الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية بين التنابلة والحنابلة ..

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2014 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما قمنا بفتح مكتب الحزب الليبرالي العراقي – تنظيم البصرة-، هنأنا البعض، واشكل البعض، وأكثر واستكثر علينا البعض الآخر، واعتبروا ما فعلناه، مجازفة كبرى، واستعجال لا مبرر له. وفي الجانب الآخر، كان هناك من يطوي الليل بالنهار من اجل رؤية هذا الصرح/ اللوح معلقاً، مكتوبٌ فيه: الحزب الليبرالي العراقي. واعتبرنا أن فتح هذه القناة جاء متأخر عشرُ سنوات عجاف، لأننا كنّا نحاول انضاج التجربة ولم نرد أن يأتي الجنين مشوهاً، ولا نريده سقطاً.. ومع ذاك عيب علينا الاستعجال!.

أن الحلم بالبقرات السمان آتٍ لا ريب فيه .

عتبُ البعض علينا، لم يأتي ليثبط لنا عزماً، أو يُثني لنا همة. ونحن بطبيعة عملنا وتفهمنا للكثير مما يجري في البصرة، أدرجناه في خانة العتب الجميل. قبلوا وهو عتب يدخل في باب الدفاع والحماية لنا، ولمشروع التنوير الفقير في مدينة تعج باالتوجهات الدينية الصرفة. مع ملاحظة الإداء الهزيل للقوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية في كامل فترة السعي ليس لقلب المعادلة بين الدينيين والتنويرين، وإنما لخلق فرصة وأخذ مكان في خريطة العمل السياسي على الساحة البصرية. وأكيد ان الكثير ممن يُحسبون على التيار المدني والخط الديمقراطي، قد قبلوا الدخول والعمل السياسي ضمن دوائر انتخابية دينية! ولا أدري هل هو الاستعجال في ركوب قطار السلطة أو هو عدم الفهم الواضح لممارسات التجربة اليمقراطية وعملية التغيير التي يمكن أن تأتي ثمارها من داخل العملية التي يُغلفها طابع وتحمل بصمة التيارات الدينية. على أي الأحوال هناك وجهات نظرٍ متعددة، وان كانت متباينة في هذا الأمر. ونحن لا نجرم أحداً منهم، اطلاقاً. لكننا نقول - وهي وجهة نظرنا الشخصية، نحن وحدنا من يتحمل وزرها-:
نكوص عن وتراجع خطوات للوراء بعيداً عن خط وهدف الدولة المدنية، ولا يمكن التصديق البتة بما يتبجح به البعض ممن يدعي الإيمان بالليبرالية، فصاغ لنفسه لافته عريضة، عنونها: الليبرالية العقلية!.

إن من يمتلك مشروعاً تنويرياً أو ينتمي انتماءً حقيقياً لهذا الفكر والتوجه عليه أن ينأى بنفسه عن الدخول في هكذا مشروعات. لأنهم سيحسنون صورتهم، وتتعادل الكفة. وهو بهذا ليس كطانع نفسه ليقتل ردفه. لأنه لايصلح الإصلاح في مواطن الفساد.
أولئك سيقولوا: إنهم أصحاب مشروعات نهضوية، مدنية، بدلالة دخول فلان التنويري وعلان النهضوي! وفي المقابل ماذا كسب هذا المدعي للفكر الديمقراطي؟ لم يكسب شيئاً، لأنه بلا حاضنة. والتيارات الدينية لا تعمل ولا تقبل بمبدأ الاقتراع الحر وإفساح المجال لجماهيرها بالأنتخاب الطبيعي الحر. وغنما تُفرض عليهم من يجب أنتخابه. ومازال العمل جارياً بقانون: (( طاعة لا قناعة)).

البصرة مدينة التعايش التاريخي... توطن فيها القرامطة والمعتزلة، المدينة التي شهدت معركة الجمل... المدينة التي تغفو في حضن البحر، يسقيها شط العرب ويسامرها الهور، مدينة النخيل والحناء والعلم والأدب . مدينة السياب وسعدي يوسف وأحمد مطر ورياض احمد وفؤاد سالم ومحمد خضير ولؤي حمزة عباس، وهناء أدور. تستحقُ منّا أكثر.. تستحق منا أن نثابر من أجلها، أن ندعمها، ان نفتح لها أفاقاً أرحب وأوسع مما هي عليه اليوم .

كتبت هذه السطور، ليقرأها البعض ممن يشكك بنا ولمن بحُسن النوايا بنا. أقول: نحنُ لسنا أنبياء ولسنا من المعصومين عن الخطأ والزلل ويعترينا الخطل والخلل مثل سائر البشر. لكن الملحوظة التي أريد التنويه إليها والإرشاد عليها.
إننا لسنا مطية أحد. ما فعلناه في البصرة كان بإرادة واعية وملتفتة لمشروعها، لم يُفرض علينا من فوق، وقد فاتحتنا جهات سياسية وفكرية عدة للدخول معها في شراكة (فكرية/ وطنية/ دينية ...)عملنا كان ولازال بقدرات ذاتية، ليس هناك منّة فيه علينا من أحد، ولايد كانت معنا سوى يدُ الله تعالى
. كل ما فعلناه بقدرات ذاتية، استدنا، جلبنا متاع بيوتنا.
ليس فينا من خائن.
الخائن من يجلس في الظل وغيره يحرث له، ويفكر كيف يحميه ويؤمن مستقبل أطفاله.
نحن لا نبيع الفكر ولسنا تُجار نخاسة. نحنُ ثلة، قلة، أمنت بمشروع الدولة المدنية، أمنت بإن الحرية طريق لأبد من نسير في فيه، لا علينا مالونه... لن ترعبنا حبات الطماطم بلونها الأحمر. ولن يثنينا كلام التنابلة ولا الحنابلة .
للحديث بقية ...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال