الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سفر الإنسان – الأخلاق و الدين

نضال الربضي

2014 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من سفر الإنسان – الأخلاق و الدين

يرتكز أي دين على ثلاث محاور تعطيه خصائصه و تميزه عن أي دين آخر، و هذه المحاور هي:

1 العقائد المختلفة: مثل الإيمان بغيبيات لا تُرى و لا يمكن قياسها أو إعادة إنتاجها إما لأنها من العالم غير المرئي مثل الإيمان بالله و الملائكة و الشياطين، أو لأنها من ماضي سحيق لم تُسعفنا مصادر غير دينية بأي قصة عنه و لم تُفلح بحوثات أركيولوجية بالعثور على آثاره مثل قصص إبراهيم و إسحق و يعقوب و خروج العبرانين من أرض مصر و ضربات الله لمصر و غرق فرعون و توهان العبرانين 40 عاما ً في صحراء سيناء، أو لأن ما تم إيجاده يُخبر عن قصة مختلفة عن القصة المعروفة مثل التنقيبات الأثرية في مصر و التي يُعتقد أنها أماطت اللثام عن قصر يُوسف و أظهرته في سياق مُنسجم مع تاريخ الفراعنة لا كما يُظهره السياق الديني كنبي أو بطريرك يصبغ التاريخ بصبغته و يفسر الأحلام و يصنع المعجزات الخارقة، و مثل الدراسات الأخيرة على شخصية موسى التاريخية و ارتباطه بشكل كبير مع المرحلة الأخناتونية في التاريخ الفرعوني مثلما أوضحها عالم النفس الشهير سيجموند فرويد في كتابه "موسى و التوحيد" و الدكتور سيد القمني في كتابه "النبي موسى و آخر أيام تل العمارنة"

2 التشريعات و الطقوس الدينية: مثل شرائع الأحوال المدنية كالزواج و الطلاق و شرائع الميراث و الحدود و القصاص و شرائع المعاملات المالية على بساطتها أو مما يُستنبط منها للعصر الحالي بالقياس، و شرائع فقه العبيد و فقه أهل الذمة و الحروب و السلم، بالإضافة إلى الختان و الحجاب و المعمودية و الاعتراف و المناولة و طقوس الصلاة من سجود و قيام و طواف و سعي و إحرام إلى كل ما نجده على امتداد الخط التشريعي و الطقسي في فضاء الدين.

3 الأخلاق: و هي المادة التي اخترتها لحديث اليوم لأنها العنصرالذي يُلحم العقائد بالطقوس بالإنسان و يوحد بينهم جميعا ً في كيان واحد هو كيان المؤمن بذلك الدين و الذي يرى أن أخلاق ذاك الدين بالذات هي ترجمة مباشرة و انعكاس خاص عن عقائده و تشريعاته و طقوسه لا تنفصل عنهما و لا توجد بدونهما و تنحدر منهما مباشرة ً كنتاج لهما و صورة عنهما و شاهد لهما و على صحتيهما معا ً.

يعتقد المؤمن أن وجود الله و الملائكة و الشياطين و الالتزام بتلاوة كلمات معينة في صلاته و أدائه للصلاة راكعا ً أو ساجدا ً أو واقفا ً في منظومة إيمانية يُنتج الأخلاق، و هو يرى أن التخلي عن عقيدة ما أو الإهمال في طقس معين أو مراجعة قناعة واحدة لا بُد و أن يتسبب في انهيار أخلاقي لذلك الدين و يدمر طهارة أفراده و ينشر الفساد و يهدد المنظومة كاملة ً، و هو بذلك يرى الأخلاق كناتج مفارق للواقع غير مرتبط به، و غير أصيل في حاجات البشر، يخدمها لكن لا ينتج عنها، و يعالج احتياجاتها لكنه غير ناشئ منها أو مُرتبط فيها أساسا ً و جوهرا ً.

في قناعة المؤمن الأخلاق هي جوهر الإرادة الإلهية و سرغيبي يُلقى للبشري إما بغرض امتحانه تمهيدا ً للحكم عليه بعد الموت و مكآفأته أو عقابه، أو بغرض تنظيم أمور حياته و معيشته و علاقته بالله و بالناس حسب القوانين و القواعد الإلهية التي يعرف الله بحكمته أنها صحيحة و مُناسبة، دون أن يكون للبشري رأي في هذه القواعد حتى لو مست كيانه و جوهر شخصيته و جميع جوانب حياته. و تستتبع هذه النظرة بالضرورة أن يعتقد المؤمن قناعة ً كاملة أن العقائد و التشريعات و الطقوس هي حماية ٌ للأخلاق التي نتجت عنها و ضمان ٌ لبقائها و استمرارها و بالتالي لبقاء شكل المجتمع و هويته الإيمانية الدينية و الحفاظ عليها.

إن النظرة السابقة للأخلاق تضمن الإستمرارية لأي دين، حيث أن استحسان السلوك الأخلاقي الذي يقدمه الدين يضمن تغطية العقائد الغيبية و عدم السؤال عنها و فحصها، و بذلك يُبقي لها هيبتها و قُدسيتها، و من المعروف أن بقاء الهيبة ضمان ٌ للثبات و الاستمرارية بينما التساؤل هو وضع ٌ للهيبة أمام المُسآلة و بالتالي انتقاص من السطوة التي بات الكيان المرتبط بها خاضعا ً للسؤال مُحتُـوما ً عليه الجواب، فانتقل َ بالسؤال من وضع السيد إلى وضع ٍ أقل يجرده من سلاح السيادة و يُجبره على كشف ما يختبئ ُ وراء الهالة القدسية، ثم يأتي بالفكر و العقل و المنطق إلى أخص أقداس أقداسه ليفحصها عن كثب و يسبر علاقتها بالواقع و الإنسان، و يكشفها تماما ً أمام قيم العصر و استحقاقات الفكر والمنطق، فيغدو ذلك الكيان بعدها أقل قدرة ً على سحر الناس و جذبهم و إخضاعهم لقوته و لسلطان سدنته.

إن البحث في الأخلاق يضع أمامنا أسئلة ً ثلاثة ً هي في جوهرها سؤال ٌ واحد لا غير، و لذلك سأجيب عنها كوحدة ٍ واحدة. هذه الأسئلة هي:
- هل الدين هو مصدر الأخلاق؟
- هل الأخلاق ضرورية للمجتمع؟
- هل الأخلاق ثابتة؟

بداية ً لا بد أن أذكر أن أهم شروط البحث العلمي: التجرُّد، و معناه أن يُقبل الباحث على دراسة ِ موضوع ما بدون أي قناعات مُسبقة عن هذا الموضوع، و بدون أن يكون هدفه أو غايته إثبات رأي ٍ يعتقد به أو دحض رأي ٍ آخر لا يعتقده، و يستلزم هذا أن يَقبل الباحث الحقائق كما تأتيه و كما تشهد لها الملاحظات و النتائج الموضوعية، و ألا يُهمل ما لا تستسيغه قناعاته الشخصيه و ألا ينحاز لما تقبله تلك القناعات، و أن يُعطي كل دليل ٍ أو خيط ٍ حقه من الدراسة الكاملة المتأنية غير المؤدلجة و غير الخاضعة للشخصنة، و أن يكون حُرَّا ً من المعتقد و هو يبحث، فيستطيع أن يرى بعيني الواقع و العلم لا بعين القناعة الدينية أو المجتمعية أو السياسية أو الشخصية أو أي قناعة أخرى، يعني ببساطة شديدة أن يذهب عاريا ً من المُعتقد المُسبق.

فإن صنعنا هذا و عُدنا إلى أصول الأخلاق يبُرز أمامنا بوضوح منشأها الإنساني المُنبثق عن حاجات المجتمع الذي يعتنقها و يسلك فيها، فالمجتمع يضع الأخلاق التي تلبي حاجاته و تضمن تماسكه و أمنه و استمراره، و يُحرم السلوكيات و الممارسات التي تُنتج الفوضى و الخصام و الاقتتال، و لذلك فهي مختلفة من مجتمع ٍ لآخر و من عصر ٍ لعصر و يكون معيار بقائها مقدار ُ استمراريتِها في تلبيةِ حاجات ذلك المجتمع في موقع جغرافي ٍ ما و في زمن ٍ معين و في ظرف ٍ اجتماعي أو سياسي ٍ محدد.

و حتى نُسهـِّـل عملية فهم العلاقة بين الحاجة و القيمة الأخلاقية فلنبدأ بالمثال التالي: كانت المجتمعات البدائية الأولى مجتمعات التقاط ٍ و صيد، يخرج الرجال للصيد ليوم أو أيام تاركين النساء و الأطفال في المخيم يلتقطون ما يجدونه، ثم يعودون بنتاج صيدهم، و يقتسم الجميع كل شئ بينهم بدون اي وجود للملكية الفردية كما نعرفها اليوم، و لذلك كانت حصيلتا الصيد و الالتقاط تتوزع على الجميع، و العلاقات بين الرجال و النساء مشاعية بالاختيار و التراضي، فلا يملك الرجل طعاما ً خاصا ً به و لا امرأة ً له لوحده، و لا تملك المرأة طعاما ً خاصا ً بها أو رجلاً لها لوحدها، و هذا يعني بالضرورة أن الأبناء الناتجين عن العلاقة الجنسية كانوا يُنسبون للأم و ليس للأب (غير المُمكن تحديده) كما يعني عدم وجود الأسرة كما نفهمها الآن، و بذلك حكمت نُدرة الطعام و بدائية التجمع البشري و انعدام الأدوات على البشر أن يستجيبوا لحاجاتهم بالطريقة التي تتناسب مع ذلك المجتمع الصغير في ذلك الزمان و في تلك البقعة الجغرافية و في ذلك الظرف، و كانت المشاعية ُ هي الوسيلة َ التي ضمنت البقاء. لاحظ أننا الآن نأنف من هذه "المفاسد الأخلاقية" و نصفها بعدم الشرف و الدونية و الحيوانية و الوضاعة و نترفع عنها، و هذا طبيعي فالزمن غير الزمن و الأرض غير الأرض و الظرف غير الظرف و الناس غير الناس.

و مع تطور المجتمعات نحو اتحاد مجموعات أكبر من البشر لتعيش في تجمع مدني واحد و نحو الاستقرار و الزراعة اتجهت البشر لتقترب من الفردية مُبتعدة ً عن المشاع، و ترافق ذلك مع الانقلاب الذكري على الأنثى و تحوُّل المجتمعات إلى ذكرية بدل أنثوية، مما أدى لظهور أنماط ٍ حياتية جديدة و حاجات بشرية لم تعرفها القطعان البشرية البدائية السابقة. فمثلا ً أصبح الرجل يحس أن بإمكانه أن يُساهم في الإنتاج المجتمعي بـ "ذاتية ٍ شخصية" و يقدم منتوجه "الشخصي" للمجتمع مقابل عمليات مقايضة يتم فيها ضمنا ً "الاعتراف بملكية" هذا الرجل لهذا "المُنتج" مع ما يدعمه هذا الاعتراف بالمكانة الفردية، و أصبح ممكنا ً بل و مرغوبا ً جدا ً أن يُميز هذا الرجل خطه الجيني و بذرته الاستمرارية فيُنجب أطفالا ً خاصين به لا يشاركه بهم رجل ٌ آخر، مما عنى بالضرورة أن تبدأ الأسرة بالظهور كأب ٍ واحد و امرأة ٍ واحدة أو عدة نساء تابعين لنفس الأب و أطفالهم جميعا ً فاختفى مشاع الملكية و انقرض المشاع الجنسي، و أصبحت القيمة المشاعية السابقة غير مقبولة في هذا المجتمع حين انتفت الحاجة ُ لها و حين لم تعد تخدم الجماعة و الفرد.

و كلما تقدمنا في الزمن من الماضي السحيق من العشرة آلاف عام قبل الميلاد نحو التاريخ الحاضر تقدمت معنا الأخلاق و تطورت، فمع الاستقرار الزراعي و نشوء الدول و بدايات الإنتاج كان لا بد من حفظ الأمن و النظام و الملكية الفردية، فاعترف البشر بهذه الحاجة عن طريق صياغة القوانين الأخلاقية الخاصة بالأمانة، فالمُزارع الأمين يُعطي نتاجا ً جيدا ً حتى يُعرف في محيطه بالأمانة و الالتزام فتقبل عليه الناس لأن الغش معناه مقاطعة الناس لمنتوجاته و ذهابُهم إلى غيره، فكانت الأمانة ُ وليدة َ حاجة المزارع أو التاجر للناس و إقبالهم، و حتى اليوم ما زال هذا القانون عاملا ً. أذكر أنني في زيارة ٍ لمدينة ِ نيويورك كنت ُ ألاحظ أن بائعي محلات الكاميرات و الإلكترونيات لا يبذلون جهدا ً كبيرا ً مع مختلف الأشخاص السياح في المجموعة Take it´-or-leave it عجبك اشتري ما عجبك الله معك، و عندما سألت أحد المرافقين عن هذا أجابني أن البائعين يميزون السائح و يعرفون أنه هنا لوقت ٍ قصير و سوف لن يعود إلى محلهم مرة أخرى و لذلك هم غير مهتمين بأن يكسبوه زبونا ً دائما ً و بالتالي يعرضون البضاعة بسعر معين و لا يضيعون الوقت معه. تصوروا معي لو أن البائع كان يعرف أن السائح سيعود لمرتين أو ثلاث أو عشرة، كان عندها سيُضطر أن يطور قيم "اللطف" و "الصبر" و "الابتسام" لأن هذه القيم تخدمه و تنفعه و ليس لأنه يحب هذه القيم أو لأنها فُرضت عليه من إله يعرف حكمتها و جوهرها و يقيده بها.

بهذه الطريقة طورت المجتمعات كل أخلاقها، فجميعها تدين السارق و تعاقبه، لأن السرقة تُشيع الخوف، و تُعيق الإنتاج و تكديس الثروة، و تُثير الخصومات بين الناس، و تمنع الإنسان من أي يشعر بالرضى عن نفسه و هو يحتفل ُ بتعب يديه و نتاج عمله و جهده، و هذه كلها سلوكيات ٌ تهدم الثبات الذي يحتاجه أي مجتمع لكي ينمو و يكبر و يتطور. إن تجريم السرقة حاجة للمجتمع، لأن السكوت عن السرقة أو مدحها معناه انتشارها و بالتالي يُصبح الجميع سارقين و مسروقين في ذات الوقت.

بنفس الطريقة تطور مفهوم العفة، فالرجل بحاجة ٍ لضمان ملكيته المادية و انتقالها إلى أطفاله، و هذا الانتقال ينبغي أن يكون للنسل النقي الذي لا يشاركه فيه رجل آخر، و يتحتم من هذا بالضرورة أن تكون زوجته له لوحده لا تمارس الجنس مع غيره، و بالتالي وجب على المجتمع أن يعترف بهذه الحاجة إلى ضمان النسل النقي للرجل بأن يمنع العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج و أن "يُصدِر" القيمة الخاصة بالعفة و الأمانة الزوجية و يُدين الجنس الفوضوي أشد إدانة و يسميه بأبشع الأسماء و هي "الزنى" "الفجور" "الدعارة" "الفسوق" و كل هذه الأسماء. فالعفة هي قيمة واقعية ناتجة عن حاجة مجتمع و ليست قيمة ً إلهية تهبط على البشر لكن الدين يعطيها اليوم أبعادا ً أخلاقية أخرى ليس هنا مكان بحثها لكي لا نتشعب بعيدا ً عن الهدف الأساسي.

ما زالت الحاجة الأساسة للبشر هي "الحياة" و "البقاء" و تُترجم نفسها عن طريق إعلاء قيم "السلام" "الوداعة" "التعايش" "قبول الآخر" "السلوك الحضاري" "الصداقة" "احترام العهود" "التحالفات" و كل ما من شأنه أن يمنع الخصومات و المنازعات و الاقتتال و القتل، و بذلك تكون حاجات المجتمع نفسها قد أملت القيم التي يؤمن بها و يسلك بحسبها و يروج لها.

خلال المئة عام الماضية انقلبت المفاهيم و تطورت الأخلاق فأصبح وجود المرأة بجانب الرجل في العمل قيمة ً إجتماعية ً مقبولة تخبر عن مستوى التحضر لهذا المجتمع الذي أعاد تحديد العلاقة بين الجنسين في ضوء الحاجة الإقتصادية، فوجود امرأة ٍ أو أكثر في مكتب ٍ فيه رجل أو أكثر في شركة تجارية، هو وجود موظفين مع بعضهم يعملون لحساب هذه الشركة يقدمون العمل مقابل الأجر، ليعود كل منهم إلى بيته، و قس على ذلك.

إن عدم إدراك إنسان الشارع لما سبق شرحُه مع الدعاية الدينية الكثيفة يفسر لنا لماذا تقف الناس ضد التجديد الديني و المراجعة العقائدية، فهو يخافون على ما يمسهم شخصيا ً في الحياة، و يعتقدون أن التطوير الديني هو نفسه الإلحاد و أن الأخير هو مرادف للإباحية التي يرفضونها بفطرتهم البشرية السليمة، فنجد ُ ما نجد من مقاومة و حرب شرسة لكل ما ندعو له من فكر التجديد الديني، بينما تبقى الحقيقة أن الدين و الإلحاد لا شأن لهما بالأخلاق و الإباحية و أن كلا ً من الكلمات الأربعة السابقة منفصلة عن الثلاثة الباقية لا تتساوى معها و لا تمثلها.

نحن بحاجة لحملات توعية مُستنيرة تُبرز للناس أننا لا نسعى لأن نجعل منها كائنات بلا أخلاق أو ضمير أو دين حينما نخاطبها في إصلاح الدين، فنحن نتمسك بهذه الأخلاق و نتبعها و نعيش فيها و نؤمن بها و نحبها و نعلمها لأطفالنا، و نُعرِّفُها على أنها قيم ٌ ترتقي بنا كبشر و تساعدنا على أن نحب بعضنا أكثر و نهتم ببعضنا و نرتقي بجنسنا البشرية نحو اكتمال إنسانيتنا دون أن يفرقنا دين ٌ أو عقيدة ٌ أو حدود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات من اليهود المتشددين يغلقون طريقا سريعا في وسط إسرائيل


.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-




.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف


.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على




.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-