الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


3..2..1..أكشن

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم أكترث -في حينه- لما سُمي بالفيلم المسيء للرسول الكريم و الذي أثار كالعادة ضجة "صابونية" قبل عامين تقريباً..فهو على صعيد الإنتاج كان عبارة عن "مقطع" قصير يُعبر عن مفهوم الرداءة..و ذلك من حيث الملابس و الديكورات و الصوت و حتى على صعيد الصورة..و كمشاهدة أجده سيئاً جداً و لو كنت في دار سينما و عرض هذا الشيء كاملاً و ليس كـ 13 دقيقة فقط لكنت خرجت ساخطةً باكية ليس على موضوع الفيلم و لكن على عينايَّ اللتان اُنتهكتا بتلك البدائية.

و لكن ماذا عن مضمون ذلك المقطع المدبلج؟؟..حسناً لنقل أنه هو الآخر لم يستفزني..فالمضمون ليس بالجديد فهو موجود منذ مئات السنين و كل ما قام به ذلك المخرج المبتدئ أن قام بنقل تراثنا إلى صورة منطوقة..فمصادر تلك الـ 13 دقيقة كانت كتب تنتمي للمذهب السني أكثر منها للمذهب الشيعي..لهذا و رحمةً بي بالمتعصبين من المذهب السني و توفيراً للوقت الذي سيقضيه معظمهم في ترديد عبارات على وزن "إنها مؤامرة من أبناء المتعة" سنذهب لقراءة بعض مصادر ذلك المقطع و التي وردت كـ "مؤامرة من أبناء المسيار".

المقطع صور الرسول في أحد مشاهده على أنه حاول الانتحار عند انقطاع الوحي عنه لمدة طويلةٍ نسبياً و ذلك بعد وفاة ورقة بن نوفل..هذا الأمر مذكور و بالنص في كتاب البخاري -في باب التعبير- ذلك الكتاب الذي لن أتجنى عليه لأصفه بالصحيح إحتراماً لمن قرأوه..إذاً الرسول كان يعاني من التشكك تجاه رسالته و تجاه خالقه..و لم يكن شك الرسول عابراً بل أنه الشك الذي يوصل صاحبه لمرحلة الحيرة التي قد تدفع به إلى محاولة قتل نفسه للتخلص منها..فهل هذا الشخص هو النموذج الأفضل لقوة الإيمان لدى المسلمين و الذي يُفترض بهم أن يحتذوا به!!.

و بالانتقال لكتاب اللباس -في ذات الكتاب- نجد أن الرسول و عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانا يأويان في منزلهما شخصين من المثليين جنسياً قبل أن يقوما بطردهما من منزلهما لاحقاً بسبب ما يُقال أنه تحريم لحرية المثليين الجنسية..و هنا أقف وقفةً بسيطة..إذاً البخاري يريد أن يخبرنا أن الرسول كان مع حق المثليين في الاندماج في المجتمع و معاملتهم معاملةً حسنة بل و إدخالهم لمنازلنا..فهم في نهاية الأمر بشرٌ مثلنا و ليسوا نباتاً شيطاني يجب اقتلاعه..الرسول و عمر إذاً تعاملا مع المثليين بفطرتهما التي توجب عليهما التعامل الكريم و الإنساني مع أي شخص آخر بغض النظر عن هويته المختلفة حتى لو كان ذلك الاختلاف في الهوية الجنسية.

و لكن المضحك أن من أتوا بعد البخاري حاولوا تدارك الأمر -بالرغم من أني لا أجد ما يجب تداركه- فقاموا بتوضيح معنى الحديث قائلين أن الرسول لم يكن يعلم أن هناك شخص مثلي في منزله و أن عائشة أم المؤمنين أدخلته دون إذنٍ من رسول الله لمنزله لتجلس معه و ليحكي لها عن ما شاهده من حكايا النساء و خباياهن في جلساته معهن!!..إذاً لدينا حسب البخاري طريقان يصلان بنا إلى استنتاجين عقليين لا ثالث لهما إما أن الرسول لا يكترث بالهوية الجنسية لمن يدخل لمنزله -و لن أقول أنه أي الرسول كان مثلي كما فسر البعض ذلك الحديث فليس ذلك بالضرورة- أو أن عائشة كانت عاشقةً للنميمة و للتفاصيل الجنسية و في سبيل الحصول عليها تدخل منزلها أي شخص و دون إذنٍ من زوجها طالما أنه سينقل لها ما تريد أن تسمعه.

و في باب مناقب الأنصار نجد ذلك الإصرار الشديد على تصوير الرسول و معاناته مع مرض الـ Pedophilia..فرجلٌ في بداية الخمسينات يشتهي طفلةً في التاسعة و ينتزعها من فوق أرجوحتها لكي يقضي منها وطرا!!..هذا الأمر لا يمكن تصنيفه -مهما تحدثنا عنه و اسهبنا فيه- على أنه أمر "سويَّ"..فكيف يُطلب منا أن نصنفه على أنه من الفطرة التي يجب الذود عنها مدافعين!!..و كيف يُتوقع منا أن نتحدث عنها كأنها واقعٌ مارسه النبي و بلا خجل أو تردد منه تجاهه!!.

الرسول أيضاً كان عاشقاً للنساء..ليس أنا من يخبركم بذلك بل البخاري في كتاب التفسير..فهو يصور لنا الرسول كالعاشق الشهواني دوماً للنساء و بشهادة زوجته أم المؤمنين عائشة..و هذا الهوى الخاص و المفرط تجاههن يجعل عائشة تقول له مؤنبةً أن الله لا يريده أن يشعر بالحزن و لهذا يستجيب لهذا الهوى و ينزل "ظاهرياً" الآيات عليه لكي يصل بها لما يريد..و كأن الرب يمتثل لأمر محمد و ليس العكس.

و لتأكيد تلك الشهوة المستعرة بلا توقف لدى الرسول تجاه النساء نجد أنه في كتاب الصلاة يذكر البخاري أن الرسول يقوم بقتل كنانة بن أبي الحقيق و من ثم يستأثر بعروسه صفية بنت حُييَّ لنفسه بل و يمن عليها بمهرٍ هو حريتها!!..الرسول نكحها و هي ما زالت لم تفارق زوجها المقتول منذ فترة طويلة و في بعض الروايات في ذات يوم مقتله أي دون حتى أن يمنحها فترةً للحزن على عريسها سوى أقل من ليلةٍ واحدة!!.

مسلم هو الآخر -رفيق البخاري في قصص تغييب العقل- يذكر في كتاب النكاح أن الرسول يرى امرأةً فلا يغض بصره ليكون قدوةً لمن هم حوله بل يشتهيها و لهذا يذهب سريعاً إلى زينب بنت جحش لكي يفرغ رغبةً إشتعلت بداخله بإمرأةٍ ما..و بعد أن يفرغ منها و من رغبته يخرج لصحابته و بكل حكمة الدنيا ليخبرهم أن الشيطان امرأة و أن الحل العبقري للتغلب عليه هو الجنس و لكن الجنس الشرعي و لا شيء سواه.

المخرج الذي قام بتصوير ذلك المقطع قد تكون جريمته فنية كحد أقصى بتصويره له بتلك الرداءة السينمائية..لكن من جهةٍ أخرى يرتكب ملايين المسلمين جريمةً أفظع منه و بعبثيةٍ سيزيفية و ذلك بتقديسهم لما يسيء لرسولهم و لهم من بعده..تقديس بلا مراجعة و بلا قراءة..المسلمون هم من يصرخون دون أن يعلموا بكلمة "أكشن" ليبدأ تصوير فيلم ثاني و ثالث و رابع أشد قُبحاً و أكثر فُحشاً عن رسولهم الكريم.

البخاري و مسلم و من بعدهما ابن كثير و الطبري و البيهقي و حتى كتب السنن كتبٌ كُتبت و مُلئت بسيناريوهات أقل ما يقال عنها أنها لا عقلانية إباحية و فيها استسخاف مستفز بعقول قارئيها..عقول لم تخيب الظن فيها إلا فيما ندر..فالله يتوسلنا أن نقرأ و نُعمل عقولنا و الأغلبية تصرخ في وجهه و بكل هستيرية عربية "إلا رسول الله"!!..متناسين أنهم وطاؤه قبل الآخرين بأحذيتهم و من قبل أن يفعل أي مقطع مدبلج..و لعل إصرار المسلمين على عدم مراجعة كتبهم التي تنقل لنا تاريخهم كإصرار أغلب المسلمين على قلب أي حذاء يجدونه أمامهم و يتجه أسفل نعله للأعلى!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-Ali-Imran


.. 166-Ali-Imran




.. 170-Ali-Imran


.. 154-Ali-Imran




.. 155-Ali-Imran