الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيُّها الغيارى، أحسِنوا الاختيار

مديح الصادق

2014 / 2 / 2
المجتمع المدني


يا أبناء شعبنا العراقي الأبي بكافة طبقاته وشرائحه وقومياته وأديانه وتوجهاته
لقد أثبتت لكم تجربة الأعوام العشرة منذ سقوط النظام الفاشي لحد الآن أنَ
المشروع الطائفي الشوفيني الذي جاء به المحتل، وباركته دول الجوار الطامعة
في تقسيم العراق؛ قد أثبت فشله الذريع، وكبد شعبنا الخسائر الجسام على
كافة المستويات، الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، وانتزع منه
أهم دعامة في الحياة؛ الأمن والاستقرار، وأشاع الفتن والاحتراب الطائفي وما
أفرزه من استهداف للمدنيين، وليس للسياسيين والحاكمين، ودمر الاقتصاد
الوطني، وفسح المجال للأحزاب الحاكمة وأتباعها في السلطة لنهب المال العام
وتدمير البنية التحتية، وما مهد لذلك سياسة تكميم الأفواه، وإسكات أصوات الحق
بوسائل لا إنسانية، ومنها الاغتيالات، وساعد على تغلغل قوى الإرهاب التي
وجدت لها مواطئ أقدام في أماكن يُفترض أن تكون ضدها؛ ما فتح جبهة لاستنزاف
الطاقات المادية والبشرية، وتعريض الأبرياء للقتل والدمار، وأهملت مرافق الخدمات
وأهمها قطاعا الصحة والتعليم، وأشيعت البطالة والبطالة المقنعة، وتبوأت مراكز
حساسة في الدولة كوادر غير مؤهلة سوى للحقن الطائفي لا غير، وغير ذلك
كثير مما أنتم عليه مطلعون.
لكل ما تقدم فإن المرحلة المقبلة، مرحلة الاختيار المصيري المحتوم؛ تستوجب من
كل عراقي حر شريف، مهما كان توجهه أو انتماؤه؛ أن يتجرد من عواطفه الطائفية
أو القومية، أو القبلية، أو المناطقية؛ فيحسن اختيار من يجد فيه الكفاءة والمؤهلات
التي تمكنه من القيام بدوره في إنقاذ الشعب من المصير الذي قاده إليه دعاة
المشروع الطائفي البغيض، ومن وقف خلفهم من دول الجوار، إضافة للمحتل الذي
ترك البلد في دوامة تتيح له استنزاف ما بوسعه من ثروات.
علينا - نحن العراقيين - أن نشارك بفعالية غير مسبوقة، واندفاع وطني كجزء
من وفائنا لوطننا في الانتخابات القادمة، وأن نحارب كل دعاة الإحجام والتلكؤ
الذين يشيعون اليأس والقنوط في نفوس البسطاء، ويستغلون تجربة البرلمان
السابق الفاشلة للدعوة لمقاطعة الانتخابات، كما يتوجب علينا كشف كل ما
من شأنه محاربة التيارات المدنية والعلمانية بحجة محاربتها للدين، وما هي
بمحاربة للدين؛ لكنها تدعو لفصل السياسة عن الدين، وقد لمسنا لمس اليد
ما تركته هيمنة الدين على السياسة من خراب ودمار وضياع، فالدولة المدنية
لا تُناقض الدين؛ إلا أن دور رجل الدين فيها في الشارع أو في بيت الدين، وليس
في مفاصل الدولة التي لا يديرها سوى أصحاب المهنة والاختصاص.
لقد قدم التحالف المدني الديمقراطي برنامجه الذي سيخوض بموجبه الجولة
القادمة لانتخابات البرلمان العراقي إذ سيحدد مستقبل العراق القادم على
أساسه في حال تمكن مرشحوه للوصول إلى قبة البرلمان حيث تصاغ أهم
القرارات التي تقود إلى بناء الدولة المدنية، دولة المواهب والكفاءات، دولة
يحكمها القانون وليس الطوائف والميليشيات والنزوات، دولة يكون فيها بنو
آدم هم الوسائل وهم الغايات، دولة اقتصادها متين الإنتاج وليس استهلاكيا
يعتمد الثروة التي هي ملك لكل الأجيال، المجتمع المدني الديمقراطي بكل
ما يعنيه من احترام لإرادة الإنسان، وضمان حقوق كل فرد فيه، الطفل والشيخ،
الرجل المرأة، العامل، الفلاح، الكاسب، الطالب، الجندي، رجل الأمن، المثقف،
الفنان، والسياسي، دون تهميش أو تمييز، القانون هو السيد فوق كل اعتبار
فمستقبل بلدكم وشعبكم مرهون بما سيكون اختياركم، فلا أظنكم إلا وعاةً
تجيدون اختيار من يستحق أن تغمسوا له الأصابع بالحبر.
شباط 2014
مديح الصادق، ناشط مدني، كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون