الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات بارميطة رقم1

لوتس رحيل

2014 / 1 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


وانظر الى تلك الطاولة هناك,في تلك الزاوية المظلمة.......فذاك مكانه المفضل كلما جاء الى هنا...تلك طاولته...ويرمقني...ويحرك رأسه يحييني..واشعر بالامان لوجوده هنا....فهذا العالم يخيفني ويفزعني....انه غابة..فيها وحوش..حيوانات برية..وفيها الاليفة ايضا...ولكني دوما خائفة...هذا الشعور بعدم الامان وعدم الاطمئنان ينتابني...ويجبرني على ان اكون مستعدة كل لحظة للدفاع عن نفسي...فهذه الحيوانات رغم الهدنة فهي احيانا تكشر عن الانياب وتفكر في الغدر والاخلال بالالتزامات وبنود الاتفاقيات...وانا حريصة على ان اكون متاهبة دائما واعلن حالة الطوارئ....فانا مرغمة على العيش في هذه الغابة حتى اتمكن من تحمل مسؤولية نفسي وأؤمن نفسي واعولها....وهذا العمل الذي لم يدر بخلذي يوما ما ان اقوم به ولو في الاحلام’وجدت نفسي فجاة وسط النيران..لكنها ظروف’وللظروف احكام.....
*************************
وابتسم ثانية وانا استعرض شريط الذكريات وكيف كنت تائهة وسط الزحام ابحث هنا وهناك عن عمل يحميني من غابة تفتح فمها لتغريني...والخوف من مستقبل مجهول لا يفارقني...وشهادة عليا لم يعد نفعها يجديني...ولا وساطة تغنيني....وترميني الاقدار لاطرق الابواب ولا احد يفتح في وجهي ..واركض هنا وهناك...والجواب الببغائي يلاحقني لا يوجد عمل ..لاوظيفة..لايوجد مكان شاغر..وحتى وان كنت قد تنقلت في وظائف مؤقتة فهي لا تدوم لاني مهددة بالخروج منها فهي مجرد وظائف مؤقتة وتداريب وتكوينات ولا راتب جيد ولا حوافز ولا تشجيع انها ناعورة حياة يفوق فيها الطلب العرض وميزانها لن تتعادل كفتاه ابدا..ومجتمع همجي لاعدل ولا نظام يحكمه. ظلام في وضح النهار وشمس ساطعة في جنح الليل والخلل سرطان يوما عن يوم يزداد انتشارا في خلايا الجهاز وينخره...وانا ما دخلي في هذا كله.ما ذنبي؟فانا مواطنة...ومتعلمة..ومثقفة..وطموحة..ولدي شهادات وليس شهادة واحدة فقط..وامل وعزيمة واصرار...لكن ابواب احلامي جميعها موصدة...ومفاتيحها ضائعة...والرفض المستمر اصبح انيسي ولا مكان لي ولا باب يفتح في وجهي.. اي باب يا ربي ,انتظر ان يفتح اي باب.. سواء حديدي او خشبي او زجاجي المهم ان ادخل بابا ما دون وساطة ودون مساعدة فلدي مؤهلات تخول لي الصعود الى الاعلى وليس الدخول من الابواب فقط...لكن الخلل المنتشر والواسع الانتشار اوصد امامي كل الابواب....وانفجرت في بكاء عنيف ..فالياس يدب في اوصالي وانا اخرج من احدى الشركات..كان املي كبير في ان يتم قبولي بها فقد تعبت من البحث والانتظار...واشتقت الى العودة الى الاهل والديار...فقد تركت المنزل والاحباب وجئت الى هنا بحثا عن غد افضل وعن مستقبل افضل فهناك فرص العمل قليلة فلا انشطة في مدينتي الصغيرة وكان عملي بها كمساعدة صيدلي عملا لذيذا حقا ومفيدا وممتعا لكنه دون فائدة فقد كنت كحمار شغل فقط اكد واشقى مقابل ورقات نقدية لا تسمن ولا تغني من جوع...وضقت ذرعا بالاهانات المتكررة والاوامر والانتقادات المستمرة ...وقر رايي على الانسحاب...على محاولة البحث عن عالم اخر وكيان وذات اخرى ..قررت ان اجرب حظي واركب المغامرة وادخل الغابة...فمؤهلاتي كفيلة بان تعزز موقفي واجد عملا شريفا ومرتبا معقولا واحقق داتي ...ولكنها مجرد اضغاث احلام...فالمدينة الكبيرة اطلقت النيران...وتهت في دوامة البحث...وحللت ضيفة عند زميلات دراسة اخترن منذ البداية المواجهة والتشبث باي عمل كان....ونفضن الغبار عن الشهادات ورمينها جانبا ليدخلن عالم العمل بشهادات حية لايربطها شيء بشهادات الدراسة...ومضت الايام طويلة وكئيبة وانا اقوم كل يوم بجولة في ارجاء هذه المدينة الكبيرة..هذا العالم السحري الذي اعتقدت انه سيفتح لي ذراعيه وينصفني منذ اول يوم تطأه قدمي...لكن هيهات ثم هيهات...فشهاداتي لاتساوي شيئا...ومؤهلاتي غير معترف بها..فهنا مؤهلات اخرى وشواهد اخرى وخبرات لم ادرس عنها شيئا ولم ادخل معاهدها ابدا...وهكذا كنت اقابل بالرفض ...وفكرت في العودة الى بيتنا وان اجر اديال الخيبة لكن كبريائي منعني من الاعتراف بالفشل والاستسلام..فوجودي هنا اكبر غلطة...ومحاولاتي الفاشلة في وجود عمل سببها اني جادة وصارمة وابدو بسيطة في عالم يعترف فقط بالمظاهر والالوان....وسلاح الدخول اليه كلام معسول ونصب واحتيال....وشعرت بالاختناق وانا اعبر الطريق لاجلس قليلا في حديقة هناك كي ارتاح من تعب المشي منذ الصباح والدخول الى هذا المكتب وذاك حاملة ملف اوراقي وحقيبة يدي...واشعر بدوار في راسي فانا غارقة في يم فشلي..لاستفيق على محرك سيارة كادت تدوسني لاسقط ارضا من الخوف والهلع وملف اوراقي المبعثرة وحقيبة يدي وجراح في رجلي ..وفردة حذائي...لم افهم ما يجري فقد حدث ذلك في لمح البصر...شلت قواي..وانخرطت في بكاء عنيف وسائق السيارة يحاول تهدئة روعي...وجلب لي ماء..والطريق شبه خاوية ..حاول مساعدتي على الوقوف وجمع اغراضي..وعرض علي مرافقته الى المستشفى اذا شعرت بالم ولكني رفضت فانا لا اطيق المستشيفات ولا اطيق المرض والاصابات...كما ان جراحي طفيفة رغم وجود دم..وتمالكت نفسي..وسالني عن وجهتي فاخبرته اني متعبة واود الجلوس في الحديقة..ورافقني الى هناك ثم طلب مني ان انتظره فقد كان في عجلة من امره وسيعود بعد قضاء مآربه...وبقيت في الحديقة غسلت وجهي واثار الدماء فقد ترك لي حقيبة صغيرة جلبها من سيارته وبها اسعافات اولية من ضمادات وادوية ..وماء كما جلب لي بعض الحلوى واكلا من مقهى مجاور....واعتقدت اني احلم...وكنت جائعة فعلا فاكلت بشراهة وتنفست الصعداء وانا احاول ان اضبط نفسي واستجمع قوتي ...فقد كنت انا المخطئة فعلا لم انتبه وانا اعبر الطريق وهذا الرجل اللطيف لم يعاتبني ولم يعنفني فقد كان مؤدبا معي ووقف بجانبي فغيره ربما سيهرب ويتركني...ومن يدري فربما لن يعود هو الاخر وان اكد علي ان انتظره فلولا ان الامر طارئ لما تركني وانا في حالتي تلك....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية


.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك




.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج


.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً




.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران