الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن التكفير .

صالح حمّاية

2014 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاشك أنه وللوهلة الأولى قد تبدو الدعاوى المناهضة للتكفير دعاوى ايجابية ، فهذه الدعاوى تطرح نفسها أنها الوسيلة التي ستخلص الإسلام من حمى الإرهاب و الدم .. وهو المسعى المحمود ؛ لكن الحقيقة أن الواقع عكس ذلك ، فهذه المناهضة للتكفير ليست سوى دس للرأس في الرمل ، و عملية تحاشي جبان لمواجهة أصل المشكلة ، ألا وهو ( أزمة الإسلام و الشمولية ) .

إن التكفير في الواقع و رغم ما يقال عنه فهو يبقى مجرد رأي ، رأي يبديه المؤمن حين يجد ما يخالف عقيدته ، على هذا فإذا كان لنا عليه اعتراض ، فالاعتراض بالتأكيد ليس عليه كرأي ، بل على ما يمكن أن ينتج عنه من أمور سلبية ؛ لكن طبعا وكما نعلم فهذا المشكل (مشكل تبعات التكفير كالقتل و الإرهاب) ليس منشأها التكفير ، فالتكفير موجود في جل الأديان ، لكن منشئها هو الإسلام الذي يمنح نفسه حق الحكم على الناس على عكس باقي الأديان الأخرى ، فلولا شمولية الإسلام وهوسه بالسيطرة لما كان للتكفير أي معنى ، على هذا فإذا كنا ندعي معارضة التكفير و ما يجره ، فالأحرى إذن أن نعارض أصل المشكلة ، ألا وهو شمولية الإسلام .

إن الخلل في مفهوم مناهضة التكفير هو أنه مفهوم ينصرف عن مواجهة الحقيقة ، فهو بدل رفض الشمولية الإسلامية التي تبيح لنفسها قتل الناس، يذهب لرفض التكفير لكي لا يقتل هؤلاء الناس، مع العلم طبعا أن هذه المحاولة محاولة عبثية لأنه وعدى الذين لا يمكن اعتبارهم مؤمنين (أمثال منتقدي الإسلام و أصحاب التصورات الأخرى ، و باقي الأديان ) ، فهناك أيضا من يرتضي الكفر لنفسه ، وهو مصر عليه وهؤلاء لا يمكن إدعاء إسلاميتهم بأي صورة .

على هذا نقول أن الحل لمشكل الإرهاب الناتج عن التكفير ليس بإدانة التكفير، بل الحل هو بإدانة الشمولية الدينية ، وبالعمل على إجبار المسلم على تقبل المختلفين عنه ، فحين يتم هذا فلن يعود للتكفير أي معنى ، وسيعود التكفير في الإسلام مثله مثل جميع أحكام التكفير التي تطلقها الأديان الأخرى ، (أي حكم ذا طابع فكري عقدي ، وليس ذا طابع سياسي مادي ) .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah