الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية ... وسيلة السعادة.

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2014 / 2 / 2
المجتمع المدني


الحرية ليست وسيلة للعيش. وإنما هي وسيلة الوصول للسعادة. كلنا في الحياة نعيش. لكن ما مقدار السعادة التي حققناها من خلال طريقة العيش هذه؟ هناك طرق متعددة يُمكن من خلالها الحصول على المُتعة والوصول لقمة النشوة واللذة. لكن السؤال الذي يراود الجميع. هل اللذة هي السعادة ؟
قال الشاعر:
ولستُ أرى السعادة جمعُ مالٍ ... ولكني أرى التقي هو السعيدُ
اللذة آنية، وليدة اللحظة، وقد تكون اللذة من جماع أو طعام، أو كلام ... وكل متعة بحسب المتمتع بها.
لكن السعادة أبعد وأوسع وأشمل من اللذة الآنية، بنت اللحظة. على العقلاء الدوران في فلك الدائرة الأوسع دون التموقع في نقاط الدائرة الأقل اتساعاَ.
وبقياس آخر ... تكون اللذة فردية، تختص ب(الأنا)، والسعادة جمعية. تشمل الجميع. ففوز المنتخب في مباراة كرة القدم يحقق السعادة لملايين الناس، وفي نفس اللحظة، يشعر كل لاعب مشارك، بلذة الفوز. ولذا يرتفع أدرينال (الأنا) الفردي، وليس (الأنا) الجمعي. ((فالأنا الفردي= اللذة)). وهو يختلف عن ((الأنا الجمعي= السعادة)).))
وهنا، أنا لا أريد التقليل من قيمة (الأنا الفردية).بل، بالعكس. أنا أؤمن، أن الأنا تدفع بالمجتمع نحو التطور والتطوير. لأن كل (أنا) تُريد أن تُثبت وجودها في قبال باقي (الأنوات). وبهذا يُمكن دفع وتطوير المجتمع. لكنه يُصبح مجتمع (أنوي)، باحث عن (الأنا) الفردية، والتي تتساوق مع اللذة. بخلاف الأنا الباحثة عن السعادة في المجتمع، كسعادة مجتمعية تتحقق من خلال الفرد.
اليبرالية- في أبسط تعريفاتها: هي طريقة في التفكير تدور حول الإنسان والسياسة أو حول الاقتصاد. وبحسب التعريف، يكون جوهر عمل الليبرالية هو الإنسان. وليس المال او رأس المال، كما يصور البعض من أن الليبرالية هي، دعوة لسحق المجتمع، حيث يغلب رأس المال على كل قيم فكرية أو إنسانية!.
الأيمان بالليبرالية، هو الأيمان بضرورة تحقيق السعادة والرخاء للإنسان من خلال تنمية عمل الفرد. وعمل الفرد بالنتيجة يصب في خدمة المجتمع. فالفرد الذي يعيش في مستوى اجتماعي متوسط أو مرتفع نسبياً. سيخفف عن الدولة وعن المجتمع الكثير من النفقات والاعباء، وأكيد سيساهم في تنمية المجتمع من خلال المساهمة تنمية رأس المال الذي- بكل تأكيد - سيكون بحاجة لليد العاملة- ماهرة/ غير ماهرة-. وبالتالي سيساهم في التنمية من خلال تنمية رأس ماله ومن خلال فتح قنوات لتشغيل اليد العاملة وفتح الأسواق الجديدة، ودخول رؤوس أموال للمساهمة في التنمية- استيراد/ تصدير-.
الحرية وسيلة للعيش، لأن الأحرار يُبدعون. أما العبيد فيكدحون. (العبد) لا يستطيع ان يُفكر خارج دائرة سيده. بخلاف (الحرّ) الذي لا يمكن - ولو تحت أسوء الظروف - أن ينزلق فكرياً خارج دائرة التفكير والعقلنة. لا يمكن ان ينزلق لمستوى العبودية الفكرية فضلاً عن العبودية الجسدية المهينة.
العمل شرف، لا شبهة ولا إشكال في ذلك...
لكن العبودية ليست عملاً، ولا هي بيع قوة العمل كما هي عند البروليتاريا. لذلك لا يمكن اعتبار الثوار الذين شاركوا في (ثورة الزنج)، وكذلك الحال مع (سبارتكوس). ليس لأن التسمية (بروليتاريا) متأخرة زمناً عن الزنج/سبارتكوس. بل لأن البروليتاريا كانوا أحراراً، يملكون ما يبيعونه (قوة العمل). اما الزنج فكانوا عبيداً، اقنان، لا يملكون ما يبيعونه، بل هم أنفسهم، سلع تُباع وتشترى!.
هناك بون شاسع بين من يملك وبين من لا يملك ... بين المالك والمملوك ...
في الإسلام، من يولد من أبوين مملوكين، فهو مملوك بالتبع !.
كيف/ لماذا/ لا أدري....
لكن العبودية ليست شرفاً طالما كانت قيداً ورقاً. علينا نحن كنخبة – بحسب المدعى- ان نسعى لتحرير المجتمع من نير العبودية، وأن نكسر كل قيود المجتمع المتخلف. علينا أن نسعى للبناء والعمل والأعمار. البناء الفكري والحضاري هما عماد بناء أية أمة وهما سبب نهضة المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع