الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيقود المجتمع الفتره القادمه رجال الفتاوي ام سيادة القانون ؟!!

عبد صموئيل فارس

2014 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في مصر وعبر الكثير من المنابر الاعلاميه هناك بيزنس الفتوي المنتشر عبر شيوخ الفضائيات وحيث لارقيب ومع تفشي الامر بصوره اصبحت تتحكم في كثير من امور الحياه المجتمعيه في مصر حتي انها اصبحت تؤثر علي الكثير من القرارات السياسيه في البلاد نتيجة عملية التغييب وتخريب الوعي المجتمعي التي اصبحت علامه واضحه في منهج الكثير من المواطنين المصريين الذين يعانون من نسبة اميه عاليه في المجتمع

وفقر مدقع الي جانب فطره تميل الي التدين عند اغلب المصريين فنجد مثلا تيار داخل المجتمع يبتدع امر جديدا وهو تكفير المجتمع او الحاكم ومن يقف علي يسار معتقده يكون تحت مرمي نيران فتواه ونظرا لآن القانون في مصر يخضع مع الاسف لابتزاز هذه التيارات علي الارض فأصبح هناك محاذير داخل مؤسسات الدوله في تطبيق القانون علي هذه النوعيه من البشر

وهو ما احدث خلللا في موازين القوي داخل المجتمع حتي ان هذه التيارات ظنت وقتا ما انها فوق القانون وبعض المدعين شيوخا انهم يملكون السلطه المطلقه في اطلاق ما يحلو لهم من تصريحات وسباب للجميع دون خطوط ودون وازع ديني او اخلاقي يحترم علي الاقل عادات وتقاليد المجتمع المحافظ الذي يعيش داخله

فأنطبع هذا المنهج علي طبيعة المجتمع في نظرته الي الاخر سواء المختلف معه في المعتقد او سياسيا او من ناحية التمييز الديني في كثير من الاحيان التي تطورت مع تدهور الدوله وتأكل مؤسساتها الي ان اصبح منهج حياه فتجد عمليات حرق لدور عباده مسيحيه واعتداءات منتظمه علي بيوت ومتاجر اقباط دون رادع او خوف من سلطه ليس لها مكان في اذهان العامه

ولا ينطلي هذا الامر علي الاقباط فقط فستجد عمليات اعتداء تطال بعض البهائيين او الشيعه فغياب الدوله وعدم تطبيق القانون صنع فوضي مجتمعيه وصعب من مهمة بعض الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل في معالجة مثل هذه الامور داخل المجتمع في ان تجد طريقا امنا في مخاطبة بعض فئات المجتمع لتوعيتهم من خطورة هذه الافعال علي السلم العام

فرجال الفتاوي جهلة المجتمع هم احدي صنابير المشكله ونتيجة غياب دور الدوله الثقافي والتعليمي ساهم بقدر كبير في تفشي الامر بهذه الصوره التي نراها من وقت لاخر في المجتمع الامر يحتاج في علاجه الي يد قويه واراده للدوله المصريه في التصدي لهذه الكارثه المجتمعيه وعلي سبيل المثال للدلاله علي ذلك

في المواقف المتكرره لرجال التيار السلفي والذين يحرمون الوقوف للسلام الجمهوري وهو ما تكرر كثيرا عبر عدة مواقف وطنيه رصدتها عدسات المصورين واثارة حفيظة الرأي العام المصري ونتيجة لذلك صدر قرار من مجلس الوزراء المصري
بالموافق على مشروع قرار رئيس الجمهورية بقانون بشأن العلم المصري والسلام الوطني، حيث تضمن المشروع النص على أن إهانة العلم المصري وعدم الوقوف احترماً عند عزف السلام الوطني في مكان عام، أو بإحدى طرق العلانية يعتبر (جريمة) يعاقب فاعلها بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تزيد علي خمسة آلاف جنيه أو بإحدى العقوبتين.

وهنا جاء رد التيار السلفي عبر فتوي الدكتور ياسر برهامي والتي جاءت كما يلي ردا علي القرار
قال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إنه يجوز الوقوف للسلام الجمهوري طالما أن الحاضر مكرهاً .

ورداً على سؤال أحد الزائرين عبر موقع صوت السلف،الأحد، هل يجوز فعلاً لمن تواجد أن يقف لتحية العلم أو يعذر في ذلك ، أجاب برهامي: أن وجود قانون يقضي بالحبس لمدة 6 أشهر لمن لا يقف تحية للسلام الجمهوري يجعل الحاضر مكرها معذوراً .

صدور القرار مع تفعيله علي الارض بصوره جاده سيضع حدا كبيرا لكثير من المشاكل والملفات الحساسه التي يعاني منها المجتمع فالدوله تحتاج الي اراده وعزيمه في تطبيق القانون ولا تكيل بمكاييل الفرز فهل ستترك الدوله مع اقرار الدستور الجديد المجتمع لان يقوده رجال الفتاوي ام ستقود هي المجتمع عبر تطبيق القوانين واقرار سيادة الدوله دون النظر الي اي اعتبارات سواء دينيه او سياسيه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القانون في مصر حلم
عماد عبد الملك بولس ( 2014 / 1 / 18 - 07:34 )
بداية أحييكم علي رصدكم و تشريحكم للواقع المصري من منظور قبطي و علي خلفية وطنية خالصة

ثانيا، حتي يصل المجتمع إلي الإيمان بالقانون كوسيلة نظام ضرورية لاستقامة العمل و استتباب النظام قبل الأمن فلابد من استرجاع منظومة القيم التي اختلت و احتل الكلام و النيات محل العمل و الإصرار علي الإنجاز و عودة الهدف إلي حركة المجتمع الهائم خلف تهويمات شتي لا طائل وراءها

و لكي يتم هذا لابد للمجتمع من نخبة مخلصة النصيحة، تضرب المثل بعملها لا بأقوالها، و لا تتبع مبدأ التقية المقيت الذي لا يُبقي إخلاصا و لا صدقا

أحييكم ثانية و أشكركم علي إشعال الشموع في غياهب ظلامنا

احتراماتي

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل