الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرد الفلسطينيين في الفكر والممارسة الصهيونية 1882 - 1949

سعيد جميل تمراز

2014 / 1 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تُعد فكرة طرد الفلسطينيين من وطنهم أحد الأركان الأساسية للمشروع الصهيوني في فلسطين، فالأهداف الصهيونية من الهجرة الصهيونية إلى فلسطين, والاستيطان فيها, والاستيلاء على أرضها, وتهويدها, وصولاً لإقامة (دولة يهودية) فيها, يتطلب طرد الفلسطينيين من وطنهم؛ لأن وجود الشعب الفلسطيني في وطنه وعلى أرضه سيعيق تحقيق تلك الأهداف, فوجوده يتناقض تناقضا كاملاً مع الصهيونية وأهدافها ومشروعها الاستيطاني في فلسطين, وقد اعتبرت الحركة الصهيونية وجود الشعب الفلسطيني في وطنه مشكلة, أطلقت عليها تعبير (المسألة العربية) في فلسطين, سعت لإيجاد حلٍ جذري لها, تمثل في طردهم من وطنهم.
وقد احتلت فكرة طرد الشعب العربي الفلسطيني من وطنه موقعاً مركزياً في الفكر الصهيوني, ورافقت مختلف مراحل تطور المشروع الصهيوني, فهي فكرة قديمة قدم تلك المشاريع, تعود جذورها إلى عام 1840م, عندما روج اللورد شافتسبري لشعار "وطن بدون شعب, لشعب بدون وطن", الذي شكل الأساس العملي لفكرة طرد الفلسطينيين من وطنهم, حيث يتضمن أولا إنكار الوجود العربي على أرض فلسطين، ولما كان الوجود العربي حقيقة قائمة، فمعنى ذلك الإنكار تغيير الوجود إلى حالة لا وجود, وليس غريباً أن معظم الزعماء الصهاينة قد طالبوا بتفريغ فلسطين من أهلها, ونقلهم إلى البلاد المجاورة, وكانت الإشارة الأولى لفكرة طرد الفلسطينيين قد طرحها الصهيوني المسيحي "إدوارد ميتفورد", الذي اقترح عام 1845م, إجلاء الفلسطينيين, وتوطينهم في أجزاء أخرى من الدولة العثمانية, وأصبحت فكرة الطرد منذ عام 1882م, وحتى قيام دولة (إسرائيل), من أهم الأهداف لقياديي الحركة الصهيونية, إذ شرعت القيادة الصهيونية في الترويج لمبادئها، وهي أن الحقوق الوطنية في فلسطين تعود حصرا إلى (الشعب اليهودي) ككل.
وتطورت فكرة الطرد بتطور المخططات الاستيطانية الصهيونية, إذ لا يمكن فصل عمليات الطرد الجماعية للشعب الفلسطيني عن المخططات الاستيطانية الصهيونية، فهما تشكلان في وجهين لعملة واحدة, فلا تتم الثانية إلا بتحقيق الأولى, فقد كان طرد الفلسطيني في الفترة الممتدة بين عامي 1882و1930م, مجرد فكرة, ومشروع, وشهدت فترة الثلاثينيات تغييرا ملموسا في فكرة الطرد, حيث شهدت تلك الفترة طفرة في التعاون بين الحركة الصهيونية والاحتلال البريطاني في فلسطين, حيث عملت سلطات الاحتلال البريطاني بمختلف الوسائل على تسهيل حصول الصهيونيين على الأراضي بما في ذلك منح المؤسسات الصهيونية مساحة الأراضي التي استوطن عليها الصهيونيون, وكذلك تهويد أجهزة الحكم, ودعم الاقتصاد الصهيوني في فلسطين, وتجيير القوانين لصالح الحركة الصهيونية مثل قوانين ملكية الأراضي, وقوانين الهجرة, فوضعت الحركة الصهيونية برامج ومشروعات وخططاً بغية إحداث التغيرات الديموغرافية في فلسطين, كما شكلت لجاناً رسمية ضمت عدداً من قادة الحركة الصهيونية، هدفها وضع خطط لطرد الفلسطينيين, وقد أخذت تلك البرامج والمشروعات مسميات وأشكالاً عديدة, ولكنها جميعاً هدفت إلى تحويل فلسطين العربية إلى بلد يهودي، وطرد الشعب الفلسطيني من ديارِه ووطنه, وإحلال اليهود محلَّه.
ثم انتقلت الأفكار والأطاريح إلى حيز التنفيذ العملي عام 1948م. حيث بدأت أحداث طرد الفلسطينيين بعدما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين ثانٍ (نوفمبر) 1947م, قرار رقم 181 بأغلبية الأصوات لتقسيم فلسطين إلى دولتين, إحداهما عربية والأخرى يهودية, وتمكنت الحركة الصهيونية والقوات الإسرائيلية من خلال العمليات العسكرية التي وقعت في الفترة الممتدة ما بين صدور قرار التقسيم, وتوقيع اتفاقيات الهدنة عام 1949م, من تنفيذ طرد الشعب الفلسطيني من دياره ووطنه.
رسالة ماجستير بعنوان
طرد الفلسطينيين في الفكر والممارسة الصهيــونية
(1882 - 1949م)
قدمت هذه الأطروحة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التاريخ
من قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة – فلسطين
1435هـ - 2013م
الرسالة كاملة
http://www.gulfup.com/?utwogC








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل