الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان العراق...العائلة

حنان فوزي المسعودي

2014 / 1 / 27
المجتمع المدني


كوردستان العراق...العائلة 

الروابط الاسرية في العائلة الكردية متينة جدا وهذا الامر نراه على مستوى الاسرة الصغيرة ويتوسع ويشمل الاقارب ليصل الى الدرجة الرابعة احيانا. فمن القواعد الملزمة في المنزل الكردي هي إلتقاء جميع افراد العائلة على مائدة الطعام حتى لو كان الأفراد يعملون في اماكن متفرقة ولديهم مواعيد مختلفة للوصول الى المنزل فأن تناول الغداء والعشاء معا على الطاولة هو امر مقدس لايقبل النقاش..ولاتتم مخالفته الا عند سفر احد الافراد او عدم تمكنه من العودة للمنزل بسبب العمل... وعلى جانب اخر نلاحظ ان إتخاذ القرار في العائلة الكردية هو عمل جماعي يتم بعد النقاش والمداولة..ومن النادر ان يتفرد احد القطبين ..الاب او الام بأتخاذ قرارما...حتى فيما يخص الشريكين...فمثلا لن يقوم الاب بدعوة اصدقائه على العشاء بدون اخذ رأي زوجته..وكذلك الزوجة لاتغادر المنزل مع صديقاتها الابعد النقاش واخذ رأي الزوج. وعلى مستوى العائلة الأكبر فأن بيت الجد او الجدة يعتبر  من الاماكن التي يستوجب زيارتها كل ثلاثة ايام تقريبا...كما تجتمع العائلة الكبيرة من الاخوال او الاعمام في بيت احدهم مرة في الاسبوع على الاقل ليتناولوا الطعام ويتبادلوا ألأحاديث حول اخر التطورات في حياتهم. ويظهر هذا الترابط الاسري واضحا في فترة الاعياد وايام الجمع فمن المتعارف عليه ان معظم اصحاب المحال يستغلون قدوم يوم الجمعة لفتح محلاتهم وتحقيق ارباح اضافية بفضل خروج الموظفين للأسواق في يوم اجازتهم..ولكن في السليمانية الامر يختلف ..حيث تغلق 80% من المحال والمطاعم ابوابها في يوم الجمعة..وعندما استفسرت عن السبب من اكثر من شخص ..اجاب أغلبهم ان يوم الجمعة هو يوم تواجد افراد الاسرة في المنزل ولن يقوم احد بالتخلي عن هذه الفرصة طمعا في ربح اضافي... اما في الاعياد...المتمثلة بعيد الفطر والاضحى وعيد النوروز...فإن المدينه التي تكون في ايام سابقة مفعمة بالحياة ونابضة..تقفر تماما..وتتحول الى مدينة اشباح...المطاعم...المولات..وحتى الحدائق  فهي شبه فارغة في اليوم الاول من العيد..وذلك لان هذا اليوم هو للقاء العائلة الكبيرة في بيوت الاجداد...وكثيرا ماتساءلت وانا اجوب الشوارع الخالية بسيارتي...اين ذهب السكان......ثم علمت ان كل عشرين الى ثلاثين شخصا يلتقون في بيت احد الاقارب الاكبر سنا للأحتفال بالعيد. طوال فترة بقائي في الاقليم لم اشاهد نموذجا واحدا لأخوين او اختين متخاصمتين او لأم تنتظر بيأس زيارة اولادها وبناتها.....فلا وجود لهذه الظواهر مطلقا بسبب قوة الترابط الاسري وحرص الافراد وحتى العوائل الحديثة الصغيرة على التمسك به. الزواج حسب مفهوم الاسرة الكردية هو اضافة عائلة صغيرة جديدة للأسرة الكبيرة وليس استقلال احد الافراد بحياته...ومن الأمور التي لمستها ولاحظتها شخصيا هي حرص الأخوة على اخواتهم  بعد زواجهن...فيستمر الأخ بالسؤال عن احوال شقيقته ومساعدتها ماديا وجلب الهدايا لها حتى بعد مغادرتها بيت الأب بل ان مسؤوليته تزداد فيعمد الأخ الى الاستفسار الدائم عن كيفية معاملة الزوج لشقيقته وعند الشك مجرد شك بأن اخته غير سعيدة يعيدها بنفسه الى منزل الأسرة حتى لو كانت أما لعشرة ابناء ويعاملها كملكة من جهة بينما يصفي حساباته بطريقته الخاص مع الزوج سئ الطباع من جهة اخرى...هذه النقطة بالذات نفتقر اليها في المجتمع الجنوبي فمن الأمثال الشعبية والوصايا التي تقال للعروس الحديثة هي " بعد زواجك انقطعت علاقتك بأفراد اسرتك القديمة وعليك اتخاذ الزوج كأب وأخ وعائلة"...وكثيرات هن الضحايا الجنوبيات لتلك الفلسفة المقيتة التي تقتلع الفتاة كزهرة من جذورها لتزرعها في بيت الزوج.... بينما يبقى بيت الأب في الأقليم ملجأ دائما للمرأة ولن تجد نفسها وحيدة او تحت رحمة زوج متسلط ابدا...وهذا واقع لمسته بنفسي في اكثر من عائلة ومن مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة...وعلى الجانب الأخر فأن الفتاة حال انضمامها الى عائلة الزوج..تعتبر ام زوجها بمثابة والدتها...وشقيقاته شقيقاتها واكثر ..وقد حصل اني التقيت في مناسبات مختلفة "بكنة" ( زوجة الأبن ) وكانت تقوم بخدمة والدة زوجها وشقيقاته كواحدة منهن تماما. ذلك الحب والانصهار الأسري من الجانبين ساهم في ولادة عوائل حديثة سعيدة ، تشعر بإنتماء للعائلة الأكبر وفي نفس الوقت لديها حيزها الخاص والمقبول من الأستقلالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيدة الكاتبة
ديار ( 2014 / 1 / 27 - 19:52 )
بعد التحية والاحترام ..نعم في المجتمع البغدادي التقليدي يقول الاب او ولي الامر للعروسة عند مغادرتها بيت ابيها الى بيت الزوجية ....( هناك مقرك ولا تخرجين من بيت زوجك االا الى القبر ) ! ولاحظت ان اخواننا البغاددة يغتخرون بهذه المقولة التحذيرية المخيفة لكيان المرأة ! فلذلك مهما تعّسف الزوج او الكنّة بالفتاة المتزوجة فأن الابواب موصودة امامها في بيت والدها كما افهموها عند مغادرتها الا للزيارات التقليدية او المناسبات ..كما يجدر بي ان انوه من جانيب اخر للكاتبة المحترمة والتي عاشت عدة سنوات في مدينة السليمانية ان اهل تلك المدينة يختلفون بعض الشيىْ عن باقي المدن والمحافظات الكردية بتقدمهم الثقافي والاجتماعي وسعيهم نحو التطور في كل مناحي الحياة وتتحررهم الاجتماعي ( نسبيا ) وكذلك السياسي ..مع تحياتي .

اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق