الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياترى متى نحترم القانون بدل الخوف منه؟

عدنان جواد

2014 / 2 / 8
المجتمع المدني


يا ترى متى نحترم القانون بدل الخوف منه؟
عدنان السباهي
الخوف متغلغل في عقولنا كعرب واحد أسباب ذلك إننا تربينا عليه منذ صغرنا ، فكانوا يخوفوننا من العصا والحبس مع الفئران والجني والشيطان والنار الحارقة في الآخرة ولم يذكر احد لنا الجنان والحدائق والإزهار والهدايا كنتائج للالتزام والاحترام، لقد شكل الخوف في طفولتنا أساس علاقاتنا في المدرسة والأهل وكل شيء لابد وان تنظر للعقاب قبل فعله وليس للثواب وهذا ما جعل منا أشخاص مترددين غير قادرين على اتخاذ القرار، وفي النهاية أصبح الخوف حاكما لنا في علاقتنا مع الله والسلطة، فأصبحنا لانناقش الأفكار الدينية خوفا من الوقوع في النار ، ونخشى أن نعترض على قرارات الحكومة حتى لاندخل المعتقل، وهكذا صار الخوف محركنا وأصبحت نتيجته الطبيعية هي الطاعة العمياء للسلطة السياسية وللقيم الاجتماعية والدينية، ويمكن تلخيص الخوف لسبب واحد في أوطاننا العربية ومنه تتفرق بقية الأسباب وهو الحفاظ على كرسي الحكم الذي تملكه بعض العوائل بالقوة الغاشمة وتدعمه بالقتل والتعذيب والترهيب، ومن هنا أصبحنا ضائعين حتى في منامنا وأصبحوا هم آمنين بزرع الخوف وتغذيته في داخلنا.
وعند حدوث الفوضى العارمة بدعوى الديمقراطية والحرية وانهيار جدار الخوف تمنى البعض عودة سلطة القوة لما رأوه من اهوال وتصرفات مشينة للبعض، فالسلطة التي كانت تجعل الشرطي مخيفا والجندي مهابا ودوائر الدولة محترمة ولا احد يتجاوز على حقوق الآخرين والشارع العام لا احد يستطيع قطعه فانه يتعرض للاعتقال ، ولا يمكن لأحد أن يسرق المال العام فالحاكم ووزرائه وعائلته وأصدقائه وأفراد حزبه فالوطن مقاطعه لهم فقط والمواطنين مجرد رعايا ، أما التكلم والمساس بالسمو والمعالي والسيادة والجلالة فهذه من المحرمات التي قد يستحق مرتكبها الإعدام في بعض الأحيان كما حدث في العراق أيام حكم صدام ، فالحرية اليوم مع الأسف لم نفهمها كما فهمها الآخرين ، فتعدد السارقون وكثر الفساد في دوائر الدولة وأصبح التجاوز على الممتلكات العامة السمة السائدة وعدم احترام القانون وتطبيقه إلا بالقوة التي يتم فرضه على الضعفاء وترك الأقوياء ، وما نراه في تجاوز البعض على القوانين لانعدام الخوف، فتصور الحال في الشارع العام عندما لايوجد رجل المرور وكيف تصبح الفوضى والشتم والسب ، فمتى يتم احترام القانون من دون خوف بل نتيجة تربية يتربى عليها المجتمع على الأقل لدى الأجيال القادمة فيصبح جزا من حياتهم يساعد فيه القوي الضعيف ويحترم الحق العام وحقوق الآخرين والسير بنظام ووضع الشخص المناسب ومنحه ما يستحقه بدل تغلغل الفاسدين والوصوليين للأحزاب والأشخاص التي تمتلك السلطة والمال التي جعلت الدولة مجموعة عصابات يعين فيها غير المستحق لأنه من أقرباء المسؤول ويترك ذوي الكفاءة عاطلا بطالا ، فأصبحت الفرص الوظيفية تباع بعد أن يتم توزيع الحصص بين المتنفذين، فالقانون لفظ على الألسن ولا احد يحترمه لان السلطات ومصادر القرار لاتحترمه عندما ارتفع عدد الحيتان التي تسرق في وضح النهار فكم من مقاول كان مجرد معقب معاملات تحول الى صاحب شركات ومؤسسات وارصدة مالية في الدول الاجنبية والعربية حتى البعض منهم يقيل وينقل من المدراء في مؤسسات الدولة!!، وهذا مايحصل في الشعوب العربية، بينما الشعوب المتقدمة احترمت القانون ومنحته الثقة فوصلت إلى ما وصلت أليه اليوم من نظام وتقدم وتطور، ولكن أيضا لديهم خوف ولكنه ليس من الحاكم وزبانيته وإنما خوفا من الظروف الاقتصادية، فينبغي من الجميع احترام القانون وتربية الأبناء على ذلك لينتشر السلام والنظام والتقدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود


.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با




.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة


.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ




.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ