الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استغلال طيبة البسطاء

جواد البياتي

2014 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يسلم الانسان في مكان او زمان من عالمنا العربي والاسلامي واقراننا في المجتمعات الاخرى من الاستغلال والابتزاز البشع واللا أنساني تقوده النخبة بكل صفاتها الاجتماعية والاقتصادية والدينية المنتفعة او التي يجمعها هدف الاستثراء والتسلط المادي والاجتماعي . ولأن هؤلاء البسطاء أقرب مايكونوا الى السذاجة ، فأن حسن نواياهم تجعلهم هدفاً لمسوقي الآفات الاجتماعية والاساطير وقصص الخيال المدمر ، فيقعون تحت تأثير التنظير والادعاءات والشعوذة والدجل والنصب والاحتيال وما الى ذلك من مصائد المغفلين الذين يذهبون ضحايا لمثل تلك الاساليب الاستغلالية سواء كان ذلك التاثير اجتماعيا ام اقتصاديا ام دينيا ام طائفيا او عرقيا . وقد تكون المجتمعات القبلية في القرى والارياف اقرب الى الانجرار خلف تلك الفرق التي تهدف الى السيطرة على عقول الخلق والحرص على ابقائها في حالة تخلف وانقياد عن طريق العمل على بقاء البشر يعيشون ضمن حالة اللاوعي وابقائهم في حالة تبعية دائمة او مستمرة من كل الاصناف . ففي السياسة مثلاً مثلما هو في الاقتصاد والحياة الاجتماعية والدينية ، وليس هناك افضلية بين هذه الاركان فكلها تتسابق لأستلاب عقلية ومال هذا الانسان وجعله في حالة عبودية دائمة لتلك الفرق ، واذا ما أكتمل الوعي عند اعضاء هذه الطبقة ونقصد بها طبقة البسطاء والسذج فأول ماينتج عنه هو التمرد الانعتاقي على الواقع الذي تعيشه هذه الطبقة ، وقد تكون السياسة هي الركن الاوسع والواضح لقراءة مثل هذا المشهد ، بل انها تبرز اكثر عندما تكون الاحزاب هي التي تلاحق المواطن في محاولة تطعيمه بعض او كل بغية ايقاعه افكارها بغية ايقاعه في شباك تنظيماته ثم بعد ذلك تملي عليه ماتريد من الواجبات خاصة في حالة التنظيمات السرية التي تتطلب المغامرة لتنفيذ الواجب الحزبي . ويتجلى ذلك واضحاً في اوقات الانتخابات ــ والحالة العراقية انموذجاً ــ حيث يكون فيها التابعون ليسوا اكثر من ارقاماً تتجه نحو صناديق الاقتراع لتختار من اوقع بها في نهاية الامر . ان الانسياق غير الواعي من قبل الغالبية الطيبة البسيطة ذات النوايا االحسنة والتطلعات غير المكلفة خلف مافيات السياسة والاقتصاد وبعض العاملين في الحقل الديني من الطبقة التي امتهنت السياسة ( دينياً ) سوف لن يؤدي الى نتائج صحيحة في مجال خدمة الشعب والوطن كما سيؤدي الى عدم اي تغيير في الوضع العام ان لم يكن هذا الوضع سيكون الاسوء من سابقه . وان اية علاجات لتغيير الواقع الخدمي والامني لاترقى الى مستوى الخدمة المرجوة لعموم شرائح الناس لكن تحرك النخبة ممكن ان يكون داعماً فقط في المناسبات التي تنتظرها تلك الشريحة الواسعة من هؤلاء الناس بهدف المحافظة على هذه الشعائر والحفاظ على ارتباط الناس بها ليس من اجل المحافظة على ثوابت الناس بل لتجيير ذلك للحفاظ على المواقع المتميزة للنخبة صاحبة المصلحة في ذلك .
لقد تجددت هذه المآسي للسنة العاشرة على التوالي دون ان ينتبه لها هؤلاء الناس ومن الطريف ان الكثير منهم يرفض الدفاع عن حقوقه في هذا الجانب ويصر على الاستمرار على هذا النهج باعتباره نهجا مخلصا من الآثام التي ارتكبها الشخص في حياته وان الخضوع للسياسيين ورجال الدين هو الطريق الأسلم لأهدافه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب