الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المقرئ- و -إخوانه- يدفعون الناس إلى الردة

علي جديد

2014 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الدعاية المناهضة للاما زيغ و الشيعة و المسيحيين و العجم عموما التي يروج لها الإسلاميون العرب تخلق مقادير حروب قد تخرج المسلمين من الإسلام أو تخرج الإسلام من ارض الإسلام..

المقرئ لم يأت بجديد في نعته للاما زيغ بالبخلاء, بل كباقي الإسلاميين سار على هدي مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف في الإساءة لأبناء وطنه الأصليين حين قال عن الأقباط و وطنهم مصر: "طز في مصر و أبو مصر و اللي في مصر" لان الإخوان لا يؤمنون بالوطنية و لا بالمواطنة..

لم يسلم احد قط من لسان العرب حيث لم يكونوا يعتبرون أهل السودان من بني ادم. فقد جاء في مقالة للعفيف الأخضر في "الحوار المتمدن" أن ابن كثير قال عن النوبيين /السودانيين:"إن الحبش و سائر السودان فلعمري إنهم إن لم يكونوا من نوع البهائم فما نوع البهائم عنهم ببعيد" و قد وصلت بالعرب "الفاتحين" النذالة حد تسمية بلاد الحبش ب "السودان" كناية عن لون بشرتهم انتقاما منهم لشدة مقاومتهم للغزو العربي..

الإساءة للمغاربة من ارض المشرق لم تبدأ بالإدريسي. فقد قيل أن المغربيات يذهبن إلى الخليج لا للعمل بل لتلبية رغبات الخليجيين الجنسية, و في الحقيقة لا يرى المرء أي فرق بين الدعاة الذين يحاضرون هناك لتلبية الرغبة البسيكلوجية العنصرية للعروبين ضد العجم و أي عاهرة تستسلم لرغبات قوم لوط للفوز بالإكراميات.

فجمهور الإدريسي يستلذون من سماعه يرثل عليهم النكت بخشوع ليكون الأجر مضاعفا لان كل نكتة بعشر أضعافها من الإكراميات. هنا يتساوى البائعان في الأجرة و الذنب معا. فالعاهرة تبيع الجسد و الداعية يبيع القران و كلاهما محرمان في الإسلام ليبقى "البقال" الأمازيغي أكثرهما احتراما لأنه يتاجر في الحلال كما كان الرسول(ص) يعمل مع خديجة أم المؤمنين في التجارة الحلال..

هكذا ينسف الإسلاميون العروبيون دعائم الإسلام بسيئات أعمالهم و بتكفيرهم للمجتمعات حتى أصبحوا حجرة عثرة أمام تقدم الشعوب في كل البلدان التي يتواجدون بها. و الجميل الآن أنهم في مواجهة ليس مع السلطة كما كانوا من قبل و لكن في مواجهة الشعوب و" الشعوب إذا اندفعت لا يستطيع أي احد إيقافها" كما قال نابليون ..

و هو ما حدث في الكثير من البلدان التي انتفضت للتخلص من "الإخوان" و "إسلامهم" المبني على الخروج عن اعتدال الإسلام و وسطيته و الساعي إلى تطبيق الحدود في زمن استعمال العقل في كل شيء بلا حدود, و مطالبة الناس باستبدال أخلاقهم و قيمهم النبيلة بالقيم العروبية و تبني ثقافة البداوة في عصر التكنولوجيا, هذا الاستفزاز و الاستعلاء و الإرهاب الفكري هو الذي دفع دولة تنزانيا إلى إصدار قرار رسمي بمنع كل الشعائر الإسلامية داخل البلد..

فالتنابز بالألقاب و الاستهزاء بالشعوب يكره الناس في الدين. و قد يدفع حتى بالمسلمين إلى الهجرة الجماعية إلى "ارض العلمانية" حيث يتعبدون بحرية في وئام مع باقي الديانات و القوميات.و قد يستبدلون الكتب المقدسة بكتب الفلسفة و المنطق متأثرين بأفعال الفلاسفة العظام كأفلاطون الذي قال:"لقد حاربت ثلاثة: الرذيلة.. الكراهية.. الظلم". و هو ما قام به أتباع الديانة المسيحية ضدا على اضطهاد و استعلاء رجال الدين المتزمتين حين كانوا يتصرفون كما يتصرف الإسلاميون الآن..

و إذا استمر الإسلاميون على نهجهم ستعلن دولا أخرى منعهم لهذا الإسلام الذي انزله الله حنيفا و جعله "الإخوان" عنيفا بحيث لا يستطيع التعايش مع المختلف إلا و العصا معه و قد لا نستغرب غدا إن تبعتها منظمات و جماعات إنسانية شبابية و نسائية بإعلانهم الإلحاد الجماعي أو الاحتجاج بالعري أو الإفطار في رمضان أو تبادل القبلات أمام المؤسسات كما حدث في المغرب. كما سيبدو عاديا لو سمعنا أن المسلمون العجم بدورهم قد توقفوا عن دفع الزكاة كما فعلت بعض القبائل في عهد أبي بكر احتجاجا على استئثار العرب و الإسلاميين و سوء استعمالهم للسلطة الدينية و السياسية التي و ضعوا أيديهم عليها بفضل تدفق أموال النفط و أموال الحج. كما انه من الممكن أن نسمع عن متنبئ هنا و آخر هناك كرد فعل على هذا الضخ الإعلامي المصاحب للتكفيريين و الحصار الإعلامي على المتنورين كما هو الشأن في العصور الأولى للإسلام..

لم يحرم التنزانيون إسلام محمد (ص) بل إسلام بلادن و الإدريسي و الريسوني و محمد حسان المنغلق و القرضاوي و البلتاجي الذين لا يقرؤون "جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا". إذا تمادى "المقرئ" و "إخوانه" في غيهم فان الكثير من الشعوب - نيجيريا و النوبيون و الدارفوريون و الأكراد و الفرس و الباكستانيون و الأفغان و غيرهم - ستضطر إلى تعليق عضويتها من "امة محمد" أو تجبر على إتباع خطوة تنزانيا أو على الأقل معالجة الموقف كما عالجه الأمازيغ في فترات متباينة من تاريخهم العريق عندما ارتدوا 12 مرة رفضا لإرهاب الأمويين "المسلمين" "العرب" الدموي و صراعهم على الغنيمة. فهل المقرئ لا يقرأ التاريخ ليتعض?..

يحز في النفس حين نسمع عن استقبال حار لأمثال المقرئ و "إخوانه" من طرف بعض المغاربة و خاصة أبناء "الرجال الأحرار" الأمازيغ في صورة معبرة عن الذل و الخنوع, و لكن قد لا نلومهم حين نستحضر قولة بيزنت: "لا يتخلى الشعب عن حرياته إلا تحت وطأة المخادعة و التضليل", و هما الصفتان اللتان يحقق فيهما الإسلاميون و العربان غزارة في الإنتاج و حسن التوزيع باستغلال الفضائيات و المدارس و منابر المساجد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقرئ يقول ماقرأ.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 2 / 8 - 12:38 )
لاتلوم المقرئ أو رجال الدين الإسلامي على مايقولون من عنصرية وإستهزاء وتحقير لكل من هو غير عربي وغير مسلم، بل اللوم والنقد يجب أن يوجه إلى ماهو مكتوب في كتب الإسلام.
إن هؤلاء الشيوخ هم خريجوا المدارس الإسلامية، التي تدرسهم القرآن والحديث وسيرة محمد.
أليس القرآن ينضح بالعنصرية وبالدموية والإستهزاء لكل ماهو غير مسلم ؟
أليست أحاديث محمد تنضح بالعنصرية والدموية لكل ماهو غير عربي أو غير قريشي بالتحديد؟

فحين تريد أن تقلع شجرة خبيثة، فيجب أن توجه فأسك لجذورها.

تحياتي...

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر