الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رابي يهودي يضع يديه على رأس البابا

سيلوس العراقي

2014 / 1 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المونسنيور أكيللي راتّي (1857 ـ 1939 م )الذي كان مديراً للبيبليوتيكا الامبروسيانية الايطالية الشهيرة في ميلانو، وكان أيضاً أستاذا محاضرا في السمنير المحلي في ميلانو (سيصبح أكيللي فيما بعد البابا بيوس الحادي عشر) . ارتبط أكيللي بعلاقة صداقة قوية مع الرابينو (رابي) اليساندرو اليشاع دا فانو، رابي ميلانو، وستستمر هذه الصداقة طيلة حياته.
كان المونسنيور أكيللي مثقفا يحب الدراسة والتعلم بشكل كبير، وكان مولعا باللغة العبرية وأحب تعلمها. فابتدأت علاقته بالرابي اليساندرو كعلاقة تلميذ بمعلمه.
وكان يحب كثيراً ، خارج أوقات تعلّم العبرية ، الحديث والنقاش مع رابي ميلانو في مكتب وصالات البيبليوتيكا أو في مكتب أو مقر الرابي اليساندرو ، فكانت تدور بينهما النقاشات والحوار في مواضيع عديدة دينية ولاهوتية وثقافية، وكان هناك اعجاب وتقدير عميقين لكل منهما تجاه الآخر.
كما ان المونسنيور أكيللي ولشدة اهتمامه لأن يتعلم تلاميذه في السمنير (معهد اعداد وتنشئة طلاب الكهنوت) في ميلانو اللغة العبرية، كان يصطحبهم في زيارات الى السيناغوغ لكي يستمعوا الى رابي اليساندرو. ربما (إن لم يكن من المؤكد) يمكن اعتبار مبادرات أكيللي رائدة في مجال العلاقات والصداقة بين رجال الدين المسيحيين واليهود في ايطاليا في حينها وسابقة جيدة في هذا المضمار الانساني المهم للتعرف على الآخر والتقرب منه بروح الصداقة والقربى.
بعد أن تم انتخاب المونسنيور أكيللي ليصبح بعدها (البابا بيوس الحادي عشر) بابا روما والكنيسة الكاثوليكية، استمرت علاقة الصداقة بين الرجلين .
ويُذكر بأن صداقة البابا للرابي اليساندرو كان لها موضع شرف وتقدير خاص في قلب البابا الذي خلال زيارة موسليني له في الفاتيكان في 11 شباط 1932 م ، سيخبره عن هذه العلاقة بكل بساطة تعبيراً عن محبته لليهود : "انني كنت تلميذاً لرابي اليساندرو دا فانو رابي ميلانو".
كما استقبل البابا بيوس الحادي عشر صديقه ومعلمه القديم رابي ميلانو عدة مرات في الفاتيكان.
في عام 1935 م ، طلب الرابي اليساندرو من الفاتيكان مقابلة البابا. فتحدث مع البابا طالباً منه مساعدته من أجل تجنب التدابير الموسيلينية الفاشية المعادية لليهود. فقال له البابا في تلك المقابلة : "طالما أنا جالس (بابا) على كرسي بطرس فلا يمكن أن يحصل أي شيء ضد يهود ايطاليا".
وتجد كلمات البابا هذه صدى لها في كلمات البابا النقدية الشهيرة التي أصدرها بعد أن قام موسيليني باصدار القانون العنصري في عام 1938 ضد اليهود ، المعروف بالقوانين الاثنية ـ القوانين العنصرية المعادية للسامية (لليهود) التي قال فيها البابا : " روحياً نحن كلنا ساميون (يهود) "
. لكن للأسف مات البابا بيوس الحادي عشر في شباط 1939 من دون أن يتمكن من تنفيذ وعده.
وتجدر الاشارة الى ما حدث في عام 1935 خلال لقاء الرابي اليساندرو بالبابا في مقره في الفاتيكان . حيث تعانق الصديقان حين انتهاء المقابلة ، قام رابي اليساندرو بوضع يديه على رأس البابا مباركاً إياه بركة كهنوتية، ومن بعدها حالاً قام البابا أيضاً بوضع يديه على رأس صديقه الرابي مباركاً إياه.
كانت حركة وايماءة تعبر عن حب وتقدير وصداقة أخوية قوية قام بها كل من الرابي والبابا، لم تحدث في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وفي تاريخ البابوات قبل البابا بيوس الحادي عشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فـرنـسـا - أفـريـقـيـا: هـل طـويت صـفحة الوجود العسكري؟ • فر


.. أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية الأميركية 28 يونيو 01:00 GM




.. بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا..ما هي الدول الأخرى التي قد ي


.. حسن نصر الله يراهن على اللبنانيين -كسلاح-... وإسرائيل تعلم م




.. أبرز ما جاء في مقابلة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال ه