الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفاح ابو طبر .. وحرامي أيام زمان

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2014 / 1 / 14
المجتمع المدني


السفاح ابو طبر
تعودت دائما ان أشرب استكان الشاي بعد الغداء من احدى المقاهي القريبة من موقع عملي , كان يجلس بقربي رجل يبلغ من العمر حوالي ما بين الخمسة والستين أو الخمسة والسبعين تقريبا , كنت حينها اقراء احد الصحف اليومية , والعجوز يرمق بالصحيفة كلما اقلب الصحيفة , علمت انه يبحث عن خبر تعديل قانون التقاعد بلا شك , وبعد ان طويت صحيفتي لاكمل شرب الشاي قال لي : الا يوجد خبر عن التقاعد قلت له : لا يا عمي ما زال قانون تعديل التقاعد مجمد لانشغال الساسة بالانتخابات ! ضحك كثيرا وصرنا نتحدث عن أمور كثيرة , الى ان وصلنا لقصة السفاح أبو طبر قال لي العجوز ويبدو على تقاسيم وجهه انه كان يوم مديرا او مسؤولا رفيعا " أبني ارجو أن تصدقني لا يوجد شيئ اسمه ابو طبر" قلت له : كيف يا عمي وحكاية ابو طبر هزت بغداد رعبا ! قال لي : أبني انت لا تعلم شيئا ان قصة ابو طبر هي قصة خيالية صنعتها المخابرات حينذاك من أجل اغراض سياسية , وكل جريمة تحصل في بغداد ينسبوها الى ما يسمى أبو طبر ؟! ....
نعم يا بني اعتقلوا شخصا واعدموه بالفعل على اساس انه ابو طبر ولكن ارجو منك ان تصدقني , انبهرت من كلام العجوز ولم اعد اصدق من , واكذب من , ولكن استشعرت بالصدق من حديث العجوز , واردف قائلا : عمي انها لعبة من الاعيب المخابرات حينها من اجل اللقاء القيض على كل من يعارض حزب البعث , يقوموا بمحاصرة الازقة من اجل اللقاء القبض على شيوعيا او من حزب الدعوة بحجة انهم يشكون بوجود أبو طبر وعلى هذا يبنون حجتهم كي لا يقول الشعب بان هناك معارضين للنظام ؟!..
حديث هذا العجوز دخل عقلي على الرغم من اصابتي بحيرة شديدة وبقى كلامه يسري بداخلي , وانقلها لكم بامانة


حرامي أيام زمان
يبدو أن حرامية أيام زمان يختلفون عن حرامية اليوم , حالهم حال جميع المتغيرات التي حصلت بعد الثورات والانقلابات حدثني جاري العجوز عن حكاية سمعها من احد البغداديين الكبار وتعود هذه القصة الحقيقية ما يقارب اكثر من خمسين عاما في منطقة سوق قمبر علي وهي احد الاحياء القديمة في بغداد وتطل على شارع الكفاح حاليا وسابقا كان يطلق على هذا الشارع اسم شارع ( الملك غازي) , قال لي : كان هناك رجلا يعمل حمالا وكان متزوج ولديه من الاطفال اربعة ولكنه كسولا وعندما " يفلس" يتماما رجع للعمل مرة اخرى , وبقى على هذا الحال الى أن غضبت منه زوجته وقررت ترك البيت نهائي مع اطفالها , حزن هذا الرجل ولم يستطع النوم من حزنه على فراق اطفاله , وقبل حلول الفجر سمع الرجل صوت غريب في بيته , فز من مكانه بهدوء واذا بحرامي يبحث عن أي شيئ ثمين ! وعلى الفور استطاع الرجل الامساك بالحرامي , وقال له : بالله عليك تريد أن تسرقني وانا لا أملك نقود ولا أملك شيئ حتى زوجتي تركت البيت مع أطفالي يوم أمس من شدة الفقر ! , حزن هذا الحرامي حزنا عميقا على حال هذا الرجل , وصار الحرامي يتوسل للرجل على أن لا يسلمه الى الشرطة , قال له الرجل لا عليك انا لا يهمني شيئا لانني لا املك الكنز كي أخاف عليه ...
ثم اجلسه بقربه وصاروا يتحدثون وكانهم اصدقاء واخرج الحرامي من جيبه كيسا به سكائر اللف وصاروا يدخنون الى طلوع الشمس وقبل ان يودع الحرامي الرجل اخرج من جيبة نصف دينار واقسم للرجل ان يأخذها وبعد الحاح شديد من الحرامي وافق الرجل على أن يأخذ نصف الدينار ثم خرج من الباب مودعا صاحب الدار ؟!
هل رأيتم الفرق بين حرامي أيام زمان وحرامي يومنا هذا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ


.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا




.. مجلس الشيوخ الأميركي يرفض مقترح بايدن باستقبال اللاجئين الفل


.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار




.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف