الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين المعاملة ...

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2014 / 1 / 27
المجتمع المدني


الكلمة الطيبة صدقة ...
هناك مفتاح لكل إنسان، ومفاتيح الإنسان والحوارمعه كثيرة...
حينما نُريد الحديث مع الآخر، الحوار مع الآخر، ينبغي أن نبدأ من منطقة بيضاء، لا أن نأخذ كل ما نملك من عُقد ومفهومات بالية وخلافات ونبدأ الحوار مع الآخر. وعلى الآخر أن يتناسى بعض ما يملك من مفهومات خاطئة، وأن يتسلح بالقليل من مفهومات وعنوانات عريضة بثتها ديانات السماء وسطرها عقلاء الأقوام ...
ينبغي أن نتازل ونتناسى الكثير من خيبات الأمل التي اعترتنا في فترات الصراع المرير مع الآخر/ الديني/ الثقافي/ السياسي/ ... من أجل بعث روح الآمل في النفس، من أجل البحث عن سلام داخلي. يبنغي التنازل عن بعض المفهومات المسكوكة في عقولنا وقلوبنا؛ والتي تصور لنا الآخر على أنه عالم مظلم ومخيف.
بقعة الضوء هي التي تؤسس لحوار مع الآخر. كيف يراني الآخر وأنا في المنطقة المظلمة؟ ثم كيف أنشئ حوار وهو لا يراني؟. صراع الأديان/ صراع الحضارات/ صراع الإنسان مع الإنسان/ صراع الإنسان مع النفس/ مع الطبيعة. ينبغي أن يتحول إلى حوار. حوار الفأس لا يجدي نفعاً، سيقود إلى المحرقة!.
لا ينبغي أن نجلس على طاولة الحوار بسقف أعلى، إذا كان الهدف هو الإنسان. أما إذا كان الحوار مع أجل عرض زائل، فهذا الحوار لا يعنيني، البتة. لأنه لا يملك ولا يحمل المقوم الأصل في كل حوارٍ وحديث؛ - عنيت- الإنسان.
إن تملك هدفاً، يعني؛ انك تملك أفضلية. إذا كان الحوار من أجل الصلاح والإصلاح. كما أسلفت، يعني، أننا نملك( هدفاً)،وهذا يُتيحُ لنا أفضلية في الصراع= الحوار. وهذه الأفضلية (الهدف) استثمرها، غاندي/ مانديلا/ الإمام الحسين في الصراع مع الآخر. ولذا رأينا أن الأهداف السامية تنتصر؛ حتّى ولو بعد حين.
قال تعالى: (لن تنالوا البرّ حتّى تُنفقوا مما تحبون). ينبغي ان نؤسس لحوار مع الآخر من منطقة (المحبة). وأن تكون (المحبة) منطقاً ومنطلقاً لنا في سائر شؤون الحياة. من أجل بث وبعث الدفء والدفق في النفوس، من أجل أن ننشر السلام، أن نعيش السلام الداخلي. إن من يشعر بحلاوة الإيمان يتمنى أن يؤمن كل الناس ليشعروا بهذه الحلاوة... أمن بأي شيء ستنالك حلاوة منه.
سأل أحدهم النبي (ص)، قائلاً: يارسول الله، أيكون المؤمن حسودا؟
قال رسول الله: بلى.
قال الرجل: أيكون المؤمن حقودا؟
قال الرسول الأكرم: لا، لا يكون المؤمن حقودا.
الطمأنينة. كلنا يحتاجُ للطمانينة في الحوار مع الآخر. الطمأنينة هي أول درجات الحوار. أنا لا أحاور شخصاً لا أطمئن له.لأننا مهما أعُطينا من وعود وعهود نعتقد أن الاخر لن يفي بها، نعتبر الحديث- كما يقول المناطقة- سالبة بانتفاء الموضوع.
لنعمل على نشر ثقافة المسامحة، والثقة بالآخر.
لا أريد ان ننطلق في هذه المسامحة والثقة من رأس الهرم،(أذهبوا فأنتم الطلقاء). ألتمس واتمنى أن نبدأ مشروع السماح من الأشياء الصغيرة حتّى نتعلم أن نسامح في الأشياء الكبيرة. النبي محمد (ص) حينما قال (اللهم أغفر لقومي فأنهم لا يعلمون) كان يعي تماماً لدوره الحضاري والإنساني، ودوره كمبعوث من السماء.
الكلمة الطيبة صدقة، الابتسامة عطاء. العطاء القليل أفضل من الحرمان. أعطي الكلمة، أنشروا الابتسامة، وزعوا الفرح. لنزل لمستوى الطفولة والبراءة ونرضى بقطعة حلوى بديلاً عن الكثير من الحقد والغضب المستعر في القلوب ، أن نبتعد قليلاً عن ثقافة العنف، ونبدأ بطرح مشروع وثقافة: (إنما أنا رحمة مهداة...إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق...
الدين المعاملة
الدين المعاملة
الدين المعاملة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح


.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين




.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع