الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا عذراوات في بلدي

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 1 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البعض سيعتقدني أمزح و لكني جادة جداً في عنوان هذه الفقرة..جادة جداً لو كنت أتحدث بمنطق المتأسلمين "السفلي" و الذي لا يكف عن إبهارنا و مفاجأتنا كل يوم بفتوى لا تقل غرابة عن سابقتها..بعض تلك الفتاوي يثير الضحك و البعض الآخر يثير الغثيان و البعض الآخر تقف منه مصدوماً عاجزاً حتى عن تفنيده.

كان أول ظهور لفتاوي الجزء السفلي-حسب ما أذكر-في المذهب الوهابي..فكانت صاعقة فتوى عدم جواز الخلوة الشرعية مع الخيار أو الموز لأن وجودهما أمام الفتاة سيجعلها تشتهي ارتكاب الفواحش!!..و كأن الفتيات على أهبة الاستعداد الدائم للزنا و لكنهن فقط ينتظرن الفرصة لأن تسنح..متجاهلين-من يصدرون تلك الفتاوي-أننا بكل بساطة عاشقات من الطراز الأفلاطوني..فالنساء ولدنَّ ليعشقن الروح و لا يكترثن كثيراً لتفاصيل جسد المعشوق..و لكنه الفكر المُغرق في الشهوانية و المقترب من المملكة الحيوانية و الذي سيطر على أولئك الأشخاص ليرون النساء متخمات بالشبق الجنسي الذي يشغل عقلهن ليل نهار.

و لكننا لم نكد نتخلص من فتاوي الموز و الخيار و الخضراوات حتى تم تشريع فتوى معاشرة الجثة حسب الشريعة الإسلامية!!..و هنا سأتوقف قليلاً..فلو كانت النساء مغرقات في الشبق الجنسي كما يصورنا رجال الدين هل كنا سنطالب يوماً بمثل تلك الفتوى؟؟..البعض سيقول أن الفتوى جائزة شرعاً مرفوضة منطقاً..و لكني سأرد عليهم بأن أقول أن ورود الفتاوي يكون في الغالب استجابة لضغط شعبي و مطالبة بها..فلن يصدر أي شخص فتوى لم يطالبه بها إلا شخص واحد بل سيصدر الفتوى عندما يتزايد السؤال عن شرعية الأمر المسؤول عنه..و هكذا نجد أن من أصدر فتوى جواز معاشرة جثة الزوجة استجاب فعلياً لمطالبات شعبية ذكورية بتشريع الأمر و عدم تحريمه..مطالبات تكشف لنا أننا أصبحنا نحيا في عالم عربي يقول أنه مسلم يقضي جلَّ يومه في التفكير في جزئه السفلي و لا شيء سواه.

هنا عندما نتوقف مع هذه الفتوى نجد أنها تجاوزت الخط الآدمي لتغرقنا في مملكة الحيوان الغير ناطق على اعتبار أننا حيوانات ناطقة..وجود تلك الفتوى في ظل انهيار الأمة أخلاقياً يرسل رسالة حضارية لجميع من يقرأ تاريخنا و حاضرنا بأننا فعلياً أمة لا تفكر إلا في فتاوي القسم السفلي منها..و حتى أن فكرت بإصدار فتاوي تتعلق بالجزء العلوي فذلك يكون لقطع عنق أو إهدار دم من تجرأ و أستخدم جزءه العلوي فيما يفيد.

آخر أنواع تلك الفتاوي التي تثير البكاء الضاحك هي فتوى تحريم الجلوس على الكراسي..و أنه زنا بالجن الذين-حسب الفتوى- ينتهكون عذرية بناتنا و هن جلوس عليها..و حسب ذلك المنطق فصاحبة الفتوى تقذف ملايين الفتيات من المحيط إلى الخليج بالزنا..فلا عذراوات لدينا و كلنا ثيبات ندعي العفة و الطُهر!!.

و في الغد القريب سيظهر لنا رجل ملتحي يدعي أنه داعية ليخبرنا أن كل من أمسكت قلم-و القلم مذكر-فقد زنت..و لهذا سيخرج جميع الآباء بناتهم من المدارس ليحصنوهن من الفاحشة..فتمتلئ البيوت بملايين الفتيات اللواتي حُرمن من التعليم فقط لأنهن وقعن في غرام غير عفيف من وجهة نظر شيوخنا "الغير" أجلاء" مع القلم!!.

و لو إستمرينا "افتراضيا" في السير على طريقة التفكير "السفلية" تلك لشيوخنا لكان أغلب نساء العالم العربي يجب معاقبتهن بعقوبة الرجم "التوراتية الأصل" لارتكابهن الفواحش..فكل مذكر يشاركني حياتي هو شريك آثم في جريمة الزنا المزعومة..من القلم إلى الكرسي إلى الخيار إلى الموز إلى الكمبيوتر المحمول إلى الجوال إلى و إلى و إلى...

و هكذا يصل بنا شيوخنا "الغير" أفاضل إلى عنوان ما كتبت و هو أنه "لا عذراوات في بلدي"..و حينها سأتساءل:"و ماذا بعد!!؟؟"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع