الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريتي في تحرر جسدي

هدى الحديوي

2014 / 2 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حريتي في تحرر جسدي

الجسد هو ملكي فكيف تجعل منه محركا لشهواتك و غرائزك و رغباتك بأي حق و من أين استمدت هاته المشروعية المجحفة ، ؟؟؟
لماذا لا يمكن للمرأة أن تتحرر بجسدها و تعتبره ملكا لها و تتملص من كل القوانين الاجتماعية و الشرعية التي تطالبها دائما بالتستر و تغطية جسدها بالكامل و كأن ذلك الجسد هو رمز الجنس و الفساد والانحلال ؟ ألا يطرح هذا تساؤلا لماذا الرجل العربي لازال ضعيفا أمام جسد المرأة ؟؟ و يطلبها دائما بتغطيته ألا يستطيع ان يتمالك نفسه لو رأى اي جزءا منه متحررا ، اين يكمن الخلل هل في الجسد البيولوجي أم في الوعي الفكري و الثقافي ،؟؟؟؟
لم تتغير مجتمعاتنا عامة في النظر الى الأمور التي تهم جسد المرأة فقد ضل مصيطرا عليها محرومة لعقود من ولوج المجال العام الذي هو مجال ذكوري بامتياز خوفا من الفساد داخل المجتمع ، فالرجل العربي يعتبر خروج المرأة اليوم للعمل و دخولها المجال العام هو سبب من اسباب الانحلال الاخلاقي و انحلال القيم داخل المجتمعات العربية
فالحجاب كذلك هو فرض تم من داخل المجتمع ، و كان شرطا أساسيا للسماح للمرأة بالخروج و ممارسة الحياة العامة ، إن القيمة الرمزية للحجاب تكمن أنه يحمي الرجل بالدرجة الأولى و ليس المرأة ، لأن رؤيته لجسدها أو شعرها ستتير غريزته التي لم يتعلم كيف يتحكم بها، لذلك كان الأفضل له أن يأمر المرأة بالتستر بإظهارها لعين واحدة فهي تكفيها لترى الكون بل لا يهم إن رأته فالمهم أن لا يرها الرجل فيفتتن بها لأنه لم يتعلم كيف يضبط شهواته فقد كانت دائما تمنع عنه رؤيتها لكي لا يسقط في المعصية

فالثقافة و المجتمع هما المحددان الأساسيان للجسد الأنثوي الذي تم تصنيفه ضمن لائحة المحذورات و المحرمات، فثقافتنا اعتبرته سبب الفساد لذلك تمت محاربته من دخول المجال العام و الاحتكاك مع الرجل في ميادين العمل ، لكي لا تقع الفتنة و المعصية ، مكرسين بذلك دونية المرأة لسبب و حيد يرجع الى ان جسدها هو رمز الشهوانية ...وحتى إن خرجت ف عليها التحجب لان الحجاب هو الذي سيحمي الرجل من الوقوع في المعصية التي يربطها دائما بالمرأة،
ان التحرش الجنسي هو سبب من عدم احترام جسد المرأة ، ووضعه في خانة المدنس ، فالجسد يدنس عندما يخرج الى الشارع أو المجال العام ، لذلك يمتلك هو حق التحرش و التلاعب به باعتباره تجاوز للخطوط الحمراء التي وضعها المجتمع و بالتالي دخل في خانة مدنس،
إن اعادة رؤيا جديدة للجسد شيء مهم فمن خلاله ستتمكن المرأة من التحرر بجسدها و ابعادها عن تلك النظرة الشهوانية و اللاأخلاقية ، التي بقيت رهينتها و لازالت ، تعاني منها في كل مرة تخرج الى الشارع ،

هدى الحديوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إطلاق مشروع -الدار البيضاء آمنة- من العنف ضد النساء


.. تونس: -موجة مفزعة- من جرائم قتل النساء في 2023 • فرانس 24




.. خالد أبو بكر: الأردن بلد شقيق له معزة خاصة في قلوب المصريين


.. الحب وحده لا يكفي.. لإنجاح الزواج | #الصباح_مع_مها




.. ملكة جمال إسرائيل بين المتضامنين مع فلسطين: أنا أخدم بالجيش