الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مجتمع من دون بكارة

هدى الحديوي

2014 / 1 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في مجتمع بدون للبكارة

كيف يمكن للبكارة ان تحدد شرف المرأة داخل المجتمعات العربية الأبيسية، التي ظلت ل قرون تسيطر عليها وتتحكم في عواطفها و غرائزها حتى و صلت في بعض البلدان الى بتر شهوتها الجنسية خوفا من العار ، و كأنها كائن أخر لا يحس و بدون رغبة ، في حين ظل الرجل يمارس نزواته و يغير بين الزوجة و الأخرى و الجواري و الخليلات و يستدل بذلك من الدين الذي يشرع آياته بنفسه و يؤولها لمصلحته الخاصة
اليوم وصلت المرأة نصف الطريق فحققت المساوات مع الرجل في أغلب الميادين ،إلا أنها و مند عقود و إلى هذا اليوم لازالت البكارة تميز بينها و بين الرجل و تجعل منها دائما محط الشبهات و الأنظار، لذلك من وجهة نظري أن نساوي بينهما مند الولادة و نفك الفتاة من ذلك الغشاء الرهيف الذي يرسم مشوار حياتها و يبقيها رهينة به لا تفكر فقط إلا كيف ستحافظ عليه و قد تستعمل الحيل و الخداع لتراوغ المجتمع لتبقى في نظره عفيفة طاهرة ، لذلك بمحونا لفكرة البكارة من جدورها سنمحو معها جانبها الرمزي و نتخلى عن ما كان سبب الحجاب و عدم الخروج المرأة للعمل و زواج القاصرات و ، و نترك حينها العنان للتربية و الأخلاق و القيم لتلعب دورها في الحفاظ على العفة و ليس البكارة

فلنتخيل جيلا من الفتيات كله من غير بكارة ، ستصبح المساوات البيولوجية حينها ، و ستحقق المرأة ذاتها بعيدا عن قيود المجتمع الذي يظل يراقبها و ينتظر الدم عند الدخلة كعربون على شرفها و عفتها ؛
إن المرأة و مهما حققت في مسيرتها على المستوى العلمي أو الثقافي ، و مهما تخللت مراكز السلطة و القرارة تبقى دائما تقاس قيمتها وسط المجتمع ببكارتها أو كما اسمتيها انا بالشقفة التي لا تسمن و تغني من جوع .

أشعر أحيانا أن البكارة هي ظلم بيولوجي ، إضافة الى الظلم الأخر الاجتماعي و الثقافي الذي تعاني منه المرأة ، فقد تم تمييز المرأة بهذا الغشاء الذي ينفض عند ممارسة الجنس، و كأن الطبيعة كانت حريصة هي الأخرى على خلق هذا التمييز ، و أن تظهر للجميع و تفضح الفتاة التي مارست الجنس من قبل للأن ذلك سيكون واضحا من خلال عدم و جود بكارتها ، أليس هذا بظلم ان يخلق الرجل صالحا لا يلحقه أي عيب مهما كثرت علاقته الجنسية ؛
و هذا ما يعطي للرجل الصلاحية في ممارسة الجنس بشكل طبيعي دون أن يلام فهو ليس لديه شيء يخصره و ليس لديه ما قد يبرهن انه قد مارس الجنس من قبل : كما يقول المثل الشعبي "الساروت لي كيحل جميع الأبواب عندوا قيمة أحسن من قفل فاسد كيحلوه جميع سوارت " هذا المثل يعطي القيمة للرجل على أنه ذلك "الساروت" المتخصص في كل الشيء و لا يمكنه أن يفسد ، فبالعكس مهما كثرت تجاربه ازدادت قيمته ، صحيح هذا تفسير منطقي لأنه لا يمكن أن يفسد فهو غير متبوع بأي محاسبة في الاخير و ليس لديهم ما يثبت أنه قد مارس الجنس من قبل فهو طبعا ذلك "الساروت" الذي لا يصدأ و لا يفسد و لا يتغير شكله مهما كثرت تجاربه ؛
إن هذا الفرق البيولوجي هو من يحدد هذه العلاقة التراتبية لذلك إذا اتفقنا على محوه و إزالته سيصبح الكل متساويا و يصبح مثل القفل مثل "الساروت " " المفتاح "

قد يقول البعض أن هذا قد يفسد المجتمع و لكن لماذا نربط الفساد بالمرأة دائما و نلومها على كل ما قد يحدث داخل المجتمع فالرجل عاش لسنين يعت في الأرض فسادا طولا و عرضا و لم نحاسبه يوما على ما يفعله ، فلماذا نحاسب المرأة اليوم إذا لم يبقى لديها ما يمكن أن نلومها عليه ، و ما يمكنه أن يثبت لنا أنها قد مارست الجنس ،
لذلك فإزالة بكارة الفتاة عند الولادة ستجنيها الكثير من المشاكل و ستبعد عنها اصابع الاتهام التي ظلت لقرون تلاحقها ، فجرائم الدفاع عن الشرف التي طبقت في حق الفتيات اللواتي ضاعت منهن البكارة في لحظة ما او اللواتي ولدن من دون بكارة و اللواتي كانت بكارتهم ليس من النوع الذي يسيل منه الدم هي كثيرة و عمت المجتمعات العربية لعقود من الزمن و لازالت الى يومنا هذا .



هدى الحديوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال مختصر
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 1 / 26 - 21:34 )
سؤال ؟
مين اللي خلق البكارة ؟
ان عرفنا من.....نجد الجواب عنده

اخر الافلام

.. لأول مرة في المغرب.. تعويض امرأة أصيبت بشلل جراء تطعيمها بلق


.. لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023! • فرانس 24




.. ناشطات تخشين أن يصبح مشهد مقتل النساء أمراً اعتيادياً


.. رئيسة جمعية المرأة والمواطنة بالكاف كريمة البرين




.. لوحة تمثيل الثروة