الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أحفاد الوثنية
صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية
2014 / 2 / 4الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء ف الوثنية كمان عُرِّفت لنا على أنها عبادة الأحجار والأصنام وليس هذا المعنى الكامل او الشامل فهي بنواة التعريف عبرت عن عبادة لغير الله او وسيلة للتقرب الى الله ليست في مكانها، فالأصنام لم تُصنع من الحجر فقط ليتم انتقاص التعريف بل من التمر احياناً – غريب كيف يأكل الصانع ربه! - وربما الخشب وأي شيء أخر ممكن، فليست الفكرة بالمادة بقدر المعنى. ولست بصدد الحديث عن كيفية النشأة والتطور في هذه العبادات التي وإن عَّرفناها بعبادة الشجر والحجر فهي أعمق من هذه السطحيات، فالوثنية لا ولم تنتهي بمجرد كسر هذه الحجارة وقطع الاشجار أو احراقها أو حتى تغيير المعالم واسمائها. فليست المشكلة بالحجارة فالوثنية حتى الآن وإن اختلف شكلها فالنواة انتقلت من جسد الى جسد من من شكل الى أخر دون تغيير متأصل في الادراك العقلي. فهناك وثنية انتقلت من سيد القبيلة الى رئيس الدولة أو زعيم الطائفة أو رجل الأمة أو قائد الميليشيا أو شيخ الحي أو كلها مجتمعة تُعبد في المساجد والطرقات والندوات ودور الاجتماع. فهي وثنية اسوأ من السابقة لانها تفترض عبادة العبد والدعاء له في بيوت الرب. وثنية تقدم البشر قرابين للبشر وتدعوا لهم دون الله والبشر.
وسأخصص حديثي هنا ساكني ما بين موريتانيا غرباً والعراق والخليج شرقاً لجماعة من البشر سكنت وتسكن هناك سُميوا بالعرب عَرفوا الوثنية وخلقوا طقوسها حتى مجيء الإسلام الذي أراد تحرير الناس من هذه العبادة وتكسير هذه الاصنام وافتراضاً إنكسار التوابع الفكرية والعقائدية، الخروج من الوثنية والشرك الى التوحيد، - وإن تشابهت بعض العادات والعبادات الإسلامية بما اعتاد عليه الناس قبل الإسلام - وانتهاء هذا النوع من العبادات والى الأبد في نظام أفضل واكثر عدلاً وعدالة اجتماعية في حينها. وعلى ما يبدو فإن هذه الخُرافات لم تنتهي في اللاوعي لهؤلاء القوم على مدى الزمن فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبدء الخلافات والمشاكل المختلفة من مرتدين ومن ثم قتل الخلفاء والخلاف بين علي ومعاوية وغيرها على مدار حُكم "الخُلفاء" من امويين وعباسيين ومماليك وزنكيين وعثمانيين وصفويين حتى عصرنا الحالي. وعلى مدار هذه الأزمنة كانت عبادة الاصنام لم تنتهي بل اختلفت المسميات والأساليب والطرق، لكن ليست هذه هي الفترة الزمنية التي نبحث عنها.
فالفترة التي نعيش الآن ليست الى حالة متطورة بنيانياً، بابقاء عادات وعبادات افترضنا سابقاً انها انتهت اتضح انها متأصلة في من اسميهم "احفاد الوثنية" والذين بتعريفهم هم اولئك العابدون لعبد والساجدون لصورة والراكعون لعقيدة، فقد وصلنا الى نتيجة مفادها اصنام بشرية وكأنها متلازمة عند العرب أن يعبدوا ما دون الله فنرى القاتل باسم زعيمه ونرى السارق باسم سيده ونرى المجرم والارهابي ل جنة صنمه، والإختلاف مهما تحركنا في المسار الزمني لا يعد اكثر من تغيير فمن كان يجيب هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا، حفيد له في مكان ما اخر يعيد لنفس العبادة في هذا الزمان دون فقه او تفقيه كعبدة عبد الناصر وياسر عرفات والبعث واليسار واليمين والملوك والحُكام والانقلابيين وبعض شيوخ الاسلام إن سالتهم ما تعبدون؟ يُجيب: هذا ما أوجَّدنا عليه أسيادنا. وأنشأتنا عليه احزابنا. بإيمان اعمى عن الإنسانية وعقيدة صماء في المغزى.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز