الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا

اسماعيل خليل الحسن

2005 / 6 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كان عليكم ـ أيها الشهداء ـ أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا , فالكوبرا تترصّد خطاكم , و تحصي عليكم أنفاسكم , و لأنّ من مأمنه يأتي الحذر , فقد كان عليكم أن تنتبهوا إلى أشكال التخفّي التي تتقمّصها , فتارة على شكل سائق , وتارة على هيئة صديق , بل إنها قد تنام في فراش أطفالكم , وتدخل إلى مطابخكم لتغلي لكم القهوة , و تخرج مع عائلاتكم إلى النّزهة وتأكل المنقوشة و تشرب الجعة , وتناقشكم حول آخر المستجدّات السياسية , وتقرأ معكم الصّحف اليومية , و تتفرّج على القنوات الفضائية .

الكوبرا أصبحت خارج السيطرة , في يدها المال و في يدها المفرقعات , و في يدها قائمة بأسماء ضحاياها , فقبل أن تضغط على كبسة الموت في جهاز التحكم شطبت على اسم جورج حاوي وبدأت تنسج شراكها جول الضحيّة التالية , فمن تكون؟

لم يكن جورج حاوي زعيم طائفة, و قد ترجّل عن مهامّه الحزبيّة, ليتفرّغ لذكرياته, فقد كانت ذاكرته, في الآونة الأخيرة , مرجعا لكل باحث و لكلّ متذكّر, و لأن هنالك من يوخزه التذكّر, فقد قرروا قتل الذاكرة فيه , لقد فضح الشهيد الطبقة السياسية المتنفّذة في لبنان تلك الطبقة المسطّحة التي ( تستأهل الضرب بالصرماي ) لأنّها استمرأت الاستخذاء على أبواب المفارز الأمنية, و يطأطئون الرؤوس حين يسمعون كلمة زجريّة تقليعا لهم, فقد مات آخر الرجال المحترمين بعد أن قال كلمته , فإن أخطأ فهو خطأ المشروع الذي حمل لواءه , و من يقرأ التاريخ عليه أن يكون تاريخيّا في أحكامه على المشروع و على حامل المشروع .

أيها الشهداء القادمون , احذروا دكاكين الموت المنتشرة و المزروعة على مساحة لبنان , و ابحثوا عن ( أبو كلبشة ) الذي حرر ( أبو عنتر ) و ( غوّار ) من سجنهما , في مسلسل صح النوم حتى يعيثان فسادا في الحارة , فلا يفقد أهميّته , و بالتالي يستغنى عن خدماته .

جورج حاوي مع السلامة و سلّم لنا على فرج الله الحلو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال