الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَصد وتعليقات وفوران دمّ

واصف شنون

2014 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الشاعر اللبناني أنسي الحاج : "الشاعر لا يلطّخ يديه بالسياسة،لكنّ ظهره ينكسر من سكوته عنها وقلبه يتحطّم.الشاعر لا يلطّخ يديه بالسياسة، لكنّ روحه مطعونة بكلّ حربة."
*****
قبل يومين تم الإعلان رسميا ً عن وصية القائد الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا ، حيث أكد المحامي أن ملكيته كلها هي 7.4 مليون دولار ،وتتضمن منزل عائلي وبعض العقارات وشركة للمحاماة ، ونصفها تركها لزوجته الاخيرة السيدة غارسا ميشيل التي رافقته منذ أن انفصل عن زوجته توني مانديلا والتي هجرها بسبب اتهامات لها بادارة عصابات واعمال عنف ضد البيض بعد إطلاق سراحه من السجن ، والنصف الآخر لأولاده وأحفاده و"لطباخته " والقليل المتبقي لحزبه ، حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي قاد النضال والكفاح ضد نظام الأبارتيد العنصري ومازال يحكم دولة جنوب افريقيا ،وكذلك أوصى ببعض تركته الى ( جمعية مانديلا الخيرية ) ، نيسلون مانديلا يُعد من ابرز رجال التاريخ على مرّ العصور ، ونال إعجاب مليارات البشر وحصل على عدة جوائز لخدماته الإنسانية والنضالية وبات مثالاً للتسامح والتفاهم والتعايش والحرية ، وحاز على إعجاب الجميع بما فيهم الديكتاتوريين والديمقراطيين وبعض زعماء الأديان،وهو إبن لأكبر رئيس قبيلة في جنوب أفريقيا ، وأصبح رئيسا ً لدولة غنية جداً هي جنوب افريقيا وعاش 95 سنة ، وكل تركته هي منزل العائلة وشركة للقانون وبعض العقارات البسيطة ، بينما عضو برلمان عراقي مجاهد ومكافح ( أيضا ً ) لكنه مؤمن متعفف وهو مسؤول عن النزاهة البرلمانية باع منزله الجديد الذي بناه قبل أشهر في مدينة الكاظمية – المحيط بعشر مليارات دينار ، أي تقريبا عشرة ملايين دولار ..!!
*****
دولة سويسرا فيها 2000 موظف حكومي فقط ،بينما دولة العراق فيها اكثر من خمسة ملايين موظف حكومي ثلاثة أرباعهم بلا عمل ملموس أو حقيقي ودولة العراق رئيسها لايعرف له مصير وأحد نوابه ُمتهم بالإرهاب ووزير ماليتها أيضا ً ومحافظ بنكها المركزي مطلوب أيضا ، وفيها وزير دفاع بالوكالة ووزير داخلية بالوكالة ووزير أمن وطني بالوكالة وفيها رئيس وزراء يتبجح مبتهجا ً أنه وحزبه قد هزما العلمانيين والليبراليين شرّ هزيمة فهو رئيس وزراء حزبه فقط وليس الشعب الذي إنتخبه أو شرّع لإنتخابه بالذهاب إلى صناديق الإقتراع رغم عنف الإرهاب وسوء الأحوال ،والعراق دولة فاشلة بالتمام والكمال على كافة الصعد ولا مجال للشرح الوافي فالمعاناة والمآسي يعرفها القاصي والداني ، ومع كل ذلك َتخرج على الملأ إمرأة برلمانية حكومية تقول : "العراق هو عراق الحسين ومن لا يعجبه ذلك فليغادر!!؟" ،ومن المعروف أن عضو البرلمان يمثل الشعب وليس فقط ناخبيه ، والشعب العراقي فيه مكونات يضمن الدستور وجودها وحقوقها ، فأين يذهب من لايعجبه قول النائبة الطائفية ، حتى وإن كان من محبي الإمام الحسين بن علي !! ،هل تدفع النائبة المحترمة مصاريف ملايين العراقيين الذين تريدهم أن يغادروا جنتها ، هل هذا جزاء ملايين العراقيين الذين ضحوا بأرواحهم وعوائلهم ومستقبلهم من أجل عراق ديمقراطي حضاري متقدم ، هل على الجميع أن يكونوا منافقين وانتهازيين مثل حضرة النائبة المصونة ؟؟
*****

المشكلة العظمى ، أن جميع الرؤساء وأتباعهم لايريدون سواهم في بلاد السواد ..!!فلقد تمتع غيرهم بخيراته وحان وقتهم للقطاف فالجهاد يعني الغنيمة ..الغنيمة ..وليس البناء البناء ولا الرعاية ولا العناية ولا العدالة والله هو الجبار الرحيم وهو التواّب الرحوم .
ديمقراطية بنكهة الإبتزاز والتهميش والإقصاء والصلافة مع الف ديكتاتور وأفراخه ،بدلا ً عن ديكتاتورية بنكهة الإمتيازات وشراء الذمم والتهميش والإقصاء مع ديكتاتور أوحد ..!!













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع