الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هى أسباب إستضعاف المجتمع للمرأة؟

ماريو أنور

2005 / 6 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


إذا كانت الصورة الشائعة عن ضعف المرأة تتنكر بهذا الشكل لواقع طاقاتها الفعلية , فلابد من عوامل قوية قد أدت إلى هذا التشويه . ولسوف نجتهد فى تبيان عدد منها فى ما يلى:
1 - المرأة أضعف عضلياَ من الرجل
فالمرأة أضعف عضلياَ من الرجل , إذ أن نموها العضلى لا يتعدى معدله ثلثى معدل نمو الرجال و ذلك بفعل عوامل هورمونية تعود إلى تفوق كمية الهورمونات الذكورية لدى الرجل ( مما لا يعنى أن المرأة أضعف جسدياَ بشكل عام , إذ أن هناك مؤشرات توحى بعكس ذلك , منها تدنى مستوى الوفيات فى السنة الأولى من العمر عند الآناث منه عند الذكور , و إرتفاع معدل متوسط العمر لدى النساء منه لدى الرجال ) .
و قد كانت القوة العضلية فى ما مضى , أساس العمل المنتج و أساس الدفاع عن النفس و عن الجماعة . من هنا أن الرجال تفوقوا فى هذين الميدانيين الحيويين و استضعفوا بالتالى المرأة التى لم يكن بوسعها أن تجاريهم فيهما , و هكذا توصلوا إلى أن يحددوا لها موقعا هامشياَ فى مجتمع سمحت لهم قوتهم العضلية بالآستئثار بسيادته دون منازع . و لكن الظروف تغيرت بفعل بروز الآلات التى خفت كثيراَ من أهمية القوة العضلية , إن فى العمل المنتج ( الزراعة , الصناعة ) أو فى الحرب . و مع ذلك , فقد بقيت الصورة القديمة , صورة تفوق الرجال , سارية , بفعل قوة الاستمرار , بعد زوال مبرراتها , وفق قاعدة سوسيولوجية عامة , هى قاعدة تخلف تطور التصورات الجماعية عن تطور الظروف الموضوعية التى نشأت فيها .
2 – خوف الرجل الخفى من المرأة.
وهناك سبب لا يستهان به لاستضعاف المرأة , كامن فى ذاتية الرجل , ألا و هو خوفه الضمنى من قوة المرأة . فالرجل , فى قرارة نفسه , ينسب إلى المرأة قوة خارقة ذات طابع أسطورى ( تجلت قديماَ فى الآلهات التى تعبد لها البشر قبل تعبدهم لآلهة ذكور ) لا تعدو كونها صورة معكوسة لما يعتريه حيالها من شعور مبهم بالضعف . فهو بالفعل يسقط على المرأة صورة احتياجه الشديد إليها على الصعيدين الجنسى و العاطفى , كما و على صعيد رغبته فى تخليد إسمه بذرية له ( فالرجل , فى قرار نفسه , لا يقبل بيسر كون المرأة تستاثر وحدها بالقدرة على الآنجاب ) . و لا يسعنا أن ندرك أبعاد هذا ألآحتياج كاملة و شدة و طأته على الرجل , الا إذا علمنا أنه يرتبط , فى أعماق عقله الباطن , بآثار خبرته الأولى , خبرة ارتباطه الشديد , عندما كان رضيعاَ , بالأم التى كانت تتوقف عليها آنذاك حياته و إنشراحه و طمأنينته بحيث أنها كانت تملك عليه اقتداراَ شبه مطلة فيتصورها ( أو بالأحرى يحياها ) جبارة كلية الاقتدار . المرأة توقظ لدى الرجل أثر (( الأم الهوامية )) هذه فيشعر , من جراء ذلك , أن بيدها مفتاح سعادته و شقائه , و أن بوسعها أن تبنيه أو تحطمه , فيخشى ذلك الاقتدار الذى ينسبه إليها , و يسقط عليها خشيته هذه فيتصورها كائناَ مرعباَ .
جملة القول أن (( الرجل يحسد المرأة و يرهبها بآن )) . و من مؤشرات موقفه هذا عبارات مشهورة و شائعة , مثل (( فتش عن المرأة )) أو (( المرأة شر كلها و شر ما فيها أنه لابد منها )) , هذاالوجه المرعب للمرأة جسدته الأساطير أيضاَ , مثلاً , فى الأوذيسة , صورة (( سيرسيه )) الساحرة التى كان بمقدورها أن تحول الرجال إلى خنازير , و فى ذلك إشارة الى استعباد المرأة للرجل يتسلطها على غرائزه و اختزاله بالتالى فى حيوانيته . و فى الأوذيسة نفسها تتمثل غواية النساء المميته فى صورة عرائس البحر و يتحدث أغاممنون , الذى فتكت به زوجته , عن كيد النساء .
من هذه الصورة المرعبة عن المرأة التى صنعها خياله , يحاول الرجل أن يحتمى باعتماد نقيضها ,, فيلوذبفكرة (( المرأة الضعيفة )) مداراة لخوفه من (( المرأة المرعبة )) , و يخفى عليه أنه , بذلك يهرب من أسطورة إلى أسطورة , و يدور فى دوامة الوهم . يقول الخصائى النفسى بيار داكو بهذا الشأن :
(( .... لقد اعتبر الذكور دوماً أن (( النسل )) ( الانثوى ) خطر ( .... ) فكان ينبغى بالتالى تحييد تلك الأنثى المخيفة و إستعبادها . و كانت الوسيلة الفضلى لذلك اتخاذ قرار بدونيتها , مما يسمح , بالآضافة , بإستعبادها إلى مسافة محترمة ( ... ) و قد انتهت النساء إلى التصديق بأنهن (( من رتبة أدنى )) لكثرة ما تردد ذلك على مسامعهن فاحتقرن أنفسهن فردياً و جماعياً . لذا تغمر المرأة مشاعر الدونية منذ طفولتها ....)).
هذا و أن الرجل يتوهم أنه , بإستضعاف المرأة على هذا المنوال , يتمكن من إخضاعها لمآربه فينال منها ما يطلب من راحة و هناء بشكل مكفول و مضمون ( و كأنه دجن (( المارد )) و جعله رهن اشرته )) . و يغيب إذ ذاك عن باله أن الكائن الآنسانى لا يملك كما تملك الأشياء , إنما يعطى ذاته تلقائياً لمن يشاء , و أن السعادة لا تنتزع عنوة من المرأة بل تنبع من التجارب الحر الطوعى بينها و بين الرجل الذى تحبه , بالمقابل , تدفع دفعاً , إذا ما أحست أن الرجل ينظر إليها نظرته إلى متعة و ملك ,إلى الاستماته فى تأكيد استقلالها بما ملكت يدها من أسلحة , فتقاوم الرجل بكيدها إذا لم تستطع أن تتصدى له بوجه مكشوف , و تتسلط عليه بإغرائها إذا ما أعجزها اقتداره ( قصة شمشون و دليلة ) , و تنكد حياته بسلبيتها و شكواها و مطالبها التى لا ترتوى . و بذلك تبرر الصورة المرعبة التى رسمها عنها و تدفعه بالتالى إلى مزيد من الآنتقاض لها , و هكذا دواليك فى دوامة مهلكة للطرفين........ التكملة في المقالة التالية.,......................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الفتاة التي اختارها بيو من أجل جاك ??


.. لحظة وقوع انفجار في خاركيف إثر هجوم بالقنابل الروسية .. ونجا




.. مشاهد دامية من مجزرتي مخيم الشاطئ وحي التفاح في غزة


.. متظاهرات المرأة تناضل لإبراز دورها في سبيل تحرير القائد أوجل




.. إحدى الطالبات شهد البحراوي