الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلات سلامات .. للستات!

سامي حرك

2014 / 1 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قامت الثقافة المصرية, وتأسست حقيقة, على فعل إيزيسي صميم!
هي "إست", صممت ونفذت, تجميع أشلاء زوجها, وبعث الحياة فيه, بل وصناعة بديل من الطين لعضوه الذكري المفقود!
هي واجهت الشرير "ست", وتحايلت في رحلة الأهوال لإخفاء طفلها بين أحراش الدلتا, في حراسة العقربة "سركت" وعقاربها السبعة, بعناية البقرة حتحور, ورعاية ربة العدالة معات!
هي دبرت وأدارت معركة إبنها حورس لإثبات نسبه الشرعي, والمطالبة بحقوقه!
هي أرشدت محكمتي الأرباب, ورب الأرباب, بالحجة وأقامت الدليل على سلامة دعوى إبنها وأحقيته في عرش أبيه أوزيريس!
قبل هذا وبعده, نظر المصري القديم للسماء متطلعًا لأمه المقدسة "نوت", وكانت وقت إقترانها (تعانقها/ رتقها) مع رب الأرض "جب" إسمها "جبت"! لذلك كانت الأرض الوطن هي الأم!
في مصر, القديمة والحديثة, الست هي الوطن, وهي مديرة ذلك الوطن, راعيته ومرشدته!
لذلك يكون السلام الأول لإيزيس "إست", لاااكن, عندي سلامين جديدين لحفيدتين لقيتهما صباح أمس, وكان أجازة هادئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد, وفقًا لتقويم الكنيسة القبطية.
السلام الجديد الأول للحفيدة "سهير", فلاحة سمراء, بجلابية جيزاوية وطرحة سوداء تحتها شُقة أو منديل مزركش بالخرز والحلقات المعدنية الملونة.
في مدخل شارع السوق كان الباعة معظمهم رجال, يجلسون مقرفصين ملولين أمام أقفاص الفاكهة والخضار, من بينهم خرجت "سهير" بهمة ونشاط تجمع الأوراق والقمامة, في جانب بعيد,.. أحدهم يراقبها ويتساءل: هتستفيدي إيه؟ الزبالة هتتجمع تاني! ردت وهي تشرع في حرق كومة الزبالة: نلمها تاني! ونحرقها تاني وتاني وتاني!
قبل نهاية الشارع أوقفت السيارة تمامًا, نزلت لأشتري الجريدة, البائع يتحاور مع الملتفين حوله يتلصصون لقراءة مانشتات وعناوين أعمدة الصحف, يرد الشاب النحيف على هذا, يعطي فكة لذاك, يتعهد بإحضار طلب آخر.
السلام الثالث للحفيدة "هناء", وهي الإبنة الكبرى للحاجة زينب بوابة العمارة المقابلة .. إخترقت حشد قراء ومشتري الصحف والمجلات, موجهة كلامها بصوت أخوي خشن للبائع: إنت لسة هنا يا "صُبحي"؟, وإلتفتت إلى المشترين: يالّلا يا أستاذ إنت وهو خدوا طلباتكو وسيبوا الراجل يروَّح عشان يعيِّد مع ولاده! الجرانين مُش هتطير!
كانت كلماتها مثال أنثوي للحرص على الواجبات الإجتماعية, وكأنني أسمع زوجة, في سوهاج أو طنطا, تُذكر زوجها بأربعين أو سنوية فُلان!
هنا فقط تذكر المتواجدين أن البائع مسيحي, وأن اليوم عيد, فتباروا –بعد كلمات "هناء"- في تهنئة الشاب المجتهد: كل سنة وإنت طيب!
قبل أن أختم, رأيت أن من الواجب ذكر معنى السلامات هنا, إذ هي ليست إلا إفتتاحيات موسيقية للأفراح الشعبية, عند قدوم كل ضيف من ضيوف الحفل ..
سلام لـ إيزيس
وسلام لـ سهير
وسلام لـ هناء
عمومًا .. سلام مربع للستات!
آه .. سلام مربع, يعني بكل الآلات, لحن كامل, وليس مجرد جملة واحدة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلام
ماجدة منصور ( 2014 / 1 / 9 - 08:19 )
وسلام لك و لأهل مصر...المحروسة0
دمتم سالمين من كل أذى

اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا