الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقرأ هذا المقال قبل انتخاب الفريق السيسي

نبيل هلال هلال

2014 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس صحيحاً أن الشعوب تحتشد بنفسها دون قائد يقودها ويوجه مسيرتها، فهذا لم يحدث قط. إذ لابد من وجود من ينظم صفوفها، ويحدد لها اتجاه المسيرة، ويستنهض الهمم ويحشد الطاقات . وتاريخ الأمم يصنعه الزعماء والأبطال. وهو تاريخ يتمثل في حركة صعود وهبوط تكون رهناً بوجود القائد أو غيابه ، فالأمم باقية على أية حال. ولكن ما يفسر حدوث الثورات والانتفاضات والصراعات والانتصارات، هو ظهور الزعيم القائد، وما يفسر هوان الأمم وانكسارها هو غياب ذلك الزعيم القادر الذى يأخذ بيدها بعد أن يكسر يد وعنق المستبد، سواء أكان دخيلاً مستعمراً يجثم على أنفاس الأمة، أو كان أحد أبنائها المارقين الذى استبد بها استناداً إلى شرعية زائفة. وما من شك في أن الشعوب هي التي تبنى وتبادر بالأعمال وحمل المشقة والتبعات، ولكن لابد من تفعيل قوى هذه الشعوب بقائد حاذق، بدونه لا فعالية لهذه الشعوب .
والعلاقة بين دَوْرَي الزعيم والأمة لا محل فيها لتفاضل دور على الآخر، وإنما العلاقة بين الدورين علاقة عضوية.
وإذ ثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن تاريخ الأمم من صنع الزعماء والقادة، تبرز الضرورة القصوى لحسن اختيار من يتولى قيادة الأمة من الحكام، إذ إن حسن اختيار الحاكم هو الطريق الوحيد لصلاح أحوال البلاد والعباد الذى يتحدد به مصير الأمة، إما إلى رفعة، وإما إلى بوار. الأمر الذى يصبح معه هذا الاختيار هدفاً يتعين على الأمة كافة أن تحسن تحديده وإن بذلت في سبيله الدم والأرواح، ولا يجوز بأي حال أن تنصرف همة الأمة بعيداً عن بلوغ هذا الهدف بدعوى طاعة أولى الأمر، أو قدسية الملك أو أبوة السلطان، أو عزة شيخ القبيلة، أو التماس السلامة وطلب الأمن والأمان وحقن الدماء، أو تجنب فساد أحوال العباد بمناهضة ولى الأمر وإن فسق وظلم. ويجب أن يعلم الناس أن من الشرف وعلو الهمة التصدي لمن يسلب الأمة إرادتها أو ينتهك قوانينها، أو يزعم العلو عليها، أو يتلاعب بحقوق الناس تسترا وراء المصالح العليا، أو دعاوى صوت المعركة الذى لا ينبغي أن يعلو عليه شيء، أو يصادم إرادة الجماهير بدعوى اعتبارات الموازين الدولية والسياسية العليا، وكلها أمور تتطلب وعى الشعب واستنارته لكشف بطلانها، وصدق عزيمة على النضال لنيل حقوقه. يقول أفلاطون للناس: "إن معظم الأدواء الاجتماعية والسياسية التى منها تقاسون إنما هي أمور يسهل عليكم التصرف فيها، لو أنكم أوتيتم الإرادة والشجاعة اللازمتين لتغييرها. فأنتم تستطيعون أن تعيشوا بطريقة أخرى أكثر حكمة إن آثرتم أن تقتلوا الأمر تفكيراً وبحثاً، وتكتشفوا بالدراسة كنهه، فأنتم لا تشعرون بما تملكون من قوة" . يقول خير الدين التونسي(1825– 1889 م): (إن سعادة الممالك وشقاوتها في أمورها الدنيوية إنما تكون بمقدار ما تيسر لملوكها من العلم بكليات السياسة والقدرة على القيام بها وبقدر مالها من التنظيمات السياسية المؤسسة على العدل ومعرفتها واحترامها من رجالها المباشرين لها) . ألم تر إلى الأمة تكون خاملة بلا ذِكر، والشعب كسول بلا همة، والوهن والهوان يعمان الآفاق، وفجأة يبرز قائد أمين مخلص مقتدر، فيأخذ بيد هذه الأمة، على ما هي عليه من مذلة وضعف، ويرقى بها درجات الرفعة والقوة، مع أن الأمة لم تتغير والناس لم تتبدل. ولكن جاء القائد والزعيم الذي يحشد القوى، ويشحذ الهمم فتنهض به الأمة، وينهض هو بها. وحسبك النظر إلى وقائع التاريخ، أي تاريخ، في أي مكان وزمان، ترى مصداق ذلك من نهضات الأمم أو عثراتها .
واذكر محمد على باشا الذى قاد مصر من ظلام عصور التخلف، وبنى لها قوة عسكرية وعلمية وتعليمية، إذ شرع في تحديث البلاد على هدى تقدُّم الغرب الذى اكتشفه المصريون نتيجة الحملة الفرنسية التى كانت ذات هدف استعماري محض، ولكن كان من نتائجها-غير المقصودة-تنبيه المصريين إلى حضارة الغرب . كانت هذه مقتطفات من كتابنا المنشور قبل الثورة بتسع سنوات -في ضوء ما سبق يمكنني إعطاء صوتي للفريق السيسي ,هل ترى له من بديل؟ :اعتقال العقل المسلم, متاح بمكتبة الحوار المتمدن ,ورابط الكتاب لمن يريد هو : http://www.4shared.com/office/8CDyPl3Z/___online.html - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا في هذا المحور؟
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 1 / 21 - 13:42 )
اخ نبيل كلامك تكتيكي وجميل ولكن لماذا وضعته في هذه الزاوية نرجو التوضيح


2 - مقال مفيد
محمد بن عبد الله ( 2014 / 1 / 21 - 14:06 )
كلام جميل وكلام معقول ما اقدرش اقول حاجة عنه

لكن ما علاقة السيسي بمقالك؟

كيف عرفت ان السيسي بالذات تتوفر فيه صفات القائد التي اطنبت في عرضها وكيف تراه يتميز ويتمايز عن باقي اترابه من العسكريين كطنطاوي وعنان أو حتى البدين ؟؟؟

ربما يتطلب ذلك مقال آخر لكن مقالك اليوم كلام عام مرسل لا يختلف عليه أحد

اشمعنى السيسي؟ ذات إذ ذي كوستشن!


3 - ماذا تقصد !! .. عروستى
حكيم العارف ( 2014 / 1 / 22 - 02:41 )
هل تقصد ان . .. السيسى هو رئيسى !!!

ام ان الجيش للحمايه فقط ونترك السيسى للقياده العسكريه واصحاب البدل امثال اوباما ومعظم دول العالم المتحضر للرئاسه الرسميه والاداره ...

ماكدبش عليك .... عايزين ريس يكون يتيم مالهوش قوه للبطش وقت رفضه ... اللى يتلسع فى الاخوان ينفخ فى السيسى


4 - هاهو سيترشح وسيرشحه البلداء وسيحكم التاريخ
عبد الله اغونان ( 2014 / 1 / 25 - 23:52 )

المشكلة أن كثيرا من الزعماء فشلوا وخانوا وقتلوا وعاثوا في الأرض فسادا
نذكر منهم هتلر وستالين وموسوليني والقذافي وصدام والأسد وبونابرت
والائحة طويلة

السيسي بغض النظر عن كيف سطا على السلطة واعتدى على ماليس من اختصاصه
نتمنى أن يحكم لكي تزول هذه الأسطورة وينقشع الضباب عن من على عيونهم غشاوة
ضاعت الهمم
وعقمت أرحام المصريين
اذ لم يجدوا الا عسكريا كي يسلموه أمورهم
المشاكل التي كانت مع مبارك هي هي فسنرى ماسيفعل فيها هو الأمر مجرد ازاحة الاخوان وكتابة دستور؟؟؟
الأمر أهول وأكبر من ذلك عودنا العسكر على الفشل في السياستين الخارجية والداخلية
من محمد نجيب الذي سجنه عبد الناصر في اقامة اجبارية الى عبد الناصر الذي ماقدم الا القمع والهزيمة أمام اسرائيل الى السادات المستسلم لاسرائيل والمقتول الى مبارك الذي مارس كل الفساد الى أن اطاحت به الثورة الى مرسي الذي انتخبه الشعب المصري
وأزاحه العسكر والاعلام والشرطة الى السيسي الذي عينه مرسي والذي سيكون مصيره الفشل والبوادر الانقلابية ظاهرة
فالنتابع المسلسل الدرامي

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah