الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الوطني الشبابي الفلسطيني وضرورته الملحة

رامي معين محسن

2014 / 1 / 16
المجتمع المدني


يمثل الشباب في فلسطين ما يعادل ثلث تركيبة سكان المجتمع "حسب الإحصاءات والتقارير ذات الصلة"، وهو ما يدلل بوضوح بأن مجتمعنا ذات صبغة شابة وفتية، الأمر الذي يفترض فيه دائماً أن يكون معولاً ديناميكياً للأمل، التطور، والتغيير، انطلاقاً من اعتبارات ودلالات كثيرة على رأسها أن الشباب في كل المجتمعات التي وجدوا فيها وأُعطوا الفرصة بداخلها أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم نصف الحاضر وكل المستقبل ليس بالشعارات الرنانة، إنما من خلال العمل والتفكير والتمكين والسعي الحقيقي للوصول لأفضل مما هو موجود .
ومن العدالة حين الحديث عن الشباب في فلسطين (قطاع غزة كنموذج) ما لهم وما عليهم، أن نأتي على ذكر أبرز التحديات التي تعترض طريقهم وتحول دون مشاركتهم في كل المجالات، باختصار هم يعانون اضطهاداً وتهميشاً مزدوجاً فتارة بوصفهم مكون أساسي من مكونات شعبنا القابع تحت الاحتلال، وتارة أخرى باعتبارهم فئة اجتماعية يتم التشدق بأهميتها وضرورة إزالة العوائق أمامها في ظل واقع عملي لا يوليهِم أدنى اهتمام، كما أنهم يعيشون في جو من تغول البطالة والفقر وانعدام فرص العمل سيما في أوساط الشباب المتعلم وخريجي الجامعات، ولا نغفل محاولات طمس الهوية الثقافية والفكرية واختزال قيمة العقل فيما تسمح به المنظومة التقليدية على رأسها "الدينية الأمنية" الحاكمة التي ترفض الاعتراف الحقيقي بمشاركة الشباب في مجمل القضايا "الوطنية، السياسية، الاجتماعية، الثقافية ..الخ"، بل للحق نسجل أن أجهزتها الأمنية تتعامل مع الشباب على أنهم دائماً في موضع الشبهة والاتهام مما يعرضهم للقمع الاستدعاءات الغير قانونية لإدعائها ارتباطهم بأجندات خارجية تسعى إلى تقويض نظام الحكم الملالي الأمر الذي يجعل من شعارات المحافظة على النظام العام مجرد حالة نفسية أو تصور ذهني لدى المنظومة الأمنية، وهذا بالطبع امتداد لحالة الوهم المريح، الأخطر من ذلك كله أن الأجهزة الأمنية اليوم بعد فشل القمع في تحقيق المراد، تحاول جاهدة الالتفاف على الحالة الشبابية برمتها من خلال تصدير فئة شبابية مرتبطة معها تكون بمثابة "شباب البلاط" تنفذ من خلالهم أجنداتها القامعة لكل من يخالف النمط المفروض، وتضرب من خلالهم الأمثال الوهمية لحرية الرأي والتعبير وللحريات عموماً، وهو ما حدث مؤخراً بمباركتها تبلور العديد من الأجسام والائتلافات الشبابية التي سمح لها ما لم يسمح لغيرها، الأمر الذي ساد معه تساؤل منطقي ومحق "منذ متى صارت ممارسة الوطنية حكر على جماعة أو توزع حسب اللون والتبعية؟، ويا ترى لمصلحة من تنميط المجتمع؟، ومن المستفيد؟!
إن كل نمط حاكم لم يحكم بنظريات العقد الاجتماعي الراسخة، ويخشى الانتقال للديمقراطية وتبعاتها، وما زال يُغلب أسلوب الممارسة الأمنية مع مواطنيه على "الفاضي والمليان" إنما يسعى دائماً وفق نظريات السياسة والاجتماع إلى تكوين هالة كبيرة حوله من المستفيدين ومن كل الفئات والمكونات، تسير في فلكه وتكون له مطية وهذا الخطأ القاتل بعينه، وعليه فإنني أدعو الجهات الرسمية إلى الكف عن هذه السياسة المكشوفة والتي لن تفلح بأي حال إلا في إطالة أمد الركود وتعزيز الهوان، كما وأدعوها إلى فتح حوار جدي وحقيقي مع الشباب كل الشباب لا من يدور في فلكها أو من ينفذ أجندتها من الشباب والمقصود هنا واضح، هذا إذا ما أرادت فتح صفحة جديدة مثمرة تحترم الشباب وتقدر كينونتهم وتدعم باتجاههم وصولاً إلى إزالة كل العوائق أمامهم لجهة أن يأخذوا دورهم الفاعل والطليعي في البناء والانتقال بمجتمعنا إلى بر الأمان،.
ومن ناحية أخرى فإنني أجزم بأن تعقيدات المرحلة، وتشظي الحالة، وضعف ركائز المجتمع "الأحزاب، المثقفين، المستقلين، مؤسسات المجتمع المدني"، وتأزم المشهد الفلسطيني برمته يحتم على الشباب الانطلاق وتولى زمام المبادرة، والانخراط الفاعل في المجتمع وتحدياته التي تأخذ طابعاً تصاعدياً على طريقة تحديد المشكلات وتصدير أو تسطير حلول عملية لها، ترد الأمور إلى بواطنها دون الغوص في الماوراء، وبعيدا عن ظاهرة الخوف والارتجاف، فالمرتجفين كما يحدثنا التاريخ لا تقوى سواعدهم على البناء، وهو ما يتطلب سرعة الخروج من دائرة التهميش والاستبعاد على طريقة أنه لا يمكننا الدخول في أعتاب التنمية إلا بالاستفادة من كل مكونات المجتمع، وعلى رأس هذه المكونات الشباب، وربما أسلم طريقة للوصول لذلك من خلال تنظيم الشباب لصفوفهم وأولوياتهم وبرامجهم والإجابة على التساؤلات: ما هو الدور المنوط بالشباب تجاه وطنهم ومجتمعهم؟، وهل واقع مجتمعنا اليوم يرقى لتطلعات ويلبي طموحات الشباب؟، وما هو نمط المجتمع الذي يأملون العيش في كنفه؟، وهل هم راضون على نمط التعامل مع قضاياهم المطلبية؟، أعتقد أن الإجابة ستكون كلا على الإطلاق لدرجة أن اليأس والتقوقع صار السمة الأبرز في نفوس الشباب، وعليه فإن الخروج من النفق المظلم يتطلب من الشباب إطلاق تيار وطني ديمقراطي مطلبي ومستقل يُشكل إضافة نوعية للموجود، ويكون الشباب لبنته الأولى وركيزته الأساسية، تتلخص مهمته في الالتصاق والانتصاف لهموم المواطن وتحدياته العاصفة، وتعتبر هذه الخطوة من أكثر الخطوات قبولاً على صعيد العمل الشبابي نظراً لفاعليتها وإمكانية تحققها في الحالة الفلسطينية، وبذلك يستطيعوا المشاركة كعنصر فاعل للتصدي لكل مظاهر الإحباط والالتفاف والقمع، على قاعدة أن الماء الراكد يأسن، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد، "مالكوم إكس"، وأنا مصمم على بلوغ الهدف فإما أن أنجح.. وإما أن أنجح "ديل كارنيجي"، أعتقد أن الطريق ربما صعب لكنه ليس بمستحيل وعلينا كشباب أن ننتصف لما نريد وأن نساهم في رسم النموذج "المجتمع" الذي نطمح العيش فيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟


.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين




.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال