الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن بلا إسلام

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما بدأ الحديث عن مصادر الدستور اليمني الجديد في مؤتمر الحوار الوطني كانت البداية لصراع انتظر طويلاً لكي يعلن عن نفسه بهذا الوضوح..الصراع بين الراغبين في علمَّنة الدولة و بين أتباع الإسلام السياسي..هذا الصراع الذي لم يكن وليدة لحظة وجود المتناقضين فكرياً تحت قبة موفنبيك و لكنه وليدة لصراع مللنا مشاهدته منذ سنوات على صفحات الجرائد أحياناً و على هيئة اغتيالات سياسية أحياناً أخرى.

حين بدأ النقاش عن مصادر الدستور كانت صرخات ممثليَّ الإسلام السياسي عالية و هستيرية بشكل درامي لافت للنظر رغم تعودنا عليها..و لم يكن يبقى إلا أن يصرخ أحدهم "و إسلاماه" مع موسيقى تصويرية من فيلم الرسالة لتكتمل الصورة التي ستحرك جموع العامة بلا تفكير وراؤهم رفضاً لهذا الدستور و الحجة "الدفاع عن الإسلام ضد الراغبين في اغتياله".

و لكن لنتوقف لحظات مع نوعية الإسلام الذي ترفضه أغلب الفئات في فريق بناء الدولة كمُشَّرع و ليس كدين و الذي يستميت من أجله كل من حزبيَّ الإصلاح و الرشاد السلفي من جهة أخرى..ذلك الإسلام الذي لا أعتقد للحظة أنه الإسلام الذي أتى به الرسول الكريم و لكنه إسلام بمقاييس خاصة.

فالإسلام الذي يتحدث عنه المستميتون من أجله هو إسلام قمعي يرفض حرية المعتقد..و كما يحدث في أفلام المافيا الأمريكية حيث لا خروج من العائلة إلا بالموت يريدون لنا أن نقر إعدام كل من يملك معتقد مختلف عن الأغلبية متناسين قوله تعالى:"فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" و التي كفل الله بها و بشكل صريح لا يحتمل التأويل حرية القرار في المعتقد و التحذير المسبق من اختيار الكفر على الإيمان..أي أنه منح حرية المعتقد لنا و حسابنا عليه و ليس على سواه.

أيضاً لو توقفنا عند الإسلام الإصلاحي-السلفي سنجد أنه يتعامل بمنطق إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد..فهم يتباكون على الحدود التي سُتعطل و التي ستندثر إذا تمت علمنَّة الدولة بالرغم من أننا لم نسمع يوماً عن شخص من رموز الإصلاح أقيم عليه حد لسرقة أو لقتل و ما أظن أن العواضي -كمثال صغير فقط- عن أذهاننا ببعيد..العواضي الذي أعترف بنفسه و على قناة تلفزيونية أن القتل هو حد "التفحيط" في إسلامهم!!.

الإسلام الذي يريد حزبيَّ الرشاد-الإصلاح تمريره هو الإسلام الذي إلى الآن يرفض و بشدة إقامة الكنائس لممارسة أتباع ذلك الدين لشعائرهم أو حتى الدعوة إليها..و الحجة التي تحصل عليها عند تصريحك برغبتك في احترام الأقليات و إنشاء دور عبادة خاصة بهم هي "و من أخبرك أن لدينا أقليات!!..الشعب اليمني هو شعب 100% مسلم"..و هكذا و بجرة قلم يتم تهميش و نفي الجنسية اليمنية و حقوق المواطنة عن أي صاحب معتقد آخر "فقط" لأنه ليس بمسلم أو لأنه لا يرغب بأن يكون كذلك.

تلك الأحزاب تستغل جهل العامة بمعنى العلمانية لتخويفهم منها..فتصبح العلمانية التي تقوم على حفظ الحقوق و الحريات و فرض القانون على الجميع و إزالة مظاهر التمييز أياً كان نوعها دولة مُنحلة!!..بينما تصبح دولة "أقتلوا كل مُفحَّط" هي دولة الشريعة الإسلامية!!.

و أصبحت الدولة علمانية و ماذا بعد؟؟..فهل سيكف الناس عن الصلاة و الصوم أن أخبرناهم أن الدولة ستصبح دولة علمانية؟؟..هل سيرتكب الناس الفواحش في الطريق العام؟؟..إن فعلوا فهذا يعني أنهم فعلياً لا يعتبرون مسلمين عن قناعة فلماذا إذاً التمسك بإسلام وهمي يعتنقه أغلب اليمنيون بل و يُفرض تطبيقه بقوة "الهستيريا" الشعبية؟؟..هل فقط سنتمسك بالعقيدة رغم هشاشتها و تعطيلها و عدم رؤيتنا لتطبيقها إلا على معدومي الحيلة على حساب اهتمامنا بعمقها و تأصلها في النفوس؟؟.

أي الفريقين سينتصر في معركة مصادر الدستور؟؟..لا أعلم حقاً لمن ستكون الغلبة و لكني على يقين من أن اليمنيون سيحاولون للمرة الأولى التعلم من تجارب الآخرين خاصةً و أن "مجازر" الإسلاميين في مصر لست ببعيدة عنَّا بعد..بل لعلها تكون دافعنا لنحذر "شريعة" الإسلام السياسي و دُعاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية