الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدروشة . و . الدراويش

ديفيد عادل صادق

2014 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اصبحت الدروشة مرض تفشي في مجتمعنا و علي مختلف الديانات ..
و الدروشة مرض يصيب المتدينين الشكليين .. و ليس المتدينين الحقانيين ..
فالدروشة هي اعلان للاخر علي تديني .. فحينما اريد ان اثبت للاخرين تديني ابدأ بالدروشة و كأن الاسياد جاءوا فجــأة ..
فاللدروشة صور كثيرة في كنيستنـــا و للاسف يصاب بها الخدام و ينقلوها الي المخدومين و نتوارثها عبر الاجيــال ..

فنلاحظ الدروشة في الكلمات مثلا .. (( اخطيت و تحت قدميك و لا استحق و انا نكره و انا برغوث و غيرها )) كلمات يستخدمها الدرويش للتعبير عن اتضاعه .. بينما ان وضع هذا الدرويش في موقف اخر حقيقي فيه نكران للذات او تطاول احد عليه ستجد الدرويش تحول الي شاويش و بدأ يحاكم الاخرين و يظهر نفسه و يتطاول بالكلام ايضاً ..

و نلاحظ الدروشة ايضاً في التوقعات و انتظار المفاجأت من القديسين دون السعي للصلاة فمثلا انتشرت في الاونة الاخيرة مشاركة علي الفيس بوك تجد فيها (( اعمل لايك لصورة القديس فلان و ستسمع خبر يسرك بعد ساعة )) او (( اعمل شير لصورة القديسة فلانة و شفاعتها تكون وياك )) و اصبحت الدروشة في مخاطبة الله عبر الفيس بوك .. و كأن الله له اكونت و الكل يخاطبه عبر حسابه فنلاحظ احدهم يكتب (( ليه كده يارب ..؟؟ )) او (( شكرا ليك يارب ؟؟ )) .. انا مع اعلان مجد الله للجميع عند حدوث خبر مفرح و موقف رأيت الله فيه .. لكن في المشكلات الكبيرة انت تحتاج اكثر من كومنت .. انت تحتاج الركوع في غرفة الصلاة ..

و نلاحظ الدروشة ايضاً في نبرة صوت الخدام و طريقة المشي و طريقة الهزار فتجد نفسك انك تتعامل مع شخصيات كربونية توارثت شكل معين و عاشت عليه .. فتجد كأبه الوجه و عدم التنسيق في الملبس و التونية المقطعة و كأن الانبا انطونيوس عاد من جديد ..
و لكن للعلم ان الانبا انطونيوس كان وجهه بشوش و جسده ليس بنحيف و ليس بسمين طبقاً لما جاء في كتابات الانبا اثناسيوس الرسولي عنه و ذكرت في كتاب البابا شنودة الثالث بعنوان تأملات في حياة الانبا انطونيوس ..

الدروشة ايضاً في الامر و النهي و ليس بالحب .. فتجد الخادم يأمر و ينهي بشدة و كـأنه ورث الوسية عن والده مع ان والده طيب و عطوف و استخدم السياط قبل ذلك و لكن مرتين فقط و استخدم الحب علي طول رحلته في تعليمنا للمسيحية ..

الدروشة ايضاً في الوعظ .. سمة اصبحت منتشرة .. الانسان المتدين الشكلي يظن انه جاء لخلاص البشرية فيبدأ يتعامل مع الجميع علي انهم كفرة .. نعم كفرة لماذا تتعجب من الكلمة ؟؟
فلدينا تكفير في المسيحية و لكن بطريقتنا الخاصة و هي طريقة النيابة .. المتدين الشكلي يمسك احدهم و يقول له .. بتصلي .. بتعترف .. بتصوم .. و يليها كلمات توبيخ بدلاً من التشجيع .. و المبرر انه مهتم بخلاصه .. ليتنا نهتم بخلاص انفسنا اولاً ..

التدين .. اصفه بكلمة واحدة فقط (( الحب )) و اذا استطعت الوصول لهذه الكلمة فهي كفيلة بأن تعلمك لغه سيدك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah