الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو لم يكن لهذا الوجود إله ؟

عاد بن ثمود

2014 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا لو لم يكن لهذا الوجود إله ؟

نظرية وجود الإله من عدمه تبعث على الحيرة و الضجر أكثر مما تبعث على اليقين. بل إن افتراض وجود إله لهذا الكون يطرح من الأسئلة أكثر مما يعطي من أجوبة مقنعة.

لنبدأ بفرضية وجود الإله:

كل الديانات بما فيها الديانات المسماة "سماوية" تعطينا صورة مشوهة عن الإله. لأنها تدّعي بأن الإلاه يتعامل مع أشخاص معينين من بني البشر دون غيرهم بصفتهم رسلاً أو أنبياء. فيتكلم مع هذا، و يتجسد في ذاك، و يصلي على آخر، و ينفخ في هذه، و يزوج هذا بتلك، و ينتقم من أجل تفاحة، و يبيد من أجل ناقة. يخلق له عدوّاً يغيضه،
و هو قبل كل شيء مقاول ناجح لأنه أنجز مشروع الكون في ستة أيام بدون طلب عروض ينافسه فيها إله آخر، و قام بتشييد صروح الجنة على أكمل وجه مستعملاً في ذلك مواد البناء من قبيل الذهب و الزمرد و الفضة و اللؤلؤ و المرجان و أثّتها بأسرّة من حرير و إستبرق... و أبدع في تصميم فرن جهنم لتعذيب مخلوقاته.
ثم هو بستاني ماهر قام بغرس كل أنواع الأشجار المثمرة في جنة النعيم، و له باع طويل في هندسة الوديان التي تجري بمختلف أنواع السوائل من خمر و عسل و حليب و ما دون ذلك.
كل هذا و هو جالس على العرش، و لست أدري هل كان ينهض من على عرشه لكي يقوم بكل هذه المهام "السخيفة" فعلاً بالنسبة لما يجب أن يكون عليه الإله.
إله الديانات في صراع دائم مع الخير و الشر، و مع اللذة و الألم. لكنه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون...منتهى الخبل الرباني.
خلَق الإله الوجود و أصبح منشغلاً بتفاهاته. فما الذي دعاه لهذه الأمور كلها، ألم يكن مكتفياً بذاته، أم أنه الضجر و الملل سيطرا عليه منذ ما يربو على 14 مليار سنة من سنواتنا نحن بنو الإنسان.
هذه الصورة التي ترسمها الأديان عن الإله لا تليق به كربّ خالق بل تحتقر من شأنه و تشوهه .
فكرة "الإله" خلقها الإنسان بنفسه قبل الرسل و الأنبياء في عصور ما قبل التاريخ، و قد حظيت الشمس بأكبر قدر من التأليه عند سائر الأمم البائدة تقريباً، و لا زالت آثار هذا المعتقد تسري في الديانات السماوية، فالنور الساطع من الرسل و القديسين ما هو إلاّ إسقاط لعظمة نور الشمس المقدسة على هِِؤلاء. ربما كانت الشمس أول و آخر إله مرأي يحظى بالعبادة و التقديس قبل أن يتم إخفاء الإله عن الأنظار و إطلاق عنان المخيال اللاهوتي لتصوره.

إذا افترضنا أن الإله خلق الكون منذ 14 مليار سنة، فهذا يعني أن فكرة الخلق لم تكن واردة بباله قبل هذه المدة، التي كان فيها موجوداً لوحده. و بما أنه أزلي، بمعنى أنه لا يعير معنى لمفهوم الزمن، و ليست له نقطة بداية و لا نقطة نهاية، فهو عندما قام بخلق الوجود منذ زمن معين فقد أبطل مفهوم أزليته. لأنه أصبح للأزل مفهوم ما قبل خلق الوجود و ما بعده، و هذا مناقض للمنطق. إذ لا يمكنك اختيار وقت معين في زمن لانهائي، لأنه سيصبح لديك ما قبل و ما بعد و هذا ينسف مفهوم الأبدية التي لا تعرف الـ قبل و الـ بعد.
إذن إله الديانات وضع نفسه في مأزق عندما قام بخلق الوجود في زمن معين.

تبقى إذن فرضية عدم وجود الإله:

هنا نقترب من النظريات العلمية التي بدورها لا يمكنها دحض أو إثبات أن الوجود سرمدي أو أنه خلق بعد "البيغ بونغ" منذ 14 مليار سنة.
لماذا إذن حدث هذا الإنفجار العظيم و ما الذي كان قبله ؟
يقول العالم البريطاني "ستيفن هوكينغ" في آخر كتاب من تأليفه بمشاركة ليوناردو ملودينو " التصميم الكبير" بأن وجود الإله غير ضروري لتفسير نشأة الكون بعدما كان هو نفسه يستبعد هذه النظرية من قبل.
على أية حال، فالنظريات العلمية تبقى مفتوحة على كل الإحتمالات، لأنها لا تستند على الإيمان بالمعتقد، بل على محاولة التوصل لأجوبة تتماشى مع العلم و المنطق.
إذا كان من حقنا أن نتساءل من خلق الوجود؟ فإنه من حقنا أن نتساءل كذلك من خلق الله؟
إنه لغز سرمدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسئلة افتراضية
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 1 / 22 - 22:24 )
ماذا لو لم يكن لهذا المقال كاتب؟
ماذا لو اختلط حليب البقرة ببولها
ماذا لو اخترقت الاشعة السينية غلاف الارض كما تخترق جدران المستشفيات العربية؟
جوابي ببساطة شديدة لما تشكل لدي اي انفعال ولما كتبت
وانت جواب سؤالك لما كنت لتسال
الم تلاحظ ان الساسة بالعالم منذ ما يزيد عن نصف قرن لا يجيبون على اسئلة افتراضية؟ لماذا لانها كانت المسبب الرئيسي للحروب الطاحنة
كان تقول لاوباما لو بصق عليك بوتين فما انت فاعل؟
فغضب وقال ساضربه صاروخ توما هوك وتولع يا اولاد
انتهت تلك الادبيات من عالم العقيدة الميدانية وتركناها لزيوس والهة الحب عند اليونان
لان الافتراضيات الوهمية انتجت اديانا وهمية وثالوث مقدس مستوحى من فكرة التثليث لافلاطون فاتخذها النصارى مبدا
وفكرة على بابا وافتح يا سمسم انتجت فكرة مهدي الشيعة المزنوق بسرداب ويستعجلون له الفرج
وفكرة بني اسرائيل الوهمية بتعليم بيوتهم بالابيض ايام فرعون ليميزوهم الملائكة عندما ينزل الغضب بفرعون وقومه جعلت العلويين يستنتجون بان الملائكة الكرام قد تخطئ من الرسول فبدلا من علي اوحت الى محمد ص
كفاكم عبثا فكريا..فلا يقيم الله لكم وزنا وانتم تحسبون انكم تحسنون صنعا


2 - دعاء إفتراضي من إبراهيم الثلجي
عاد بن ثمود ( 2014 / 1 / 22 - 22:41 )
قلت في الأخير:
- فلا يقيم الله لكم وزنا وانتم تحسبون انكم تحسنون صنعا-
أنت بهذا القول تفترض أن الله لا يقيم لنا وزناً.
كل الديانات مبنية على افتراضات لاهوتية يتم اعتمادها من طرف -المؤمنين- كحقائق مطلقة.


3 - قلب المفاهيم
عبد العزى بن عبد المطلب ( 2014 / 1 / 22 - 22:41 )
ابراهيم الثلجي تريد ان تقلب المفاهيم؟
لو ان أحدهم قال لك ان هناك فيل يطير ويضرط نار هل ستكون من واجباتك اثبت عدم وجود هكذا فيل ام من واجبات صاحب الادعاء اثبات وجود فيله الخرافي
وهل وجود هذا الفيل اكثر خيالا من البراق
اذا لم تستح ولم يمنعك مراقبي الموقع فاكتب ماشئت


4 - هكذا قال الخليفة عمر!!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 1 / 23 - 03:28 )
الى الاخ ابراهيم الثلجي.
يقول الخليفة عمر وافقني ربي في ثلاث اقتراحات:
تحجيب نساء النبي واتخاذ مقام ابراهيم مصلى وفداء اسرى بدر فهل يعقل ان الله ينتظر اقتراحات من عبد تافه لتنفيذها ومن هو هذا عمر الذي تلهثون بذكره ليل نهار؟؟. فاذا كانت فكرة علي بابا انتجت مهدي الشيعة فهي انتجت فكرة تقديس الصحابة وفي طليعتهم الارهابي الاول ابو بكر وصاحبه عمر والاستقراطي عثمان ذو النورين ذوي قوت 20 watt الذين اطفاهم الثوار.ولك اقول ايها الاخ ما علاقة مهدي الشيعة واعتقاد العلويين بهذا المقال؟؟. كان الواجب عليك ان تناقش الموضوع وتاتينا برايك.الم ينقسم المسلمون كما انقسم غيرهم الى فرق متعددة وكل له خرافاته؟؟. هل لك ان تحدثنا عن مذهبك النقي الخالي من الشوائب؟؟.كنا نعتقد بان صنيعة الانجليز محمد بن عبد الوهاب قد طهر الجزيرة العربية من الشرك واكتشفانا بانه قد طهرها من الشرك ـ كما يدعي ـ الاصغر ونجسها بالشرك الاكبر وهي عبدادة العائلة الخبيثة (آل سعود) الذبن اتخذوا مال الله دولا وعبيده خولا اذ جعلهم ظل الله في ارضه والخروج عليهم كـ الخروج على الله .
الخلاصة هي:انتم والشيعة والعلويون وجوه متعددة لعملة واحدة.


5 - باختصار
بلبل عبد النهد ( 2014 / 1 / 23 - 08:18 )
ببساطة وباختصار شديد لو لم يكن الله لما كان هناك اغبياء يعتقدون انهم سيدخلون الجنة بعد موتهم ويجدون في انتظارهم العشرات من الحسنوات انشاهن لهم الله انشاء وجعلهن ابكارا على طول فما الذي تنتظره ممن كل تفكيره ينحصر في قظيبه سوى انه يدافع عن الاهه الهمي

اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل