الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات عذراء -الغوص في المتاهة-

لوتس رحيل

2014 / 1 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


واستعرض شريط الذكريات...واتساءل بكل حيرة كيف كنت وكيف اصبحت وكيف ساكون؟؟؟وهذا الاحساس الغامض ينتابني بين الفينة والاخرى...انه الحنين دوما الى شيء...اجل احن الى شيء مبهم...بل الى عالم مجهول...لم تطأه قدمي حتى الان...وكل الطرق تؤدي الى روما..والحلال والحرام والطاعة والتمرد..يبدو كل شيء مغريا انه الخوف والتردد وفي نفس الوقت الرغبة في المغامرة...فالانتظار لن يجدي نفعا ...ساتحدى..وابدو كعروس..بثياب جديدة واستعد للانطلاق...ربما سانجح ولم لا؟فهذا الفشل الدائم يحجب عني الرؤيا...ربما اعجبه..سيعجبني حتما..انه رجل والرجل لا يعيبه شيء سوى جيبه...وحتى جيبه الان ولو كان منفضا فهو رجل يستطيع ان يحصل على امراة تشتري رجولته ولو بابخس الاثمان...المهم الا ابقى مكتوفة الايدي في انتظار فارسي الذي لم ولن ياتي ابدا على فرسه الابيض..ساذهب اليه اجل سابحث عنه المهم الوصول اليك يا روما..فالغاية تبرر الوسيلة..اجل يا امي لا مجال لنصائحك الان ولا لتقاليدك واعرافك يا مجتمعي الغبي..سانطلق وابحث واخطف شريك حياتي انا ..فقد تاخر الوقت يا ابي ولم تجديني تربيتك والاخلاق والفضيلة والشرف في شيء لانك رحلت دون ان ترى احفادك وحتى دراستي وتفوقي واجتهادي كل ذلك لم يجديني نفعا لاني اصبحت لاشيء لا رجل يحميني ولا وظيف يرويني..وانطوائي وكبريائي وخجلي وربما غروري وطموحي الصاروخي الذي قذفني بعيدا حتى تطايرت اشلاء افكاري وميولاتي و قطعت شرايين اصالتي ومعاصرتي ولم يعد بد من المغامرة ...لن ابقى وحيدة انه هناك يمد يده لي ولا يطلب شيئا سوى مقابلة تعارف ولقاء حميمي ونقاش في جميع المستويات والاتجاهات انها العصرنة انها التكنولوجيا ونحط النقط على الحروف وربما نتزوج وقبل الزواج ايضا من يدري...لا يهم ساذهب واتكسر حاجز الخجل واخرج من سجن الانطواء وسجن الهواجس والترقب لعل عائلة ما ستطرق الباب وتزوجني احد ابنائها دون ان اراه سارفض العادات واتمرد واتعرف على رجل بمحض ارادتي ونتفق على كل شيء وعلى لا شيء..ساثق بهذا الرجل فكلامه المعسول وطريقة حديثه لي واغراءاته كل ذلك يستهويني انه لا يطلب شيئا سوى لقاءا خاصا ومادا هناك اهو عيب ان التقي به؟انه عصر التكنولوجيا انه عصر الفايس ففي هذا الفايس عبرت الحدود وتجاوزت الحدود وتجرات فلا طابوهات ولا قيود وتحدثنا طويلا وهو يشجعني على الانطلاق وعدم الخوف من اللقاء ولكني لن اخاف فانا مثقفة وناضجة ومما اخاف انه مستقبل يناديني وغد افضل يراوغني يدغدغني ووعود وعهود ولا وقت لدي ولا وقت لديه ايضا...فلم لا انطلق اليه والاحتمالات فانا لا اعرفه فلم اصدقه ولم اركب المغامرة واسافر اليه انه متفتح واراؤه غربية اوروبية ومتحرر جدا ولا يجدر بي ان اتشبت بتزمتي وافكاري الضيقة فهذا الرجل فرصة ثمينة لولوج عالم الزواج وهو مستعد لتحقيق كل امالي واحلامي الجنونية فهو وسيم ومثقف وذو مستوى عالي ومركز خاص كل هذاحسب تعبيره فانا لم اره حتى الان انه يصف لي الجنة التي سيدخلني اليها وتشجعت نعم ساغامر ساتتحرر من عبودية افكاري الضيقة والتقي به وربما اتغذى معه في مكان جميل من يدري ربما ساقضي معه يوما كاملا او ليلة او ليلتان انه جنون المغامرة والياس..رباه ساتخلص من ازماتي الفكرية ومتناقضات احكام امي وانتقاداتها وتحكمها اجل ساضحي بوقت حميمي اقضيه معه اجل يجب ان اقضي وقتا حميميا مع هذا الرجل حتى يفتح لي ابواب جنتي فمفاتيحها السحرية لديه...ويقترح علي ان افعل المستحيل حتى اسافر اليه كي ارى اين يكون ومادا اعده لي للمستقبل اجل من حقي ان اشاهد بنفسي مملكتي قبل الدخول اليها رسميا سادخل اليها خلسة وادخل مخدعي المستقبلي خلسة ايضا رباه ماهذا الحماس ما هذه الشجاعة ؟واجد العذر للسفر بكل سهولة يا الله كم يسهل علينا ايجاد اعذار عند ارتكاب الحماقات...واذهب وكلي شوق اليه الى رؤيته الى رؤية منزله وسيارته وما ملكت يداه وما وعدني به...تمنيت ان اطير اليه فانا نسجت ضورة عنه في مخيلتي ..ورغم ان هناك هواجس مخفية احاول طردها وتساؤلات مقلقة فانا اداريها اقول ربما حاول ان يتمادى في تحرره معي فماذا سافعل واذا اصر على تحرره فما العمل؟؟يا الهي انه حلم العمر ويجب ان اغامر والا سابقى كما انا في زنزانتي سابدو صامدة...اريد ان القاه...واتصالاته المتكررة والتعبير عن شوقه الشديد ووعوده لي ...اتصالات لا تنقطع منذ ان غادرت..اجل سافرت اليه..وانتظرني طيلة ساعات السفر في المحطة..وعند النزول اتصل بي ..وقلت له ترى ما هي اوصافك وما ترتديه...وحينما رايت رجلا بتلك الاوصاف راقبته من بعيد وهو يحدثني عبر الهاتف ولم اصدق نفسي ولم اكشف له عن شخصيتي قلت له فقط ان ينتظرني فانا اتية وقريبة منه...وانا اتمعن فيه بهدوء واتساءل لا يعقل ان يكون هذا الشخص الذي احببته واشتقت اليه وقطعت المئات من الكيلومترات قصد لقائه لا يعقل ان يكون هو هو هذا الشخص الماثل امامي..لا يعقل ان تكون سنين انتظاري وعنوستي نتيجتها ان ارتكب حماقة مع هذا الشخص كي يتزوجني..امي انت على حق يا امي ايتها الاعراف ايتها التقاليد ايها الازمن ايتها الوحدة ايتها العنوسة احبك وسابقى مخلصة لك ولن اخرج من جلدي ابدا حتى اتخلص منك....ومررت امامه دون ان اعيره اي اهتمام ولم اجد بدا من اغلاق الهاتف كي اتفادى اتصالاته المتكررة وعدت ادراجي لاستقل حافلة اخرى تاخدني الى مدينتي فقد استغرقت رحلتي هناك ربع ساعة لا اكثر اكتشفت خلالها اني لن استطيع ابدا مهما حاولت ومهما فعلت ان اتقمص دورا ليس دوري او ارتدي ثوبا ليس ثوبي ....................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النساء والفتيات في العام الأول لنزاع السودان


.. اليمن انهيار سعر العملة يزيد من معاناة النساء والأطفال




.. هناء العامري انعدام الثقة في قدرات النساء خلق مشهداً سياسياً


.. رواية الجسد الراحل




.. المكتبة النسوية نافذة للتعرف على قضايا المرأة وشؤونها