الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسماعيل عمر في محل الأواني الخزفية

جان كورد

2005 / 6 / 20
القضية الكردية


يبدو أن الأستاذ إسماعيل عمر، الأمين العام لحزب الوحدة الديموقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) قد أحدث بتصريحاته الأخيرة ضجة كبرى في النادي السياسي الكوردي، تذكرنا بالفيل الذي مر في محل للأواني الخزفية وخرج منه ولم يترك وراءه إناء إلا وكسره... وزاد في الطنبور نغما مثيله العفريني ورفيق دربه السيد محي الدين شيخ آلي الذي أعرفه منذ أيام النضال السري القاسي، حيث كنا في هيئة حزبية واحدة... ولربما لم يكن هدف الأستاذ إسماعيل عمر الإيذاء والإساءة للحركة السياسية الكوردية التي يعتبر حزبه جزءا أساسيا في تحالفاتها ومناوراتها ومسرحياتها الهزلية وتناقضاتها الكبيرة...

لقد أضطر بعض الملتزمين تنظيميا والمؤيدين لهذا الحزب الذي لا نشك في عراقته النضالية وتضحياته الكبيرة، من الذين حاولوا باستمرار عدم قطع شعرة معاوية بينهم وبين "الحزب الرسمي" وأظهروا ولاءا - ولو شكليا - لقيادته، إلى أن يفتحوا أفواههم متسائلين وأن يقولوا ما يظهر براءتهم من مثل هذه المواقف التي اعتبرها العديد من القوى والشخصيات الكوردية ، والجيل الشاب خاصة في داخل الحركة السياسية وحولها، مواقف جد خاطئة ومسيئة لنضال الشعب الكوردي، هدفها خدمة بقايا النظام القائم وإظهار الخصام مع الثائرين والمتمردين عليه، أيا كانوا... وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن حزب الوحدة الديموقراطي الكوردي في سوريا لن ينزل من القارب المثقوب الذي رماه النظام لما نطلق عليه إسم "المعارضة الوطنية الديموقراطية!" ، هذا القارب الذي يرتبط بحبل خفي وقوي بسفينة النظام التي تهب عليها الرياح العاتية من جهة الغرب، ويرغي ويزبد البحر الشعبي الكبير تحته....

في مثل هذا الموقف الحرج لا بد وأن يرمي الرافضون لهذه السياسة العوجاء بأنفسهم في بحر الجماهير الغاضبة مستخدمين أطواق نجاتهم، وهي إصدار بيانات ونشر مقالات بأسماء حقيقية أو مستعارة لهم أو الإعلان في غرف البالتوك الحانقة على هذه القيادة، يثبتون فيها رفضهم التام للسياسة الرسمية لحزبهم أو للحزب الذي كانوا يوالونه دون بطاقة انتساب رسمية.

سألني عدة أشخاص خلال الأيام القليلة الفائتة لماذا لا أرد على هذا السيل من التحريفات والاستهتار بنضال الشعب الكوردي، بل راح بعضهم يرغي ويزبد، مما أضطررت إلى الإدلاء برأيي حول الموضوع في غرفة "كوجكا غرب كوردستان" التي يديرها الفنان المحترم شه ڦ?ر من السويد، قبل أيام قلائل من كتابة هذا المقال، وسألت عما إذا كانت المعلومات التي نقلها الأستاذ إسماعيل عمر عن موقف الجماهير الكوردية معلومات قام بجمعها واحصائها وتدقيقها معهد لاستشراف الرأي العام الكوردي أم مجرد معلومات وصلت إليه عن طريق قواعده الحزبية أم مجرد تصورات، كما سألت عما إذا لم تكن هناك أي علاقة بين مذابح سينما عامودا وسجن الحسكة وقرية جرنكى والعمليات القمعية التي قام بها النظام في مواجهة انتفاضة الشعب الكوردي في آذار العام وبين الكوردايه تي ! أم أن المقصود من مقابلة الأستاذ إسماعيل عمر التي أحدثت كل ردود الفعل القوية هذه هو أن الاعتقالات لاتجري بحق القيادات الكوردية التي تمثل الكوردايه تي حسب رأيه... ولكن مع الأسف لم يكن لا إسماعيل عمر ولا أحد سواه من موقع المسؤولية في حزبه حاضرا في غرفة البالتوك ليجيب عن السؤالين اللذين طرحتهما، أو أن أحدا منهم كان موجودا ولم يجد نفسه معنيا بالأمر... وسؤالي الآخر الذي أطرحه الان هو: لماذا تم اعتقال وسجن السيد دهام ميرو ومعظم أعضاء قيادة البارتي (القيادة المرحلية) في السبعينات، يوم كان الحزب موحدا، لأكثر من تسع سنين دون محاكمة ؟ ألم يكن لهذا علاقة بالكوردايه تي؟....

ولكن يجب التأكيد هنا على أن من الضروري تفادي الوقوع في الخطأ الكبير الذي يتمنى لنا النظام الوقوع فيه أو يحثنا ويحرضنا وقد يكلف المشعوذين والسحرة لايقاعنا في ذلك المطب، ألا وهو إلهاء أنفسنا بمعارك جانبية أو داخلية، كوردية – كوردية، أو معارضة في مواجهة معارضة... وعلينا أن لا ننسى هنا أن النظام بنفسه ومن خلال عملائه المرتدين أوشحة مزركشة وأحيانا بغسم المعارضة ذاتها ، يحاول باستمرار دق اسفين بين معارضيه، سواء أكانوا أفرادا أو جماعات، منظمات أو أحزاب... وكم كانت فرحة النظام كبيرة عندما اشتد أوار الحرب بين السيدين نزار نيوف وهيثم المناع، أو بين أطراف التحالف الديموقراطي السوري، بسبب أنانية وعدم مسؤولية وجهل بعض قياديه، أو لربما بسبب تسلل بعض عملاء النظام إلى داخله لإعمال معاول الهدم والتحريض والشغب....

برأيي أن لا نمنح النظام فرصة يفرح فيها لتعميق الخلاف والنزاع مع أي طرف كان من أطراف المعارضة الوطنية أو الديموقراطية في البلاد وخارجها. ولكن المشكلة تكمن في أن بعض هذه الأطراف المشهورة بلافتاتها العالية، حتى هذه اللحظة التي يعاني فيه النظام القائم من ضيق التنفس وارتفاع ضغط الدم وقلة مناعة الجسم وانهيار عصبي في تزايد وخوف مستمر من أعداء متربصين، حقيقيين ووهميين، لاتعتبر نفسها من المعارضة أصلا وترفض حتى أبسط أشكال النضال السلمي الذي يدعو إلى إنهاء الدكتاتورية في بلادنا، بل لا تقبل وصف النظام الذي يحكم منذ ستينات القرن الماضي بالحديد والنار نظاما دكتاتوريا، ولا تعرقل فقط النشاطات الشعبية، بل تحاول بشتى الوسائل تقزيمها وتحريف مسارها التمردي على النظام إلى مسرحية أراجوزية غير جادة.. ومع الأسف فإن بعض هذه الأطراف كانت تصف نفسها برأس الحربة الكوردية وطليعة الشعب الكوردي وأمل الوحدة الكوردية، وكانت تضرب على وتر "النضال السلمي الديموقراطي" في مواجهة "الاستقواء بالأجنبي!"...

في هذه الحال، وبدلا من الهجوم الكاسح على حزب الوحدة الديموقراطي الكوردي (يكيتي) علينا أن نشجع العناصر والكتل الرافضة لهذه السياسات أينما كانت ، وداخل كل التنظيمات الكلاسيكية ، ونحثها على التبرؤ من مواقف الأمانات العامة لأحزابها، وبخاصة المواقف المثيرة للشكوك والمضللة ، ومد يد العون لهذه العناصر المتمردة على سياسات قياداتها، وفي أسوأ الأحوال عزل تلك القيادات التي تزحف نحو الوراء وتتخندق في الصفوف الخلفية لمعركة الحرية والديموقراطية مع الدكتاتورية، وذلك بتركها لوحدها واختيارالتنظيم الذي تراه هذه العناصر ملائما لأفكارها وتصوراتها الديموقراطية والقومية.

المهم أن لا ندع النظام يستفيد من نزاعاتنا الداخلية بعد الآن، فقد استخدمها خلال الأربعين سنة الماضية استخداما قويا بحيث تمكن من تمرير كل مشاريعه العنصرية ونحن في حالة من الركود الدائم والنزيف المستمر وضعف قوانا السياسية والإعلامية بسب انهاك تنظيماتنا وكوادرها في حربنا الداخلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الآلاف يتظاهرون دعماً للفلسطينيين في مالمو قبل مشاركة


.. السعودية تدين اعتداء إسرائيليين على مقر -الأونروا- بالقدس




.. خالد أبوبكر: أمريكا وأوربا تجابه أي تحرك بالأمم المتحدة لدعم


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إدخا




.. سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسل