الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اجمل العيد

نبيل العدوان

2014 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد اجازة وجيزة وعلى الرغم من كتابة عدد من المقالات التي لم يتم نشرها وكنت فعلا متردد بنشر هذه المقالات لكني اعدت النظر وقررت نشرها لكن بالبداية وبمناسبة حلول العام الجديد اقدم التهاني و تمنياتي لجميع القراء الكرام وجميع الاصدقاء على موقع الحوار بعام سعيد وبان يعم الخير والسلام والمحبة منطقة الشرق الاوسط التي تمر باصعب الاوقات وخصوصا بسوريا ومصر والعراق ولبنان التي تشهد حروب واقتتال مذهبي وطائفي وساقوم بنشر مقالة مخصصة حول الموضوع وبعنوان "المذهبية , الطائفية والتطرف" سانشرها قريبا لكن الان سابدأ بهذه المقالة بعنوان "ما اجمل العيد" وان جاءت متأخرة بعض الشيء .

عيد ميلاد السيد المسيح الذي يحتفل به العالم باسره في الخامس والعشرين من ديسمبر له مكانة خاصة وبهجة ورهجة ومعاني كثيرة وانا هنا اشدد ان العالم باسره يحتفل بهذا العيد ولا يقتصر على الدول الغربية فقط لكن الاحتفالات بهذا العيد تمتد من الشرق الى الغرب وبمجرد حلول شهر ديسمبر تبدأ مظاهر العيد حيث تزدان المحلات والبيوت باضواء العيد وشجرة الميلاد والبابا نويل او السانتا كلوز. لكن الاهم من كل هذا هو معنى ميلاد المسيح وخصوصا ما يتعلق بالبشرية . رسالة المسيح كانت واضحة فهي رسالة محبة وسلام وعطاء وهذا ما نراه من حملات لمساعدة الفقراء والمحتاجين وخصوصا الاطفال الذين يعانون من امراض او حروب وتهدف الى رسم البسمة على وجوههم وتحاول من التخفيف من معاناتهم وابعادهم عن اجواء الحزن التي تسلبهم من طفولتهم وبرائتهم.

هذا العيد هو عيد العطاء وعمل الخير وبغض النظر عن المعتقد لان رسالة المسيح كانت للجميع وخير دليل على ذلك رسالة الحبر الاعظم بابا الفاتيكان فرنسيس وتعاطفه مع الفقراء والمستضعفين ودعواته للسلام خصوصا بسوريا والدول التي تعاني من الحروب.
هذا العيد له ايضا اهمية خاصة بمنطقة الشرق الاوسط حيث مهد المسيح بمدينة بيت لحم مكان ولادته وحيث كانت انطلاقة رسالته بالمحبة والسلام وهذه المنطقة وتحديدا ارض فلسطين وكنيسة المهد في بيت لحم تعتبر اهم المقدسات المسيحية. وعلى الرغم من التغير الديموغرافي او التركيبة السكانية لهذه البلدة التي اصبحت غالبية سكانها من المسلمين فهي لا زالت تحتفل بميلاد المسيح والاحتفالات ايضا تعم عدد من الدول العربية وخصوصا لبنان والاردن التي تزدان المحلات التجارية بزينة واضواء العيد وعلى سبيل المثال مدينة مادبا الاردنية والتي اصبحت غالبية سكانها من المسلمين الا انها وضعت اطول شجرة عيد ميلاد بمنطقة الشرق الاوسط ولا ننسى مدينة الفحيص الاردنية ايضا والتي غالبية سكانها من المسيحيين فهي تزدان باضواء العيد ونظرا لموقع هذه المدينة الجغرافي والمحاذي للقصور الملكية التي تحرص دائما على سلامة وامن هذه المدينة منذ ايام الملك الراحل الحسين بن طلال والى يومنا هذا وكان نجل الملك عبدالله هو من قام باضاءة شجرة العيد فيها هذا العام.
وهناك دول اخرى مثل سوريا ومصر والعراق والتي كانت تحتفل بالاعياد بالماضي الا ان الظروف الامنية والحروب والتعرض للمسيحيين واعمال الخطف لرجال الدين المسيحي حتى الراهبات لم يسلمن من الخطف وحرق الكنائس والاديرة ودور العبادة دفعت اغلبيتهم للهجرة وترك هذه البلاد.

بالعودة الى البعد الانساني او الخيري لهذا العيد والتي اخذ عدة اشكال لكن لفتني منها حملات التبرع لمركز سرطان الاطفال بلبنان السانت جود St. Jude والذي يقدم العلاج المجاني لجميع الاطفال من مرضى السرطان وبغض النظر عن معتقداتهم ومن المعروف ان مؤسس مستشفى سانت جود هو ممثل امريكي من اصل لبناني يدعى داني توماس Danny Thomas الذي قام يتاسيس المستشفى بمدينة ممفيس Memphis بولاية تنسي بالولايات المتحدة الامريكية عام 1962 ويعتبر هذا المستشفى من اهم وافضل مستشفيات علاج مرض السرطان عند الاطفال بالعالم ويوظف هذا المستشفى اكثلر من 3600 شخص من اطباء وطواقم طبية ويقدم العلاج لاكثر من 7800 طفل مصاب بمرض السرطان سنويا وبنسبة شفاء تفوق ال 80%
وهناك قصة عن داني توماس وهو لبناني الاصل مسيحي وكيف جاءت فكرة تأسيس هذا المستشفى . كان توماس يسكن مدينة ديترويت بولاية ميشيجن وكان يتردد الى احد كنائس الجالية اللبنانية هناك وكان قد طلب مساعدة القديس جود وتبرع بمبلغ 7 دولارات للكنيسة وهي كانت كل ما يملك في ذلك الحين قبل اكثر من 70 عام ووعد القديس جود بان يشيد له صرح اذا ساعده وفعلا باليوم التالي حصل على اول دور وعمل له في مجال التمثيل وتقاضى اكثر من 10 اضعاف المبلغ الذي تبرع به وهنا بدأ توماس بتنفيذ وعده ودعى ابناء الجالية اللبنانية والسورية ومعظمهم من الاثرياء وبلغ عددهم اكثر من 100شخص معظمهم من الاطباء وقام بتشكيل مجلس ادارة وهنا اطلق حملة تبرع لانشاء مستشفى السانت جود الذي اصبح اليوم الصرح الاهم بالعالم لعلاج سرطان الاطفال.

بالختام اعيد التذكير باني لست بمبشر ولست بخبير اديان وهذا ليس الهدف من الموضوع لكن الاهم هو تسليط الضوء عن واقع مظلم يعيشه ويشهده العالم العربي والاسلامي بما يحمل من عنف واقتتال مذهبي وطائفي قد يكون امتداد لرسالة محمد وما حملت من عنف وقتل وغزوات وسبي ...الخ والاختلاف الجذري عن رسالة المسيح بما حملت من رسالة انسانية مبنية على المحبة والتسامح والعطاء وعمل خير للجميع وبغض النظر عن المعتقد وعلى الرغم من العدائية تجاههم وما يتعرضون له من اعمال اضطهاد وقتل على ايادي الجماعات الاسلامية المتطرفة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متألق
جهاد علاونه ( 2014 / 1 / 12 - 17:53 )
في هذه المقالة تألق واضح,وحس إنساني كبير,أنت يا صديقي لديك حسن إنساني ولديك فكر راقي تحسد عليه,أتمنى لك مزيدا من التطور ومن هذه الأحاسيس الفياضة,كل عام وأنت بخير ومحبتي لك....ماران أثا.


2 - كل عاموالجميع بخيروالسلام للدول التي غادرها السلام
جيني ( 2014 / 1 / 15 - 03:30 )
كما قال الشاعر الفاضل
وُلِدَ الرفق بمولد عيسى ((أي يسوع ))

نعم وُلِدَ الرفق بمولده ولدت المحبة بمولده، ولدت الحصارة الإنسانية بمولده، دُحِر الشيطان وسقط بمولده
طوبى لمن يمشي بطريقه فهو الطريق والحق والحياة
إسمه عجيبا !!يسوع ،أي المخلص...وعمانوئيل ، أي الله معنا

كل عام والجميع بخير


3 - شكرا استاذ جهاد على شهادة الحسن سلوك
نبيل العدوان ( 2014 / 1 / 15 - 17:16 )
شكرا استاذ جهاد على شهادة الحسن سلوك والتقدير وكل عام وانت بخير ولا تنسى نحن تلاميذك استاذ جهاد


4 - الصديقة العزيزة جيني
نبيل العدوان ( 2014 / 1 / 15 - 17:20 )
الصديقة العزيزة جيني
اشتقنالك طولتي الغيبة وشغلتي بالنا وانا فعلا مقصر معك شكرا عالتعليق القيم وكل عام وانت
بخير


5 - سلام ونعمة
هالة ( 2014 / 1 / 19 - 20:30 )
كل عام وجميع الاخوة الاصدقاء بالف خير واخص الاخت جيني والاخ جهاد باسمى عبارات التهنئة
عذرا للتاخر بالتعليق للاخ نبيل لعطل في الكمبيوتر,وكل عام وانت بخير العطاء افضل من الاخذ هذا ما تعلمناه من السيد المسيح ما اجمل ان نقضي بعض الوقت مع الناس الاقل حظا منا في الاعياد وفي الايام العادية ايضا حتي لو لم نملك المال الكثير ولا ننسى ان السيد المسيح اطعم جموع كثيرة بثلاث سمكات
اشكرك لذكر بلدي الحبيبة سوريا الجريحة التي لم يتوقف سيلان الدماء فيها حتى هذه اللحظة والتي اشعر ان لواستمرت هذه الدماء بالسيلان ستغرق كل العالم ,اتوجه لكل عقلاء العالم انقذوا سوريا قبل ان تصبح حربا كونية.


6 - هالة 6
جهاد علاونه ( 2014 / 1 / 20 - 08:25 )
إنت نسيتي الأخ جهاد من زمان.

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال