الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف وقصص متنوعة ( 4 )

بطرس رشدى جندى

2014 / 1 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- غرقت السفينة ، ونجا أربعة فقط ... قادتهم الامواج إلى جزيرة نائية .....و بعد ثلاثة أيام لم ينتظر الأول معجزة إلهية ، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ، وبالتالي لا تمطر معجزات ، فقام بصنع قارب صغير يستطيع من خلاله تحدي الامواج بفكرة بسيطة أتته بعدما أجهد عقله في البحث عن حل ... فأعجب الثاني بالاقتراح ، فبادر بمساعدته بصنع القارب ، والثالث اكتفى بالصمت خائفا من عواقب دخول هذا القارب بين الامواج ثانية ، ففضل الإنتظار إلى أن تأتي طائرات الإنقاذ لانتشاله من هذه الجزيرة... أما رابعهم فقد سخر من هذا الطموح العالي وذهب بعيدا عنهم حتى لا تؤثر هذه " التخبطات " على تفكيره ... وبعد يومين وصل الأول والثاني إلى الميناء ، والذي كان لا يبعد عنهم كثيرا ، وبعد يومين إضافيين وصلت طائرات الإنقاذ وانتشلت الثالث ، وقبل أن يمر شهر .. تبنت إحدى الشركات العالمية فكرة الأول ، وأصبح من العظماء ، ولم ينس رفيقه الثاني الذي ساعده ، فأشركه معه وأصبح من الناجحين ، والثالث أكمل حياته بشكل عادي كأي إنسان عادى ... انتشر الخبر في الصحف ، وقرأه شخص كان جالسا في أحد المقاهي، ولم يزد عن أربع جمل تعليقا على الحدث لصديقه الجالس بجانبه ، قائلا : العظماء يصنعون الفرص والناجحون يستغلونها والعاديون يخشونها ... اما الفاشلون فيسخرون منهــا .. و مرت الايام ... فدخل الاول التاريخ ، والثاني عاش حياته ناجحا ، والثالث مرت أيامه كشروق الشمس وطلوع القمر... أما الرابع فلا زال البحث عنه جاريا .



- يحكى أن فأر حكيم كان يتعلم من كل شيء حوله في الغابه ويعرف الكثير ... وفي يوم من الأيام أجتمعت الغابة وأراد الفأر أن يعلم اصدقاءه درساً ... فقال في ثقة أسمح لي أيها الأسد أن أتكلم وأعطني الامان.. فقال الأسد تكلم أيها الفأر الشجاع ... قال الفأر أنا أستطيع ان اقتلك في غضون شهر .... ضحك الأسد في أستهزاء وقال أنت أيها الفأر .... فقال الفأر نعم فقط أمهلني شهر ... فقال الأسد موافق ولكن بعد الشهر سوف أقتلك إن لم تقتلني ... عاد الأسد إلى عرينه ومازال الضحك مسيطرا عليه .... وكلام الفأر مسيطر على عقله ، ولا يفارق ذاكرته ، ويتعجب كيف لفأر مثله أن يتجرأ على تهديده بالقتل ... توالت الأيام وعقل الأسد مشغول بكلام الفأر ، وفقد شهيته للطعام والشراب حتى هزل جسده وتراخى جلده ، وتباطأ مشيه ، وضعف زئيره حتى أصبح لا يخيف نملة . .. وتحول الأسد من ملك هادئ الأعصاب ، ثابت القلب إلى ملك فقد أعصابه وامتلأ قلبه خوفا ورعبا ، وكلما مر يوم واقترب موعده مع الفأر كلما ثارت أعصابه أكثر وأكثر حتى تجنبته أنثاه لعجزها عن تهدئته أو التفاهم معه.... ويقترب الموعد والأسد عاجز تماما عن توقع الأحداث وكيف يواجهها ، ولا يستطيع أن يتخيل كيف لمثل هذا الفأر أن يتغلب عليه. اقتربت نهاية الشهر الذي مر بطيئا على الأسد ... وفي اليوم المرتقب دخلت الحيونات مع الفأر على الأسد والمفاجأة كانت انهم وجدوه قد فقد أنفاسه ومات ... انتظار المصيبة أعظم من وقوعها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست