الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن علاقتي بالشهيد صاحب ناصر (أبو جميل)

أحمد الناصري

2014 / 1 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أوراق من التجربة والذاكرة...

صديقي الشهيد صاحب ناصر (أبو جميل)، الشاب الرياضي الرائع، ولاعب منتخب كرة السلة في الناصرية، والكادر الحزبي، وبن المدينة الخلوق، صديق الجميع، الوجه الجماهيري الرائع...
تعرفت على الرفيق والصديق صاحب في حي الإسكان الشعبي وفي شوارع المدينة ومقاهيها، من خلال الأصدقاء المشتركين، ثم عملنا سويةً في مقر الناصرية للحزب الشيوعي العراقي.
على أثر الحملة الإرهابية الفاشية التي قادها ونفذها البعث عام 1978، والمطاردات والاعتقالات الوحشية الواسعة، اختفينا والتقينا في بغداد ضمن بقايا التنظيمات والرفاق، وجمعتني به تجربة صعبة، حيث عملنا في ظروف بوليسية خطيرة بإمكانيات شحيحة، ثم رتب لنا قضية الاتصال بالخارج، بعد إن قررنا السفر والهروب من الوطن. في يوم 21 تموز 1979 جرى اعتقالي من قبل أزلام الأمن العام في بغداد، على أثر خيانة مشهورة ورخيصة، قام بها خائن جبان معروف (قبل أو بدون تعذيب!). كان لي موعداً مع الرفيق صاحب ناصر في اليوم التالي 22 تموز، يتكرر لمرة واحدة في حالة عدم التمكن من الحضور في المرة الأولى. وقد حافظت على هذا السر الرفاقي وأنقذت حياة الرفيق وأبعدته عن أي خطر!
بعد اعتقال دامي ورهيب، تحملت فيه ما تحملت من تهديد مباشر لحياتي، خرجت من تجربة الموت الحقيقية، من بين براثن الموت المؤكد والمحقق نفسه، محطم الجسد، على أثر ما يسمى ب(العفو العام) الذي صدر بعد إعدام محمد عايش ومجموعته، من قبل صدام حسين الذي صار رئيسا للبعث وللسلطة، وبصعوده ذاك أعلن صعود وانتصار الفاشية بنمطها المتخلف، الذي قاد البلاد وادخلها في كوارث متلاحقة لم تتوقف إلى الآن.
عدت من تجربة الموت الأكيد، وتسللت بشكل سري وبأوراق مزورة، حصلت عليها بمساعدة صديقي الشهيد مناضل عبد العال موسى، ومن عمه الراحل عدنان موسى، الذي كفلني وأخرجني من الاعتقال (اللذان ساعداني في بغداد) إلى الناصرية. ذهبت إلى أحد البيوت التي يختفي فيها رفاق لي قبل اعتقالي، (هذا من الأسرار التي حافظت عليها وصنتها) وطلبت منهم ترتيب موعد مع الرفيق صاحب ناصر في بغداد، وقد فعلوا ذلك بسرعة كبيرة، والتقينا بنفس المكان السابق الذي مر عليه موعد اللقاء وأنا معتقل، وهنأني على سلامتي، وشكرني على موقفي، ومزحت معه حول الموعد الذي مر وأنا في الاعتقال، وقال لي أنني أثق بك، وقد ذهبت إلى الموعد ولم أجدك وعرفت أنك معتقل، لأنك لا تتخلف عن موعد... وقد عملنا كثيرا،ً وكنت أزور الناصرية والبصرة، لمتابعة بعض بقايا الصلات التنظيمية البسيطة، رغم إنني مطارد ومحكوم بالإعدام لمرات ولأسباب عديدة، لا يمكن أن أفلت أو أتخلص منه من جديد، كما نجوت بمحض الصدفة في التجربة الدموية السابقة!
بعد تجربة صعبة وخطيرة، ومع تقلص وانتهاء أية إمكانية للاستمرار بين بغداد والناصرية، قررت السفر إلى الكويت بمساعدة أقربائي في مدينة سوق الشيوخ والأهوار مع الرعاة والبدو عبر الصحراء. لقد رتبوا لي كل شيء، وأبلغت الرفيق صاحب بقراري وخطتي في السفر والهروب للتخلص من الخطر اليومي الداهم، لحظتها فاجأني الشهيد بوجود طريق إلى جبال كردستان، وأخبرني عن تشكيل مقرات ومواقع مسلحة للحزب هناك، وخيرني بين الأمرين. فقلت له مادامني سأسافر كي أعود إلى أرض الوطن من جديد، فأنني اختار التسلل مباشرةً إلى الجبل، وفرح بقراري هذا، ورتب لي الصلات التنظيمية المطلوبة وإشارة الاتصال في مدينة السليمانية، حيث كنت أقود مجموعتين من الرفاق في بغداد كي أوصلهما إلى الجبل. وصلنا إلى مدينة السليمانية وانتقلنا إلى مدينة حلبجة بسلام، بعد إن اجتزنا كل السيطرات العسكرية الخطيرة والمتشددة. اختفينا في مدينة حلبجة لعدة أيام، بعدها تسللت مفرزة مسلحة ونقلتنا ليلاً، في رحلة شاقة وخطيرة، عبر جبال هورمان إلى قاعدة هيرتا، في الجانب الإيراني من الحدود على نهر سيروان ووديانه العميقة المكتضة بغابات الرمان والتين والجوز والعنب، والتي كانت تقع تحت سيطرة الحركة الكردية الإيرانية، بعد سقوط الشاه!
من هناك، من معزلنا الجبلي القاسي راقبت وتابعت أخبار الناس والوطن، وعرفت المصير القاسي والمأساوي لرفيقي وصديقي صاحب ناصر، حيث جرى اعتقاله وتصفيته، في دهاليز الأمن العام الوحشية. لكن من دون معرفة التفاصيل، وعدم الحصول على الوثائق التي توفرت بعد الاحتلال وسقوط النظام!
المحزن في الأمر أنني لم أقرأ أي شيء عن الشهيد صاحب ناصر مثل مئات الشهداء ومنهم طلاب مدينة الناصرية ( صبار نعيم جبار نعيم داخل فرهود حسن مرجان عبد الغفار العاني فيصل ماضي) والعشرات والمئات من الشهداء المنسيين غيرهم!

قائمة أولية بأسماء شهداء الحركة الطلابية في مدينة الناصرية بعد 78

صبار نعيم
جبار نعيم
داخل فرهود
حسن مرجان
فيصل عبد الغفار العاني
فيصل ماضي
هدية الركابي
نجية الركابي
وائل عبد الجليل
سحر أمين
صباح طارش
قيس كاظم
صلاح مشرف
علي إبراهيم
صباح مشرف
مناضل عبد العال
جبار شهد
زهرة ذياب
حرية أفعيل
الشهيدة خالدة إفعيل
الشهيدة شوقية ضايف لايذ
الشهيدة إكرام عواد سعدون
الشهيدة عميده عذبي حالوب
الشهيدة زهرة ذياب سرحان
أتمنى من الأصدقاء الذين يعرفون عن شهداء الحركة الطلابية في الناصرية أن يزودني بالأسماء والمعلومات عنهم لأضافتها ونشرها، إلى جانب الشهداء الآخرين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضرورة توثيق شهداء اتحاد الطلبة العام
صباح كنجي ( 2014 / 1 / 24 - 10:50 )
العزيز احمد
توثيقك لشهداء اتحاد الطلبة العام يعتبر خطوة مهمة لاستكمال قائمة الذين ضحوا بحياتهم في تلك المرحلة واعتقد انك تعرف جبار موسى طالب كلية الهندسة في الموصل الذي كان عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد وجرت تصفيته لاحقا وهو من عائلة كادحة في الناصرية يمكنك متابعة البحث عنه للتأكد من المعلومات ولا اعرف بالضبط بعد توجهنا الى كردستان هل تخرج من كلية الهندسة ام انه اعتقل ..
لا تنسى ايضا استشهاد سيد راضي طالب كلية الطب وعضو لجنة تنفيذية اتحاد الطلبة لعام في الموصل وهو من ابناء سوق الشيوخ اعتقد تم تصفيته بعد تخرجه وانخراطه الاجباري في الجيش علما ان والد زوجته ابو حقي كان من الخونة المتعاونين مع اجهزة الامن في الموصل الحالة الثالثة من شهداء اتحاد الطلبة في الموصل اكرم الابراهيمي من النعمانية/ الكوت الذي كان هو الاخر عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد وتمت تصفيته بعد التخرج من كلية العلوم قسم الفيزياء وهو شقيق النصير امجد الابراهيمي - ابو خلدون اتمنى ان تواصل جهودك في توثيق شهداء اتحاد الطلبة العام
مع مودتي
صباح كنجي


2 - شكري الدائم للعزيز صباح كنجي
أحمد الناصري ( 2014 / 1 / 24 - 14:46 )
شكري الدائم للعزيز صباح كنجي...
عزيزي هذه القائمة قديمة وفلت أبدأ من الشهداء الطلاب كي نتوسع ونصل إلى الجميع، والقضية إنسانية عميقة، وتحتاج إلى جهد متخصص وجماعي. اعرف أن لا تقاليد اجتماعية ولا حزبية بالموضوع، لكنني سوف أحاول باستمرار. تصور إن الشهيد صاحب ناصر كادر عمالي بارز، انتقل من الناصرية إلى بغداد وقاد عمل بقايا التنظيمات في ظروف عصيبة واعتقل عام 82، لكنني لم أقرا أو اعرف أي شيء عن ظروف وسبب استشهاده ولا أية كتابة عن حياته وتجربته! لكنني سأظل أحاول ولو محاولات فردية!


3 - الشهداء الخالدون هدية، نجية، حسن، وفيصل
علي بداي ( 2014 / 1 / 24 - 15:19 )
عن الشهداء حسن مرجان ، وهدية الركابي كتبت شيئاً العام الماضي ، وقد سجلت في كتابي - لا الرافضة- أياماً من حياتنا المشتركة في معتقل أمن البصرة - حسن مرجان- وأنا ثم قراري إسكان حسن وهدية وطفلتهما سلام في بيتنا في بغداد ومعيشتنا المشتركة التي إستمرت لأربعة شهور.
عن فيصل ماضي و نجية الذين رايتهما مرة واحدة ما زلت في طور جمع الصور والمعلومات لعني اوفق في الإحتفاء بهما في يوم الشهيد القادم ، تحياتي آملاً مواصلة هذا التوثيق

.


4 - شكراً عزيزي علي
أحمد الناصري ( 2014 / 1 / 24 - 16:47 )
شكراً عزيزي علي لجهدك... نحتاج الى جهد كبير ومنظم وهو غير موجود رغم مرور وقت طويل بل طويل جداً...


5 - المسؤلية
Almousawi A. S ( 2014 / 1 / 24 - 18:23 )
الرائع الوفي للوطن والرفاق احمد الناصري
سبق وان تطرقنا الى ثقل والام الذكريات وقساوتها
خصوصا والحديث عن شخصيات لن تعوض
من حيث وعيها واستعداداتها وتجربتها الغنية
غير انك تعمل من اجل اعادة خلق هذة الشخصيات الاسطورة
وهو دواء وشفاء ووفاء ونضال لا يقل درجة عن العمل السري
خصوصا وان انحراف وثقل الواقع الجديد وافرازتة وقواة
عمق الهوة واثقل الذاكرة باحداث مأساوية متلاطمة ذات منحى اخر
اشد على يدك واثقا ان تجد من يقف معك
مقدرا ضخامة وحساسية المسؤلية
والمجهولون من الابطال كثر وبدون اسماء


6 - سنحرس وردة الشهداء
أحمد الناصري ( 2014 / 1 / 24 - 18:33 )
عزيزي أبا زهراء...
سنظل معهم ويظلون معنا، وهذا حق وواجب وهو في عمق وجوهر وتفاصيل التجربة... سنحرس وردة الشهداء بلا كلل... شكراً لمتابعتك


7 - لهم المجد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 1 / 24 - 19:10 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=345184

اخر الافلام

.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم


.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني




.. أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني وحلفاؤه بالحكومة يطالبون رئيس


.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي