الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية المظلومة في المغرب

سعيد ناشيد

2014 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يميل كثير من المثقفين المغاربة- على رأسهم المفكر الرّاحل محمد عابد الجابري- إلى رفض العلمانية أو على الأقل استبدالها بمفهوم العقلانية، بدعوى أنّ مجال صلاحياتها ينحصر في الغرب المسيحي (حيث الكنيسة) أو يطال المشرق العربيّ حصراً (حيث الأقليات). ورأيي أنّ هؤلاء يغفلون حقائق واضحة بصدد مسألة الأقليات الدينية:
أولاً، لا يخلو المغرب من أقليات دينية سواء أصلية كاليهود أو مستوطنة مثل المسيحيين.

ثانياً، لا ينعدم وجود أقليات مذهبية تعلن عن وجودها بالقدر الذي يسمح به المناخ العام، مثل الشيعة والبهائيين على سبيل المثال.

ثالثاً، بالمنطق الديني يبقى اللادينيون واللاأدريون والربوبيون أقليات دينية.

رابعاً، الفرد في مواجهة فقه الجماعة يصبح أقلية دينية، والمرأة في مواجهة فقهاء الفحولة تصبح أقلية دينية.

وأما بصدد السلطة الدينية فإنّهم يغفلون ما يلي :

أولاً، مقابل سلطة الكنيسة في الغرب عرف الإسلام في عصور انحطاطه سلطة لا تقلّ خطورة، هي سلطة النص الديني. ولسنا نقصد هنا فقط علاقتنا بالقرآن الكريم والذي تحتمل أحكامه التأويل أو التأجيل أو التعطيل، كما لا نقصد أحكام الحديث حصراً والتي تقبل التّرك في كل الأحوال، لكن المعضلة تكمن في نص آخر مرعب قطعيّ الدلالة قد يوظف لاستباحة الدماء وقطع الرؤوس، إنه الفتوى الدينية، وتحديداً فتاوى التكفير. وليس يخفي أن شهداء الفكر الإسلامي الذين أعدموا، من الجعد بن درهم وغيلان الدمشقي وجهم بن صفوان والسهروردي والحلاج وصولا إلى محمود محمد طه ومهدي عامل وحسين مروة وفرج فودة، أُعدموا جراء صدور فتاوى تكفيرية مكتوبة أو شفوية تدعمها السلطة أو جماعات تمثل مشروع سلطة.

ثانيا، إذا كانت وظيفة العلمانية كفعل تنويري هي تمكين الإنسان من الاستعمال الحر لعقله في مواجهة الحِجر الذي تفرضه سلطة الوصاية الدينية، فإن وظيفتها في الإسلام هي تحرير العقل من وصاية سلطة النص، وسلطة تفسير النص، وسلطة التكفير باسم النص، وهي السلاح الأشد فتكاً ضدّ التفكير الحر.

مقابل المثقفين المغاربة الذين يميلون إلى رفض العلمانية خطأ، يروج إسلاميو المغرب مقولة أن العلمانية ستقود إلى إلغاء إمارة المؤمنين، ومن ثمة فإنها الخطر الذي يتهدد مستقبل الملكية بالمغرب، وهذا مجرّد هراء.

إذ ليس يخفي أنّ العلمانية في بريطانيا لم تمنع الملك/ الملكة من أن يكون الحاكم الأعلى للكنيسة الأنكليكانية، وأن العلمانية في النرويج لم تمنع الملك/ الملكة من رئاسة كنيسة النرويج اللوثرية، وكذلك في الدنمارك وغيرها.

إنّ القليل من الخيال السياسي الخلاق يكفي لتصور ممكنات تفصيلية لغاية تنزيل العلمانية بنحو أكثر حداثة على كافة مناحي الحياة المغربية، وبحيث يصير أمير المؤمنين مؤسسة ضامنة لحرية كافة المؤمنين المغاربة بمختلف أديانهم ومذاهبهم، تحت شعار قرآني نتمنّى لو يُكتب بالخط العريض على أبواب كل مساجد وكنائس ومعابد المملكة المغربية: “لا إكراه في الدين”. ولا بأس بمثل هذا الإجراء؛ فإنّ الإنسان نسّاء بطبعه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا عقلانية ولا علمانية انها الخصوصية
الصحابي عبدالرحمان بن عديس ( 2014 / 1 / 13 - 11:49 )
ما يغفله الاستاذ هو الخصوصية والعقلية الانقلابية التي لا تزال متحكمة في المشروع السياسي الذي رغم اجهاضه بالاختلاسات والانقلاب عليه ،فانه لا يزال يفعل فعلته الخشبية في مخيخ الفاعل (السياسي) اللاسياسي . لايمكن مقارنة الملكية في بريطانيا او هولندة او النرويج او السويد بالملكية في المغرب ، كما لا يمكن مقارنة الكنيسة في هذه الدول بالمسجد في المغرب ، ولا يمكن مقارنة شعوب هذه الدول بساكني المغرب حيث الصعود اليومي للنعرات باسم خصوصية محلية وليس وطنية .
في الدول الاوربية لا توجد جماعات تطعن في شرعية الحاكم وتنافسه التمثيلية الدينية ، كما لا توجد هناك جماعات تدعو الى نظام الخلافة او الجمهورية ( الاسلامية ) اللاسلامية ، بل هناك جماعات تمارس العقائد غير الانقلابية ضمن وحدة الشعب والدولة .
اذا تخلى النظام في المغرب في المجال الديني يكون بمن ينتحر ويقرب موعد سلخه ، لانه هنا سيعطي للتكفيريين والمتاجرين بالدين السلاح الفتاك لدبحه . ان من اسباب سقوط الشاه هو اغفاله للحقل الديني الذي تركه بيد الثيوقراطيين الشيعة الذين لم يترددوا قي تجييش الشعب عليه بدعوى التكفير والزندقة .
العلمانية خطر على المغرب


2 - العلمانية الظالمة
عبد الله اغونان ( 2014 / 1 / 13 - 15:17 )

العلمانية عندنا كعرب وخاصة في المغرب ليست أصلية بل هجينة مستوردة غربيا
فالعلمانية ليس منهج حياة وليست اتجاها سياسيا
العلماني كما في الغرب يطالب بفصل الدين عن الدولة
طيب
كم من الناس يوافقونه على هذا التوجه؟ هل نقوم باستفتاء؟ ماذا لو رفض الغالبية هذا الطرح؟ هل نلغي العطل الدينية؟ ونلغي الزكاة؟ والأوقاف؟ والبنوك الاسلامية؟
وتحريم المحرمات.؟ كالخمر والمخدرات والزنا
جل الشعوب المسلمة العربية تمزج الدين بالدنيا
حضارتنا أصلا قامت على الدين
يستحيل تطبيق العلمانية لدى المسلمين ولو بالقوة
جل العلمانيين يستغلون الدين اذ رأوا أن ذلك يعمل للحفاظ على مناصبهم كل الدول العربية
تستغل الدين .وأكبر خطأ ارتكبه من يدعون العلمانية أنهم لم يدرسوا دين الشعب الذي يكره لمزهم في عقيدته.عندما قامت الثورة الايرانية على أساس ديني صدم العلمانيون
وذهلوا ومازالوا في حاجة الى أن يعرفوا أن الدين هو الهوية الجامعة لشعوبهم


3 - النظام الملكى
على سالم ( 2014 / 1 / 14 - 00:35 )
يجب ان نكون صرحاء ,اعتقد ان النظام الملكى فى المغرب فاسد حتى النخاع وهو السبب الاساسى فى انهيار البنيه التحتيه والفقر والظلم الاجتماعى والبطاله وانحدار التعليم والخدمات وكل الكوارث ,يجب على الشعب المغربى التحرك من اجل التغيير والتغيير لايتم الا بالتخلص من النظام الملكى الفاسد العربيد اللص ,نعم اقولها بكل صراحه يجب عليكم بالثوره والتخلص من هذ الملك البغيض واعضاء عصابته اللصوص الفجره والذين يمصوا دم الشعب المغربى طوال عقود سوداء ,يجب ازاله الخوف من نفوسكم وتثوروا وتتخلصوا من هذا الملك الزنديق الافاق وعصابته النجسه ويبدا عهد الحريه والمساواه والديمقراطيه ,هذا الملك لص وفاجر ابا عن جد ويجب الخلاص من هذا الرقيع والذى يقول انه من سلاله الرسول الصعلوك


4 - النظام الملكي بالمغرب عامل توازن
عبد الله اغونان ( 2014 / 1 / 14 - 21:03 )
علق المدعو علي سالم بأسلوب وقح يخلو من أدب الحوار
اذ يتحدث وكأنه وصي على أهل المغرب ويصدر البيانات الجوفاء يصيغة .. يجب عليكم
من تنتظر أن يستجيب لك؟ربما لوكنت هنا وسمع منك عامة الناس هذا الكلام لتخلصوا منك وخلصوا عليك
كلامك يدل على الجهل اذ الفساد السياسي لايرتبط بالملكيات , أليست جل بلدان أروبا ملكيات؟ وكثير من بلدان العرب التي تعاني من الفساد والاضطراب والتقلبات والصراعات لم يحكمها ملوك بل رؤساء... العراق مصر وتونس وليبيا ..وكان هؤلاء الرؤساء يتصرفون أكثر من الملوك اذ كانوا رؤساء مدى الحياة. وبالعكس اينما كانت الملكية يكون الاستقراروالهناء في السعودية والأردن والمغرب وامارات الخليج
تأكد أن المغاربة يحبون ملكهم
وليسوا في حاجة لكل ناعق

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah