الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحولات الثقافية الهامة للمجتمع المصرى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2014 / 2 / 4
المجتمع المدني


ظاهرة التحولات الثقافية the culture فى المجتمعات الانسانية هى محطات هامة فى تاريخ الشعوب .
وبالنسبة لمصر ..فى عهد الاسرة الثامنة عشر كان المصريون يعبدون عدة الهة وعلى راسها الالهه امون ... ثم جاء اخناتون وزوجته نفرتيتى بفكرة الاله الواحد اتون ..وحاولوا ان يفرضوا فكرتهم على عامة الشعب بالقوة .. واتناء ذلك حدث بمصر اضطرابات اجتماعية شديدة كما انهم قاموا بتدمير كثير من المعابد الخاصة بالاله امون وقاموا بانشاء مدينة جدبدة بدلا من مدينه طيبة التى كانت معقل امون .... ويعتبر بعض المؤرخين ان اخناتون هو مؤسس فكرة التوحيد للاديان الابراهيمية التى تلت عهده..وتوفى اخناتون فى ظروف غامضة فى السنة السابعة عشر من حكمه لتتولى نفرتيتى الحكم بعدة حيث تراجعت تدريجيا عن فكرة عبادة اتون الاله الواحد وسمحت باعادة معابد الاله امون مرة اخرى وسمحت للكهنه بممارسة شعائرهم الدينية لامتصاص الغضب الشعبى .. ولكن فى غضون سنوات قليلة اختفى تاريخ نفرتيتى فى ظروف غامضة فى النقوش الهيروغليفية وقد يرجع ذلك الى اغتيالها على يد الشعب الساخط الغاضب .
كان ذلك العهد او هذه الفترة التاريخية هى من اقدم المحطات التاريخية الهامة بمصر والتى تم فيها محاولة تغير الثقافة المصرية بالقوة ولكنها باءت بالفشل وان كانت قد تركت اثرا تاريخيا بمنطقة الشرق الاوسط كفكرة الاله الواحد .
وقبل الاستعمار الرومانى ودخول المسيحية كانت فكرة الالهة والحياة بعد الموت مسيطرة على عقول المصريين فبرعوا فى علم الطب والتحنيط لخدمة الانسان المصرى عندما تحاسبة الالهه بعد موته كما برعوا فى الكيمياء والهندسة واقاموا معابد وتماثيل عملاقة واهرامات بعتبرها العالم حتى الان من المعجزات نظرا للعهد التى تم بناءها فيه ... وللاسف الشديد النبوغ المصرى والعبقرية المصرية انحصرت معظمها لخدمة اعتقادهم الدينى فقط ولو كانت موجهه لحياتهم الحاضرة لكانت حققت معجزات اكثر.
المحطة الثانية الهامة فى التاريخ المصرى عندما تحولت مصر الفرعونية ايام الاستعمار الرومانى الى المسيحية واصبح غالبية سكانها من المسيحين وبعض اليهود وبعض الذبن ظلوا يحتفظون بالعبادات الفرعونية .. ويرى د . يوسف زيدان انه خلال هذه الفترة قد حدثت بعض تجاوزات من المسيحين المتعصبين ضد الغير مثل قتل الفليسوفة هيباتيا ويرى البعض انها كانت حوادث فردية ولم يكن ذلك سياسة دولة .وتحول المجتمع المصرى من الثقافة الفرعونية الى الثقافة المسيحية خلال عدة قرون ببطء وهدوء .
ثم حدث الغزو العربى الاسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص .. ويرى كثير من المؤرخين انه خلال الثلاث قرون الاولى للغزو العربى الاسلامى ظلت مصر محتفظة بهويتها الثقافية كما هى من حيث ان غالبية سكانها من المسيحيين واللغة القبطية هى اللغة الرسمية فى الادرات الحكومية وبين الناس وبعضها . حيث كانت مصر بالنسبة للجزيرة العربية هى مورد وسلة الغلال والمال بالنسية لهم لا اكثر ونشر الدين الجدبد لم يكن بحتل اولية فى ذلك الوقت .
ومنذ حوالى الف عام تعاقب على مصر بعض الحكام الديكتاتوريين المتطرفيين امثال الحاكم بامر الله وابن مروان الذين قاموا بمنع اللغة القبطية من الدواوين الحكومية واحلال اللغة العربية مكانها ورفعوا فى قيمة الجزية على الاقباط .. وفى خلال سنوات قليلة حدث تغير شديد فى الهوية المصرية جراء تحول نسبة ضخمة من الاقباط للاسلام خوفا من الاعدام وبالتالى حدث تغير عنيف للهوية المصرية وترك هذا التغيير يصماته على المجتمع المصرى حتى الان .
عقب ذلك حدث سكون شديد بالمجتمع المصرى خلال القرون التى تلت هذا التحول الى ان استيقظت على غزو نابليون لمصر عام 1798 م وبعد ثلاث سنوات فقط ينجح المصريون فى طرد الفرنسسين من مصر ليتولى محمد على حكم مصر والذى لم يكن مصريا وانما جندى البانى ... ورغم ديكتاتوريته .. لا نستطيع ان نقول انه نهض بمصر وانما ان نقول انه قفز بمصر لتحتل مكانة مرموقة فى العالم فى ذلك الوقت من خلال ارسال المئات الى اوروبا للتعلم الحرف المختلفة وانشاء المستشفيات والمصانع وشق الشوارع وارسال بعثات عسكرية للسودان وتركيا وانقسم المجتمع المصرى خلال فترة حكمه والفترة التى تليه الى اقلية مرفهه ونمط حياه شبيه بالنظام الاوروبى فى ذلك الوقت وهم الاغنياء والمثقفين والاجانب وباقى الشعب الفقير المحدود التعليم ... ولكن الصراع الطبقى كان شبه غير موجود خلال هذه الفترة .كما لم تشهد هذه الفترة اى صراعات دينية حادة
وفى يوليو 1952 قام الجيش بانقلاب عسكرى ضد الملك فاروق ونجحوا فى استمالة الشعب لهم فسميت بثورة 52 وقام عبد الناصر بعمل تغيرات اجتماعية كثيرة بعضها جيد وبعضها سئ ولكنه اضاع كثير من اموال مصر فى حرب اليمن وهزيمة 67 التى لم تقتصر انها هزيمة عسكرية فقط وانما كانت ايضا هزه اجتماعية خطيرة للمجتمع المصرى .
وجاء السادات ونجح بدهائة الشديد ان يقوم بحرب خاطفة على اسرائيل فى 73 ومن خلال معاهدة سلام اني يسترجع ارض سيناء كاملة لمصر .. ولكنه كان بعانى من معارضة عنيفة من اليسار المصرى واستمع الى نصيحة احد مستشارية فى اطلاق التيار الاسلامى لمواجهه المعارضة اليسارية ... وصاحب ذلك تواجد وارتفاع اسعار اليترول ببعض الدول العربية وهجرة العمالة المصرية بالملايين اليها .
واذا كانت مصر احتاجت الى حوالى ثلاثة قرون من اول دخول عمرو بن العاص لمصر حتى وجود الحكام الديكتاريون لتحول معظم الشعب المصرى من المسيحسة للاسلام .. ففى خلال ثلاثين عاما فقط نجح تيار الاسلام السياسى فى ان يجد له موطئ قدم داخل مصر ويحدث تغيير ثقافى عميق للهوية المصرية ويصبح للتيار الاسلامى المتشدد فى مصر كلمة مسموعة وتغطى معظم بنات وسيدات مصر شعرهن ويطلق نصف الرجال فى مصر لحاهم ويحدث للاقباط كثير من التجاوزات مثل السرقة والخطف والقتل واشعال النيران فى بيوتهم ومحلاتهم ومنعهم من الوظائف العليا انه تغير جذرى فى الهوية المصرية خلال الاربعين سنة الماضية .
ان مصر تمر الان بفترة تحول كبيرة ومن الصعب التكهن بدقة الى اين ستكون الدفة ولكن هناك تحول ما سيحدث ونامل ان يكون للاحسن لان مصر تراجعت كثيرا فى الاونة الاخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: هل أصبح من غير الممكن إنقاذ المهاجرين في عرض المتوس


.. تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري




.. العالم الليلة | -هيومن رايتس ووتش- تكشف انتهاكات خطيرة لـ-ال


.. فيديو: لاجئون فروا من بريطانيا إلى إيرلندا خشية إبعادهم.. فو




.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس الشرقية بعد محاولة -متطر