الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟
حامد حمودي عباس
2014 / 1 / 28مواضيع وابحاث سياسية
لا أحد في العراق ، يتحدث عن أسباب ونتائج التغيير في المناخ وبشكل أصاب هذا البلد المنكوب بجفاف لم يعهده من قبل ، وخلال مجمل تاريخه القديم والحديث .. وليس من جهة رسمية أو غير رسمية تتحدث عن موت الزراعة تماما ، واعتماد الشعب في توفير أغلب عناصر قوته على الآتي من خارج الحدود .. لا أحد من المختصين ، اقلقته ظاهرة التصحر الآخذة في التزايد ، ولم اسمع يوما ، من أبدى قلقه لنفوق العديد من أنواع الاسماك النهرية بسبب افتراسها من قبل نوع آخر دخل الى العراق خلسة وبفعل فاعل .. لم يظهر استاذ في كلية الزراعة مثلا ، على شاشة فضائية عراقية ليشبعنا معلومات عن طبيعة ضمور محاصيل التمور ، وتراجع مستوياتها الى الحد الذي سمح للمستورد منها بغزو السوق العراقية .. ولم يحصل وان سمعنا أحدا منهم يرشد الحكومة والشعب معا ، للضرر الذي يحدثه الخلل الحاصل في موازين الاقتصاد العراقي ، جراء سيادة كفة الاستيراد على تلك التي تمثل التصدير .. فنحن ومنذ زمن ليس بالقصير ، نستورد اللبن والرز والقمح والتمور والدقيق فضلا عن اللحوم ، ونطلب من غيرنا من الحكومات المؤمنة بالله ، وتلك الملحدة ، أن تزودنا بمشتقات البترول ، والغذاء المعلب فاقد الصلاحية .
لم اسمع يوما ، من ذوي الخبرة ، أحدا يفسر لفقراء الله من عامة الناس ، ماذا يعني ان يتنفس الاطفال في بلادنا ذرات الغبار منذ اولى لحظات لقائهم بدنياهم ، وان يختنق الكبار بفعل العواصف المترددة عليهم بسخاء كبير .. لم يلتفت المختصون ، حتى ولو على سبيل التسلية ، للبحث عن اسباب اختفاء سلالات كاملة من الطيور المهاجرة ، بعد ان كانت الاهوار وحافات الوديان ملاذاً لها ..
لم تتفرغ أية جامعة من جامعات العراق ، ولا أي تجمع ثقافي ، ولم تجاهد أية جهة علمية مهما كانت درجتها ، لدراسة الامكانيات المتاحة لاصلاح حال البيئة المتردية في البلاد .
في حين ، انحرفت القدرات العلمية عن مساراتها التخصصية الدقيقة ، لتذوب في وسط لا يمت لها بصلة ، وتضيع الشهادات الاكاديمية المقترنة بعلوم الهندسة بكافة صنوفها ، والزراعة ، والبيئة ، والاقتصاد ، وسواها من القدرات العلمية ، لتجري باصحابها وراء التحليلات السياسية المقطوعة عن أي جذور تربطها بأصولها الحقيقية .. ولم يعد غريبا ان يطل علينا استاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراه في علوم التربة ، من على احدى الشاشات الفضائية ، ليعلمنا ، وباسهاب ممل ، ماذا تعني الانتخابات ، وما هي فحوى الديمقراطية ، وكيف تغلب التجمع السياسي الفلاني على تجمع آخر زورا وبهتانا ..
قبل اسابيع قليلة ، فوجىء سكان بعض المناطق في محافظة ديالى ، بظهور سحابة غريبة في سماء المحافظة ، تفرز رائحة غير مألوفة .. وصرخ البعض من الاهالي طالبين من اصحاب الرأي العلمي ، بان ينقذوهم من براثن الشك والخوف من تبعات ذلك ، ولكن دون جدوى .. فالجميع لاهون بالبحث في مواد الدستور تكسبهم صلاحية معينة في الحكم ، ومتابعة نتائج الصراع بين الاخوة الاعداء ، من ولاة الامر .
البلاد تتعرض لتغييرات مناخية أدت الى حبس الكثير من مظاهر الاستقرار الصحي والبيئي والزراعي والصناعي والى حدود تدعوا الى الشعور بالرعب .. حيث أدى ذلك كله الى خراب مدمر في الرقعة الزراعية في عموم العراق ، وتراجعت مستويات الاستفادة من مياه نهري دجلة والفرات لعدم توفر الظروف الملائمة للزراعة أصلاً .. وغزت الفضاء القريب موجات كثيفة من الغبار العالق وعلى مدار السنة .. ناهيكم عن زيادة ملحوظة في عدد الولادات المشوهة ، وقد بانت وبوضوح كبير أمراض لم تكن معهودة من قبل ، منها امراض المفاصل وزيادة نسبة السكر في الدم ، وارتفاع درجات الضغط ، وتكرار حالات التهاب الغدة الدرقية ، ووجود حالات غريبة من الانفلونزا الحادة ، اضافة الى العديد من انواع السرطانات القاتلة .
لقد ظهر وبشكل جلي ، مدى الخطر المحدق بالعراق وشعبه ، جراء حصار امتدت أذرعه الى كافة مفاصل الحياة .. وثمة ناقوس يدق معلنا نهاية مشوار اللعب وابتداء مشوار الجد .. ليس هناك من قول ينطق بالحق والحقيقة معلنا بأن العراق ، أريد له ان يكون كما هو الآن ، ونحن جميعا نقترب من النهاية المحزنة ، وعلى ابنائه الغيارى على انفسهم وعليه ، أن يتنبهوا الى فحوى اللعبة القذرة ضد بلدهم ، والتي ابتدأت يوم غرر به .. فاقدم على احتلال الكويت .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. التحديات المصيرية في سوريا.. بين الحوار والميليشيات! | #رادا
.. حريق في سجن حلب المركزي يؤدي إلى إتلاف وثائق وسجلات رسمية
.. أزمة سياسية تتصاعد في كوريا الجنوبية.. ماذا يحدث؟
.. هل تقبل فصائل المقاومة في غزة بصفقة تبادل جزئية؟
.. طفل مصاب يودع والده الشهيد إثر قصف إسرائيلي على دير البلح