الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين هو دور الشعب الكردي من اللعبة السياسية وانتخاب البارزاني رئيسا لإقليم كردستان؟

بيان صالح
(Bayan Salih)

2005 / 6 / 17
القضية الكردية


بعد ارتفاع حدة التوتر بين الحزبيين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرازاني والتي اقتربت لتأخذ منحنى في غاية الخطورة من تدهور العلاقة بين الحزبين واحتمال عودة الاشتباكات المسلحة كما دارت بين الحزبين في فترة 1994-1999 والتي راح ضحيتها ألاف القتلى من كلا الحزبين بالإضافة إلى خلق أجواء من الرعب والخوف في مدن كردستان و سوء الأوضاع الاقتصادية (تزامنا أيضا مع الحصار المفروض على العراق) و تدهور الوضع الأمني والسياسي والتي شرد عشرات ألالاف من الاكراد إلى الدول الغربية بأصعب الطرق وأكثرها خطورة.
أذ ان الخلافات التي دارت بين الحزبين أدت إلى تأخر انعقاد برلمان كردستان وان من أهم أسباب الخلافات هو عدم اتفاق الجانبين على موضوع رئاسة إقليم كردستان ومدة الرئاسة والصلاحيات الممنوحة للرئيس .
ورفض البارزاني الدور الرمزي بل كان يطمح بصلاحيات واسعة النطاق.
وتشير كثير من المصادر إن الطالباني كان يطرح مدة الرئاسة لحين الانتخابات العراقية المقبلة في نهاية العام الجاري ولكن البارزاني كان يطرح أربعة أعوام .

وبعد أيام من مصادقة البرلمان الكردستاني على قانون رئاسة إقليم كردستان
صوت أعضاء برلمان كردستان البالغ عددهم 111 عضو على تنصيب مسعود البارزاني رئيسا لإقليم كردستان.
وتمت العملية خلال جلستين الأولى تم فيها ترشيح البارزاني و الثانية أداء اليمين الدستوري.
وتم ترشيح عدنان مفتي رئيسا للبرلمان الكردستاني والدكتور كمال كركوكي نائبه و فرست احمد سكرتيرا للبرلمان.
ومما لاشك فيه إن ممارسة الديمقراطية و احترام أراء الشعب عن طريق تأسيس المجالس أو البرلمانات هو من الممارسات الحضارية و المدنية في المجتمع ولكن اختيار رئاسة إقليم كردستان بعيدا عن إرادة الشعب الكردي بل جميع القرارات تم الاتفاق عليها من قبل الحزبين الحليفين لأمريكا من خلف الكواليس بعد صراعات وخلافات طويلة و النقطة التي لم يحسب لها أي حساب في تلك اللعبة هي إرادة الشعب في تلك العملية البعيدة كل البعد عن أي
أساس للانتخاب الديمقراطي الحر والنزيه.
لقد فرضت أربعة أعوام على الشعب بقبول رئاسة شخص له تاريخه السياسي المليئ بالمساومات مع الحكومة البعثية على حساب دماء الشعب الكردي الذي عانى لعقود من الظلم القومي و الاضطهاد من القصف الكيماوي و الأنفال والمقابر الجماعية ,فرض على الشعب سياسة أحزاب عشائرية و باسم
البرلمان و الديمقراطية والتي تفقد ابسط السمات الحضارية لمجتمع مدني متحضر*1.
نظرة سريعة للمناطق الواقعة تحت حكم الحزب الديمقراطي الكردستاني نشهد مدى تخلف برامج هذا الحزب من تراجع وضع المرأة من حيث الوعي و عدم التواجد الفعلي في عملية التنمية في المجتمع ودفع المرأة للقبول بالدور التقليدي والجلوس بين
أربعة جدران البيت وتربية الأطفال و عدم نمو السمات الحضارية بالشكل المطلوب .
تزايد أعداد النساء المحجبات *2وليس من باب القناعة الشخصية بل فرض الحجاب عن طريق ترسيخ عادات وتقاليد مجتمع ذكوري و إسلامي على المواطنين .
ومن أهم السمات البارزة خاصة في مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان تزايد عدد المساجد وبيوت الله كما تسمى بدل من بناء أمكان الترفيه و الخدمات الصحية
و حدائق للأطفال وزيادة عدد رياض الاطفال لمساعدة المرأة على الانخراط في العمل خارج البيت والمساهمة الفاعلة في المؤسسات المدنية الاخري.
يتم بناء أكثر المساجد من قبل أرباب العمل و التجار الكبار والمحتكرين
ومقابل بناء المسجد يعفى الشخص من دفع ضريبة للدولة.




*1 ولا أريد مساواة الوضع في شمال العراق مع وسط وجنوب العراق وما يعاني منه الشعب من وحشية وبربرية جراء تواجد قوى الظلام والإرهاب بشكل
متزايد
*2مع كل احترامي لقناعة أي شخص(امرأة أو رجل) في أعتناق أي دين او ارتداء أي زى دون إجبار أوضغط.


بيان صالح









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع