الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهوة الطريق سارة العقاد(2)

شوكت جميل

2014 / 2 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المقال أمتداد لحديثنا السابق عن أطوار و خصال سارة كما تقدمها الرواية،و كانت وثنيتتها آخر ما توقفنا عنده المرة الفائتة،أما اليوم فنأتي على ذكر صفةٍ مخيفةٍ لسارة و من شاكلها من النساء،و الحق أنها صفةٌ مميتةٌ بلا ريب؛ قد تفزع و تنفر أكثر الرجال ولعاً بهن من ناحية،و قد تكون سبباً لعشقهن من ناحية أخرى!..إنها " الأنانية المهلكة".

و المرأة من هذا الصنف، لا تقنع بنصف حياة الرجل و لا تسعة عشارها،فلا ترتضي إلا أن تملك عليه قلبه و عقله و كيانه بالكلية؛ثم هي لا تبالي بعدها على أي وجهٍ ملكته؛فإن لم تكن مصدر سعادته، فليس بأقل من أن تغدو مصدر تعاسته، و إن لم تبلغ موضع توقه و ولهه كله،فليس بأقل من أن تبات موضع بغضته و كراهيته كلها،و إن لم تستطع أن تصبح جنته، فلتبت جحيمه إذن، و إن لم تكن رفيقته في فردوسه،فلتحيلنَّه سعيراً ،رفقته فيه ،زبانيه الجحيم يسومونه العذاب...و غايتها من ذلك كله، أن تطغى على مسرح حياة الرجل، و أن تتوج كأبرز ممثلة في مشاهده ، غير عابئة،أكان عليها جناح ملاك أم ذيل شيطان...

ليس ذلك ببعيدٍ عما قاله البعض بأن المرأة قد تغفر كل شيء، و لو العداوة و لو الإهانة و لو الخيانة،إلا أنها لا تغفر تجاهلها قط، فحضورها في حياة الرجل فوق كل شيء لديها،و علينا أن نعود إلى الراوية،لنسمع ماذا قال العقاد في سارة أو حواء التي يراها في سارة:
((حواء أخرجت من جنة،و بناتها كل يوم يخرجن من جنات..فهل المرأة ضرة الجنة تغار منها غيرة الضرائر؟لا ندري.و لكنها هي المرأة أبدا لا تريد للرجل أن ينعم بغير نعيمها،أو يسعد بغير سعادتها.و ليس يعنيها أن تفرح معه كما يعنيها أن تكون سبب فرحه و ينبوع سعادته دون كل ينبوع.و ربما أرضاها أن تكون سبب ألمه و ألمها،و لم يرضها أن تشاركه السعادة الوفية،إن كان للسعادة سبب سواها))..

و في موضع آخر من الرواية_ و إن كان في غير الغرض السابق_ نستشف منه كيف يفرق العقاد بين العاطفة"الباذلة"،و العاطفة الأنانية،فيقول:
((و ربما خرج الرجل الواحد من المنزل تنتظره فيه أم حنون و زوجة..،فإذا تأخر من موعد الإياب فأول ما يخطر على بال الأم أن ابنها قد أصابه مكروه،و أول ما يخطر على بال الزوجة أن زوجها يعبث و يعربد،و لا يمكن أن يكون الرجل رجلين في الرشد و الحصافة القدرة على دفع الأخطار و إنما اختلف التوقع باختلاف الشعور و الخشية..فتتوقع الأم المكروه لا تبالي سواه و تتوقع الزوجة العربدة لأنها تخشي العربدة و لا تبالي سواها،و لا يسوؤها أن يصاب زوجها البغيض كما يسوؤها أن يصيبها في غيرتها و كرامتها الزوجية))..
على كل حال كان هذا رأي العقاد،و فيما يظهر أنه لم يخبر القاهرة في عصره ما نخبره نحن الآن،من شذوذ الأمهات عن فطرتهن،فينبذن أطفالهن حتى أكتظت بهؤلاء المساكين الصغار قارعات الشوارع .
...يتبع









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني