يقوم به الانسان يكون دافعه صادر من اللاشعور وبعد ان يحصل السلوك تتدخل الذات العاقلة بتعديل توجه هذا السلوك اذا كان مخالفا للمحيط الاجتماعي أو الاستمرار به اذا كان موافقا للمحيط الاجتماعي

هذه بعض الفعاليات التي يقوم بها اللاشعور وهناك الكثير من الفعاليات الأخرى لا نريد الخوض فيها كي لا نبعد عن أصل الموضوع ومنها التخاطر والأحلام والمشاعر وغيرها , مما تقدم نجد ان كل الفعاليات التي تتم داخل اللاشعور الخارج عن أراده الانسان ولا يملك ألقدره على توجيهها هي التي تعطي للانسان صفه الخالق في هذا الكون أضافه الى انه لم نعرف لحد ألان اي جهاز في جسد الانسان مسئول عن اللاشعور هذا وإذا أردنا ان نعكس مفهوم تحول الماده والطاقه الاعتيادية التي تلمسها حواسنا الى الماده والطاقه السوداء التي لا تلمسها حواسنا فان اللاشعور يعطينا فرصه الى ان نعتقد بان اللاشعور اما مكون أساسا من الماده والطاقه السوداء ومدمج بجسد الانسان المكون من الماده والطاقه الاعتيادية وعند موت الانسان يموت فقط جسده ويبقى اللاشعور موجودا في الكون الذي يشكل من الماده والطاقه السوداء ليكمل مسيرته الخلقيه لأنه يحمل صفه خالق بعد ان اكتسب التجربة الخلقيه كما اشرنا في ألفقره (1 ) أعلاه أو ان يكون اللاشعور هو نقطه التحول الى الماده والطاقة السوداء بعد موت الانسان مثلما تفعل الثقوب السوداء عند ابتلاعها للإجرام السماوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah