الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيا ننصب باسم الدين

نبيل هلال هلال

2014 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكشف لنا التاريخ كيف تعاون الفرعون ( أو السلطان أو الملك أو الخليفة ) مع الكاهن (أو الحاخام أو الفقيه)على نهب الناس ووأد الحريات وتقويض العدالة والمساواة , وكيف تعاونا على خلق الطبقيات والامتيازات , وكيف استأثرا بالثروة والأراضي والأموال والعبيد وإن كان المقابل هو سحق الفقراء والتضحية بالدين والملة والمقدس , وكيف استثمر رجال الدين أديانهم للارتزاق والاحتيال على المغفلين من "المؤمنين" ! فقد انعقد تحالف أزلي- لا جعله الله أبديا - بين السلطة الدينية والسلطة السياسية للسيطرة على الناس وترويضهم . وكان هذا التحالف الشيطاني هو رأس الحربة المغروس في أعناق خلق الله منذ عرف الإنسان الدين والسلطة على هذا الكوكب .
ويحق لسائل أن يسأل : هل فعلا الأمر دين وعقيدة أم مكاسب ومنافع؟ فالراصد لمكاسب السلطات الدينية على مدار التاريخ , يجدها مكاسب ضخمة هائلة . كان ذلك في العصور الخوالي أيام الشرق القديم , ومصر القديمة , وأيام البطالمة والرومان , وفي القرون الوسطى حيث استأثرت الكنيسة أيضا بثروات هائلة , ومثل هذه الثروات استولى عليها الملوك والسلاطين . والفرق الوحيد هو أن فراعين الأمم تقاسموا المنهوبات مع الكهنة ورجال الدين , إلا في حالة خلفاء المسلمين , فقد استأثروا بكل المنهوبات لأنهم في واقع الأمر كانوا يمثلون السلطة الدينية أيضا ,(نستثني الخلفاء الراشدين الأربعة وعمر بن عبد العزيز)
" وفي أيام رمسيس الثاني لم يكن في البلاد كلها سلطة بشرية تعلو على سلطته إلا سلطة الكهنة , ثم قام النزاع في مصر كما قام في غيرها من البلاد خلال جميع العهود بين الدولة والدين , فقد كانت أسلاب كل حرب والجزء الأكبر من خراج البلاد المفتوحة تتدفق في أثناء حكمه وحكم خلفائه الذين تولوا الملك بعده مباشرة إلى خزائن الهياكل والكهنة .... , وكان من شأن هذه السياسة أن يصبح الملوك خُدَّام الآلهة عاجلا كان ذلك أم آجلا . فلما جلس على العرش آخر الملوك الذين تسموا باسم رمسيس , اغتصب المُلْك الكاهن الأكبر للإله آمون , وحكم حكما كان له فيه السلطان الأعلى. وأمست الإمبراطورية المصرية حكومة دينية راكدة , واضمحل فيها كل ما عدا هذين من مقومات الحياة القومية . ووضعت الرُّقََى لتصبغ كل قرار يصدره الكهنة بالصبغة المقدسة الإلهية . وامتص الكهنة " باسم الآلهة " كل ما في مصر من مصادر الحياة حتى نضب معينها في الوقت الذي كان فيه الغزاة الأجانب يعدون العدة للانقضاض على كل هذه الثروة المتجمعة " .بتصرف من كتابنا :خرافةاسمها الخلافة-قراءة في سقوط الدولة الدينية-الكتاب متاح في مكتبة الحوار المتمدن_ ورابطه : http://www.4shared.com/rar/GZId9Xdz/___online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثعلب وعمامة الخطيب
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 1 / 22 - 19:57 )
في احد الفنادق الشهيرة في المانيا وضع صاحب الفندق على الفراش شارة ترحيب وكتب عليها اذا نمت على فراشنا الوثير ولم تغط في النوم وبقيت قلقا فذلك لان ذنوبك كثيرة والعلة فيك وليس بالفراش
فمن لبس ثوب الفضيلة والشرف وكان نذلا وكذابا فالعلة فيه وليس بثوبه
ومن لبس شرطيا وكان لصا فالعيب ليس في شعار الشرطة او نزاهتها
فالمنافق يتظاهر بالايمان لاخفاء كذبه
فلا نلغي الايمان لينكشف النفاق وانما جعل الله للايمان تكاليفه التي لا يقبل بها الا المؤمن ويتملص منها المنافق
فلا تغرنك تسهيلات الكهنة فهي للتملص من التكاليف التي لا يطيقونها لان قلوبهم لا تتعاطى مع الفضيلة

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah