الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(أنثى الأخلاص) ختان العصر الجديد

منى حسين

2014 / 1 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


"أنثى الخلاص"، عقار جديد أطلقه علماء ايطاليون، مهمته أن يجعل المرأة ترتبط برجل واحد وتتعلق به وتخلص له جنسيا. الخبر انتشر في العديد من المواقع الأخبارية الذي نص على أن "علماء ايطاليون أكتشفوا دواء لعلاج ظاهرة الخيانة" التي ربطوها بالمرأة، واشار الخبر الى ان "العلماء الايطاليون يدخلون مبارزة علمية في جولة وصولة فريدة من نوعها، طرحوا خلالها منتوجهم السحري باختراع الاول من نوعه في العالم"، وكما جاء في الخبر أن "الدواء يتيح امكانية السيطرة على كبح الرغبة الجنسية للمراة وقد سمى هذا الدواء (بانثى الاخلاص)"، وصرح العلماء الأيطاليون بأن "هذا الاختراع يؤثر فقط على المرأة حيث يجعلها ترتبط برجل واحد فتتعلق به وتخلص له وتزول الرغبة لديها في الخيانة". وأكدوا "أن اساس عمل دواء (انثى الأخلاص) التاثير الهرموني لدى المراة، حيث تشير الدراسات الى ان الميل للخيانة تسببه اضطرابات في الجهاز العصبي والغدد الصماء، لذلك يعمل العقار الجديد على اعادة جسم المراة الى حالته الطبيعية"، وبينوا أن "هذا الدواء يؤثر بهرمون يعمل على التعلق بالرجل مما يدفع المراة للميل الى رجل واحد والابتعاد عن الخيانة".
"العلم" هو سلاح ذو حدين، والنظام الرأسمالي القائم على استغلال الانسان يلوي حتى عنق "العلم" كي يخدم ذلك الاستغلال ويعمل على تشويه الحقائق. واذا كان التاريخ كما يقولون يكتبه المنتصرين فأن "العلم" بأمكانه قلب الحقائق لمن يستطيع التحكم به. فبدءا من استخدام "العلم" في صنع اقذر الاسلحة لقتل البشر وحتى وصول اختراح ذلك العقار "انثى الخلاص" يكشف عن اي مدى للانحطاط الذي وصلت اليه البرجوازية بالرغم من كل ادعاءاتها حول حقوق الانسان والديمقراطية والقضاء على العنصرية بكل اشكالها....
ان مقولة "الخيانة الزوجية" هي انتاج نفس البرجوازية ومؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية، وهي التي انتجت مؤسسة "العائلة" القائمة على المصالح الاقتصادية. ان معاملة الرجل للمرأة كمصنع لانتاج الاولاد تعود تاريخيا الى زمن انحلال عصر المشاعية البدائية وظهور الملكية الخاصة. وكانت المرأة تدرج ضمن ممتلكات الرجل ويصبح حق الميراث محصور بأبناء الرجل من المرأة التي تصبح زوجته. بيد ان الفارق بين البرجوازية وبين العصور الزائلة هو قنونة الملكية الخاصة ومعها مؤسسة "العائلة" ونظمت الملكية الخاصة بشكل لا يمكن المساس بها. وهكذا تحاول عن طريق "العلم" تنظيم هذه الملكية.
ان البرجوازية لا تطور "العلم" من اجل وضع الحدود والتحكم بالغرائز الحيوانية لذلك النوع من الرجال الذين يغتصبون النساء، لا يبتكرون صنع عقار يتحكم بالهرمونات الجنسية لذلك الصنف من الرجال الذي يتحرشون بالنساء جنسيا في اماكن العمل والشارع.... ان الاحصاءات الرسمية تكشف بالهمجية التي تجتاح عصرنا بعدد حالات الاغتصاب للنساء والتحرش الجنسي بكل انواعه...
جريمة الأغتصاب أنتشرت وبشكل مروع في العديد من البلدان حول العالم ولا يخلو يوم واحد من أخبار عن جرائم أغتصاب بحق النساء والتي اضحت جماعية، والمؤسسات الرجعية الذكورية تستغل العلم والعلوم لأرتكاب الجرائم ضد أنسانية المرأة وضد تكوينها البايلوجي، يوميا تتعرض مئات الآلاف من النساء في شتى بقاع الأرض الى التحرش الجنسي، والمؤسسات البرجوازية تحاكي الأساليب البالية في اضطهاد المرأة وتحولها الى اختراعات علمية تطبل لها. الأختراع الدوائي الجديد هو ليس أكثر من محاكاة لختان الأناث. ختان الأناث يتم فيه أستئصال جزء من العضو التناسلي الأنثوي مهمته الأثارة الجنسية يقرره ذكور العائلة الأب والأخوة، والأختراع الدوائي الجديد يشل الهرمونات الجنسية لدى المرأة يقرر استخدامه الزوج. أنهم يضعون المرأة أمام أختيار صعب في بنيتهم الأخلاقية البالية فلايمكن لها أن ترفض استخدام الدواء حين يطلب منها، أنه أجبار بأختصاص قذر غايته أقصاء المرأة واذلال أنسانيتها ووجودها..
باختصار شديد ان المؤسسات البروجوازية لا تريد معاملة المراة كانسان ولا تريد رفع ايديها عن اعضاء المراة التناسلية، تصدر الى المجتمعات سمومها وتصر على ربط الشرف في ما بين فخذي المراة وتصر على تابعية وتمليك المراة للرجل. لماذا تستهدف المراة ويتم الاشارة لها بموضوع الخيانة لماذا المرأة بالذات، لماذا يتم استهداف الرغبة الجنسية لدى المرأة دون الرجل، من يحتاج الى كبح جماح غريزته.. المغتصب والمتحرش أم المرأة.. المؤسسات البورجوزاية ترفد الذكور بأختراعات لتزيدهم فحولة ونشاط جنسي كالفيكارا وغيرها من المنشطات الجنسية..
هل مأساة البشرية اليوم توقفت على غريزة المرأة والحد منها وابطالها، وهل تحتاج الأنسانية الى أن توقف وتشل طبيعة المرأة الأنسانية لكي تتقدم وتتطور.. لماذا لايتجه العلم نحو جرائم القتل وجرائم الأبادة البشرية ويوقف عمل الهرمونات المسببة لها.. لماذا لايتجه العلم نحو جرائم استغلال البشرية وأضطهادها ويوقف عمل الهرمونات المسببة لها.. لماذا لايتجه العلم الى جرائم الأغتصاب وجرائم التحرش الجنسي ويشل الهرمونات المسببة لها.. هل أن اهتمام باحثوا وعلماء البرجوازية اليوم بايجاد عقار طبي او نفسي يشفي الانسانية من وباء هذه الجرائم واستفحالها ليس اختصاصهم.. او لعل هرمونات القتل والجرائم ضرورية اليوم حسب الطلب السياسي وحسب مقتضيات مصالح راس المال.. أم أن الطلب على شل هرمون الرغبة الجنسية لدى المرأة مطلب ديني تحتاج اليه حكومات الدعم الذكوري بذرائع علمية وأختراعات..
ان حقيقة هذا المنتوج وتعريف هذا المنتوج هو الاسم المرادف لجريمة ختان الأناث التي عانت ولا تزال تعاني منها ملايين النساء، لكن هذه المرة بدون مشرط وبدن استئصال جزء، هذه المرة جاء بعقار يحقق الختان بالطب العصري وبنوع من انواع الاخضاع الجنسي الجديد، أنه جريمة جديدة تضاف الى سجل الجرائم ضد المرأة فلا فرق بين جريمة هذا الدواء وبقية الجرائم ضد المرأة من الختان والقتل المسمى غسل العار، سوى أن هذه الجريمة جاءت بنكهة أختراع علمي.. ويضاف كحالة الى الحالات التي اوجدها التمييز والعنف ضد المراة وضد ذاتها ووجودها وانسانيتها.
***************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دواء الاخلاص
علي البابلي ( 2014 / 1 / 11 - 22:14 )
تحية اولا للكاتبة المبدعة
كما جاء في الخبر ان بعض الدراسات أشارت الى ان الميل لخيانة المرأة للرجل تسببه اضطرابات في الجهاز العصبي والغدد الصماء ..وهذا يثير عدة نقاط حسب رأيي الشخصي وهو
1 اذا كان الاختراع صحيحا فلا اعتقد ان إمرأة ايطالية او غيرها من الغرب ستتناوله بالرغبة منها او الالزام من الزوج وربما هم إخترعوه للعرب والمسلمين فقط لاننا نعيش في هاجس الشك من خيانة زوجاتهم لان من النادر عندنا ان يحصل الزواج عندنا عن حب او تفاهم واعجاب متبادل وانسجام نفسي وثقافي وفكري وتقارب بالعمر والتحصيل العلمي ..ولذلك سيقوم العريس عندنا ان يلزم عروسه بتناول الدواء ليلة الدخلة وقد يكتب في عقد الزواج او قد تتناوله بحضور القاضي والشهود بعد العقد .
2 وماذا يحصل اذا تناولت احداهن الدواء للزوج س فافترقت عنه لسبب آخر فلابد انهم يخترعون دواءا آخر يلغي المفعول او يعالج الحالة
3 اذا تزوج الرجل الستيني بزوجة صغيرة بعمر تسع سنوات ولا نقول ستة وجعلها احدى زوجاتها الكثيرات من جميع الاعمار والالوان والانواع والاديان وأكتشفت نفسها انها للمتعة الحيوانية الا يحق لها انسانيا ووجدانيا ان تبحث عن عشيق يحبها


2 - تصحيح وإضافة للتعليق السابق
علي البابلي ( 2014 / 1 / 11 - 23:51 )
السطر الثالث قبل الاخير المقصود زوجاته آسف خطأ مطبعي
السطر الاخير عن عشيق يحبها ليس المقصود تخون زوجها بدافع الخيانة فالخيانة مرفوضة من الزوج او الزوجة في كل الاحوال .ولكن الامر هنا يختلف عندما يكون الزوج كبير السن متعسفا معها ولايمكنها طلب الفراق او الطلاق لان الذبح بعد الفضيحة الاجتماعية مصيرها ،لكنها انسانة لها مشاعر واحاسيس ورغبات ذاتية مكنونة بطبيعتها كأنثى شابة التقت شابا يقرب من عمرها وبادلها المشاعر ووجدت نفسها تنجذب اليه كالمغناطيس انجذبت للشاب وهي تعلم ان زواجها بكبير السن جاء عن صفقة ما .
الزواج بمفهومه العام هو إمرأة ما مع رجل ما يؤلفان زوجا واحدا بعد العقد والاتفاق
لكن من يتزوج اكثر من واحدة لايمكن ان يسمى زواجا وانما جمعية زواج تتكون من ذكر واحد مقابل عدة إناث .لذلك رأينا تلك المرأة التونسية التي حاولت ان تدعوا صديقها الفرنسية لدين الاسلام وهذه بادرتها وكيف أدخل دينا يبيح لزوجي المسلم ان يضيفني رقما ضمن مجموعة زوجات فأبت .ولذلك لايصلح الزواج الا بزوج وزوجة يعيشوا حياة مشتركة بكل شئ .مع التقدير.


3 - تحية للصديق علي البابلي
منى حسين ( 2014 / 1 / 18 - 18:46 )
توضيحات واضافات قيمة جدا انهم يصدرون لنا كل شيء
نعم كما تقول انت هذا الدواء لنسائنا وللاشبا ع المجتمعات القبلية التي لديها المراة ممتلكات او مجموعة اشياء لا قيمة لها وتدرج ضمن مقتنيات الرجل وضمن حقائبة الكثيرة تدرج ضمن منفظة دماغة الديني والذكوري المشبع بالاوساخ والمخلفات النتنة ،، فما حاجة العلم لهكذا اختراع سوى تطبيل من يطبل ويعزف لسمفونية الشرف والالتزام والتملك العلاقات الانسانية علاقات راقية واساسها التفاهم والثقة فكيف يتم اكتشاف قمع تكنلوجي لا يختلف عن مشرط يقص اعضاء المراة ويشوهها لقد اباحوا لنفسهم حرية التعدد وحرية اقتناء اكثر من امراة واكثر من علاقة في نفس الوقت الذي ربطوا فية الشرف بين افخاذ النساء لقد اساءوا للعلاقات الانسانية بكل معاني الاساءة وسحقوا مشاعر المراة وها هم ذا يكتشفون لها عمليات جراحية باسم عقار الاخلاص
عزيزي علي البابلي اعتذر لتاخري بالرد عليك بسبب سفر استغرق مني الفترة الماضية
نورتني باطلالتك
تحياتي

اخر الافلام

.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال


.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا




.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة