الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية التعامل مع السلطة لدى جيل العشرينات

عاطف حنا لبيب

2014 / 1 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقع كثير من الشباب الغض فى مشاحنات ونقاشات اجتماعية كانت أو سياسية ، خاصة بعد الثورة ، فى أخطاء عديدة
إذ يتكلمون وهم يعتقدون أنهم ملاك الحقيقة المطلقة ويظنون وقطعا بعض الظن إثم بل وبعضه جنون وبعضه تعالى وكبرياء ظنا منهم أنهم هم الثورة والثورة هم وهذا ابعد ما يكون عن الواقع فالواقع ان أولئك الشباب قبل 2011 كان همهم الأوحد هو لاعبى كرة القدم ونشاطهم العقلى الوحيد فى متابعة جدول الدورى وأخبار كأس العالم
لم نسمع أن أحدهم قرأ كتابا أو قصيدة ولم نعرف عنهم أى اهتمام بالشأن العام وحتى فى المجال الموسيقى والفنى يصعب أن تجد بينهم من يتذوق لوحة تشكيلية أو يهتم بمعرض فنى أو يزور معرضا للكتاب . وأكثرهم كنت تسأله عن عاصمة لبنان فيقول بغداد ولا يعرف الفرق بين العراق وسوريا ولا بين الصومال وليبيا
ويكفى تدليلا على ذلك أن تعرف ان هذا الجيل هو من ابتلانا بأوكا وأورتيجا وبعرور وغيرهم من كوارث يحسبون أنفسهم فنانين . وحتى على المستوى الفردى تجد تجاربهم أو محاولاتهم فى كتابة أى موضوع مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية وأخطاء الصياغة ، أو من يكتب كلاما مهترئا تافها يسميه شعرا ولا يخجل
من ان يلقب نفسه بالشاعر رغم انه كما قلت لم يقرأ ديوانا واحدا
وناهيك عن من يظن انه ممثل فذ فيخرج لنا أداءا يثير الغثيان .

جيل بهذه المواصفات وجد نفسه بعد الثورة عليه أن يتكلم فى السياسة ومرجعه فى هذا جملة من هنا وعبارة من هناك فتعامل مع الموضوع بمنطق ماتشات الكرة ، والاهلى والزمالك ، لايوجد منهم من يضع فى الحسبان رؤية تحليلية للواقع ولا تجد عنده ان يترك مجالا أن يكون ما يقوله خطأ يحتمل الصواب .
فصاروا يحسبون أنفسهم هم الثوار وهم الأحرار وتجد أقلهم فطنة وذكاءا يسفه من جيل علم الكثيرين ما معنى الاستنارة وكيف تناقش وكيف تحاور فلا تجد عندهم غضاضة ان يسفة أحدهم ابراهيم عيسى أو عبد الحليم قنديل او غيرهم من رموز إعلامية وطنية وصولا الى تهكمهم على قادة بحجم جورج اسحق أو دكتور محمد غنيم أو عبد الجليل مصطفى .. فماذا يعنى هذا وهم يرفضون فى من ذكرت معنى السلطة بشكل مطلق ..
فالتعليم فى نظرهم سلطة يرفضونها وأساتذتهم فى الجامعة سلطة يجب النيل منها والجيش سلطة يسمونها العسكر ويرتعبون منها بدليل تطاولهم المفرط على الكل .
هل نسوا أنهم قبل يناير 2011 كانوا يرتعبون من أى ظابط مرور ويخافون من مجرد المرور أمام قسم شرطة ، ما بالهم الآن ناقمون على أى سلطة ؟؟؟
الإجابة عند الطب النفسى الذى يقول إن أول سلطة يحتك بها الطفل هى السلطة الأبوية .
فهل هناك علاقة بين من حرمهم القدر من هذه السلطة وبين عدم تقبلهم لاى سلطة بعد ذلك ، أم أن الأمر يخص هذا الجيل بمفرده الذى انتقل فجأة من عالم التوافه الى عالم السياسة بدون تأهيل وبدون ان ينضجوا بالقدر الكافى .
هل هناك علاقة بين رفضهم لكل ما هو عسكرى وبين ان الكثير منهم لم يدخلوا الجيش كمجندين لسبب يتعلق برفض طبى أو رفض اجتماعي مثل ان يكون رشيد اسرة أو وحيد والديه أو أى سبب آخر .
أحدهم يقول لماذا أدخل الجيش وأتعامل مع القادة القذرين .. هكذا يتناسى أن الجيش هو من ينتقى من يدخله وهم دائما يقعون فى الخلط بين رفض السلطة والقانون وبين رفض الاستبداد ويعتبروا أن السلطة تعطيك على قفاك لو التزمت بقوانينها .

أطرح هنا هذه التساؤلات لان منهم من يسب من يكبره سنا بطريقة توحى وكأنه أسير عقدة انه لا يشعر أن له كبيرا يحترمه ويتعلم منه فيسخر من الجميع بشكل مرضى ثم يسقط هذا الشعور على ما يسمعه فى عالم السياسة ويردد كلاما يظنه الحق الأوحد ويرفض ما عداه من أفكار .

عاطف حنا لبيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا