الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ الأسود للإخوان : صناعة القاعدة.

معاذ عابد

2014 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تنشط على الساحة السياسية العربية مجاميع تستعمل الدين والشريعة الإسلامية أساساً لمنطلقاتها النظرية،سواء على أساس برنامج سياسي وسطي أو برامج مذهبية أو تلك التي من الإنصاف أن تسمى متطرفة وإرهابية، تلك الحركات الإسلامية هي الحركات السلفية التي تعتمد الوهابية كمرجع عقائدي لها، وجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي وتفرعاتها السياسية في كل دولة،والتيار الثالث الكبير وهو حزب التحرير الداعي للخلافة الإسلامية بمنهج أسس له تقي الدين النبهاني وآخرون من القدس.
بقي حزب التحرير منعزلاً عن هذه التيارات الثلاث وإن تلاقت بعض الأهداف المشتركة بين كل هذه التيارات إلا أن حزب التحرير بقي بعيداً عن الوهابية للخلافات العقائدية واختلاف المرجعية الفقهية عن السلفيين والوهابيين،واختلف عن الإخوان بالبرامج والآليات السياسية لتنفيذ مشروع الخلافة والحكم الثيوقراطي على غرار الشكل التركي آخر شكل شرعي من وجهة نظر الحزب.
أما الإخوان والوهابية أو السلفيين لم تكن علاقتهم متناقضة وواضحة بل كان هناك نقطة لقاء كبيرة بدأت في عندما توجه الإرهابي عبد الله عزام في بداية الثمانينات من القرن المنصرم إلى باكستان تحت غطاء الإعارة من جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة السعودية وبدأ عمله في الجامعة الجديدة التي أسستها السعودية في الباكستان وهي الجامعة الإسلامية العالمية في مدينة إسلام آباد، امتدت إعارته للجامعة الباكستانية لمدة 3 أعوام فقط انتهى عمله أو غطاءه الذي توجه به إلى باكستان وأنشأ ما يُسمى مكتب الخدمات وهو مكتب لاستقدام "المجاهدين" العرب إلى أفغانستان بدعم ومباركة مختلف مكاتب المخابرات العربية وعلى رأسها السعودية التي كانت الملاذ الآمن والحضن الدافئ للإخوان الفارين من معتقلات عبد الناصر الذي تنبه لخطرهم بشكل مبكر في مصر وأثرهم الرجعي على الحركة التحررية العربية.
انطلقت قوافل المجاهدين العرب إلى أفغانستان ويبدوا أنها كانت تساهم بشكل أو بأخر في حل معضلة تعرضت لها جماعة الإخوان وخصوصاً في مصر، فالتيارات المتنوعة داخل الجماعة وخصوصاً تلك المتأثرة بكتابات سيد قطب قد سلكت نهجاً متطرفاً يضر بالشكل الذي تسعى الجماعة بالظهور عليه وهو الشكل الوسطي المعتدل بعيداً عن الأشكال التي قد تسبب عودة الملاحقة والقضاء عليهم فكان إرسالهم للجهاد المقدس ضد الكفر والإلحاد هو الحل الذي يخفف من وطأة جماعات متطرفة بدأت تميل نحو الفكرة الإقصائية التي تبلورت في تنظيم القاعدة لاحقاً ونراها حالياً،فهذه مجموعة "جماعة المسلمين" التي عُرفت بالتكفير والهجرة والتي أسسها تلميذ سيد قطب الإرهابي شكري مصطفى قامت باختطاف مفتي أزهري وقتلته وتخلصت من جثته لإنها كفر ثم تطورت هذه المجاميع التي نشأت من قلب الإخوان ومن أبرزها تنظيمات الجهاد المتأثرة بفكر المدعو يحيى هاشم الإخواني المتطرف، ولعل عبارة السادات التي قالها في آخر خطاباته العلنية "مافيش حاجة اسمها اخوان مسلمين وجماعات اسلامية...كله واحد" قد نبهت المرشد الثالث للجماعة وهو عمر التلمساني إلى ضرورة الحفاظ على شكل البدلة الافرنجية واللحية الخفيفة والتي نكون مقبولة أكثر من شكل الثوب العربي وغطاء الرأس مما يجعلها غير مقبولة اجتماعياً وبسبب تأثر هؤلاء القادمين من السعودية بالمدرسة الوهابية طوال فترة فرارهم أو خلال رحلات النقاهة الروحية التي كانت الجماعة ترسلهم إليها بعد أداء فرائض الحج والعمرة والسياحة الدينية والمحاضرات الدينية التي تبث سموم أفكار ابن عبد الوهاب وبدعته الإقصائية.
بعد فرار عمر التلمساني من مصر عام 1981 وهي الفترة التي كان فيها الإرهابي عبد الله عزام مازال يدرس في جامعات السعودية بدأ التلمساني بتشكيل ما يسمى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وكلف عبد الله عزام عن طريق الإخواني المصري كمال السنانيري بالبدء بتشكيل تنظيم جهادي يكون في موازاة التنظيم السياسي الدولي،فكانت القاعدة التي تشكلت من رحم الإخوان وبمال السعودية وتعليمات الاستخبارات المركزية الأمريكية،ومن أبرز من صنعتهم الإخوان هو الإرهابي الدولي أيمن الظواهري والذي قال في كتابه "فرسان تحت راية النبي" أنه كان طبيباً في مستوصف خيري تابع لجماعة الإخوان في منطقة السيدة زينب في القاهرة وتم إرساله لعلاج الجرحى في أفغانسان وممن شاركوا في هذه الإرساليات الإخواني المتنكر عبد المنعم أبو الفتوح المرشح السابق للرئاسة في مصر.

بدأ الإرهابي العالمي المعروف عبد الله عزام وهو الإخواني المتشبع بالفكر السلفي بحكم إقامته في السعودية بتأسيس التنظيم العسكري الموازي والذي جمع الكثير من الشباب الإخواني وشباب الجماعات المتطرفة الإخوانية النشأة، ناهيك عن استغلال دور العبادة في مختلف الدول العربية لتجنيد الشباب للمشاركة في الجهاد المقدس،وأذكر أنني رأيت في الضفة الغربية في نادي رياضي يتبع حركة حماس كتيبات قديمة في نهايتها إرشادات لكيفية المشاركة في الجهاد والتي تبدأ بتعليمات السفر البري المجاني ومصروف الجيب حتى الوصول إلى مدن باكستانية الإتصال بفروع مكاتب الخدمات الذي يديره عزام ومن ثم الانتقال إلى التجنيد والعمل المسلح, واللافت أن الأيدلوجية الدينية لعصابات القاعدة الناشئة ومجموعات المجاهدين لم تكن سوى كتابات الإرهابي المتطرف سيد قطب، ولكن الرياح لم تأتي كما اشتهت السفن، لعوامل عديدة منها تأصل الفكر الوهابي وتنصل الفكر الإخواني من وفي هذا التنظيم،وأستطيع الزعم أن تنظيم القاعدة بعد أن فرغ من مهمته في أفغانستان إبان فترة إنهيار الاتحاد السوفييتي قد تحول لأداة بيد أجهزة الاستخبارات التي دعمته وأسسته وعلى رأسها الولايات المتحدة والسعودية،والتي ما زلنا نشاهد أياديها عبر عشرات المجموعات التي تطورت من هذه المنظمة مثل "داعش" وجبهة النصرة وجماعة أنصار بيت المقدس في مصر ومليشيات الأسير الإرهابية في لبنان والمعاناة المريرة التي تسببت بها هذه العصابات في البلاد والعباد في استمرار لمسلسل تاريخي هدفه الوحيد والأوحد ضرب حركة التحرر العربية وترسيخ الرجعية مما يخدم مصالح القوى الاستعمارية بأهدافها الثابتة وأشكالها المتنوعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت