الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهان باسكال , الرهان الفاشل

هادي بن رمضان

2014 / 1 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقوم حجة الرهان الشهيرة للفيلسوف الفرنسي "بليز باسكال" على الموازنة بين النتائج المترتبة على الايمان وتلك المترتبة على عدم الايمان . ذكرها مصطفى محمود في كتابه "حوار مع صديقي الملحد" ولازال يستعملها "المؤمنون" في نقاشاتهم مع الادينيين .

رهان باسكال في نسخته العربية :

" قال ملحد لمؤمن: ما موقفك اذا مت ولم تجد الله ! فقال له المؤمن بسعادة وطمأنينة: لن يكون اسوأ من موقفك اذا مت ووجدت النار "

أولا , هذه مغالطة منطقية : "مغالطة التوسل بالخوف أو بالتخويف، وهي تحصل حينما يُعتقد بأن مجرد وجود التخويف أو التهديد في سياق الدعوى، فهذا يجعلها مقبولة . وهذه المغالطة تسير على النحو التالي :
يتم طرح دعوى (ص) - باعتبار أنها مخيفة أو تثير الرعب والفزع - .
إذَاً، دعوى (س) صحيحة .

وهذا يعتبر مغالطة لأن إثارة الخوف والفزع في نفوس الناس لا يمكن ان يكون دليلاً على صحة الدعوى . وهنا يجب التفرقة بين ما يسمى سبب عقلاني للتصديق وهو تصديق قائم على الدليل، ويقود بشكل منطقي وعقلاني إلى الدعوى، وبين سبب تحوطي للتصديق وهو قائم على وجود دافع، فقبول الدعوى بسبب عوامل خارجية (مثل تهديد أو خوف أو مصلحة أو مفسدة قد تنتج عن قبول الدعوى) وهذا يتعلق بقيم الشخص ومبادئه، وليس بصحة الدعوى من خطئها. فارتكاب هذه المغالطة يتم دائماً نتيجة للنوع الثاني. "

ثانيا , لا يوجد إله واحد, بل الاف الالهة والديانات التي تعد اتباع الالهة والديانات الاخرى بالجحيم والعذاب الأبدي ! فلنفترض وجود 3999 إله و احتمال واحد في عدم وجوده أو في أن يكون إله الربوبيين الذي لم يعد الجنة او الجحيم للإنسان . نسبة إحتمال أن يكون اعتقاد المؤمن صحيحا هي 1/4000 مساوية لنسبة إحتمال ان يكون الملحد او الاديني على حق ! للنجاة من الجحيم يملك المؤمن نسبة 2/4000 اي في ان يكون إلهه صحيحا او إلى العدم .

ثالثا , العمل برهان باسكال من النفاق وضعف الإيمان وهو امر ترفضه الالهة التي تريد ان يعاملها اتباعها بحب وصدق واخلاص وانسجام مع الذات . اذا نسبة احتمال نجاة المؤمن تصبح مساوية لنسبة إحتمال نجاة الملحد 1/4000 وهو احتمال ان لا يكون هنالك اله ( أو ان يكون هنالك إله الربوبيين الذي لا يهتم بعبادة الإنسان له ) . إله الديانات لن يسعد إذا عامله عبده برهان باسكال . لذلك لا بد على "الدينيين" ان يتوقفوا عن إستعمال هذا الرهان الفاشل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انطلق بدون خسارة
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 1 / 30 - 16:57 )
في الصناعة والمنشات نعمد دائما الى احتياط معامل الامان ولا يكون اظلاقا حتميا وانما ناخذه من مبدا على فرض ان حصلت قضية ما فوق التصور وهي لم تكن من باب الاحتياط الحسابي والا لحسبناها ودخلت في معادلة العمل
قضية الشك والظن مشروعة بل وضرورية للتخطيط لانك تتعامل مع ما سيحدث توقعا
وخلال التخطيط ينقسم المخططين الى اقسام ليست متناقضة بل متفائل واكثر تفاؤلا
وخاصة في الاعمال المالية والمصرفية، فاتحدى اي مسؤول مهما كانت منزلته ان يعرف سعر اليورو على الدولار بعد ساعة من الان بالتحديد للاربع خانات عشرية، فلو عرفها احدهم لاصبح مليارديرا وخاصة بسوق الفوركس، فهناك المتوقع او الادق توقعا
والذي شكل قضية الزاد التحوطي ليوم القيامة دفاع الانسان عن طريقة تفكيره بضرورة ضم دالة الشك لاثبات اليقين والتي ان تجولت في محاور الموقع كافة لوجدتها هي الالية العامة في كافة المقالات والكتابات لادراك الحقيقة
لذلك من باب المحاكاة لانسان تتفاوت القناعات عند افراد جنسه او حتى عنده نفسه مع تغير الزمن قيلت هذه العبارة كاداة استعانة للقفز عن طول الانتظار في محطة الشك المقعدة عن الحركة ان امتد زمانها بمعنى انطلق بدون خسارة

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة