الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسوس مات،جسوس لم يمت،-ترسيخا لثقافة الاعتراف-

ميلود العلواني

2014 / 2 / 8
المجتمع المدني


لقد فقدت قارة السوسيولوجيا علما بل نجما لامعا في التنظير السوسيولوجي صباح يوم أمس الجمعة بالرباط العاصمة،إنه الرجل السياسي و العالم و المنظر السوسيولوجي ،بل مؤسس و مقعد الفعل السوسيولوجي بمغرب بعد الاستقلال السياسي.
محمد جسوس القائل "إنهم يريدون خلق جيل من الضباع" و الذي قيل في حقه : "إن محمد جسوس، يعتبر بمثابة علامة فارقة في تاريخ السوسيولوجيا المغربية، بالنظر إلى الدور المتميز الذي لعبه منذ نهاية ستينات القرن الماضي في تكوين أجيال عديدة من السوسيولوجيين، وبصفة خاصة في انفتاح الجامعة المغربية الناشئة على مقاربات نظرية وممارسات ميدانية جديدة سمحت بتأسيس خطاب سوسيولوجي متميز بعقلانيته ونزعته النقدية من جهة، وبحرصه على التقيد بالاشتغال في حدود العلم ووفق ضوابط ومقتضيات كانت بدورها في طور التأسيس، ساهم محمد جسوس بحظ وافر في تقعيدها وترسيخها" طبعا يستحق كل ما تداولته الأقلام الوفية لانجازات الرجل القيمة و ارشاده لمعتنقي التفكير النقدي و الجدي بالقضايا السوسيولوجية من خلال رسمه القويم لنهج الفكر السوسيولوجي ،و لعل إنجابه لدكاترة أكفاء و محنكين في تناول الظواهر الاجتماعية تناولا موضوعيا ، دقيقا و نقديا ،من قبيل الدكتور عبد الرحيم العطري و ادريس بنسعيد ،المختار الهراس و القائمة طويلة...
انه العالم و الرائد السوسيولوجي الذي سرقته السياسة عسافا والتي قدم فيها الشيئ الكثير سعيا وراء تكريس مبادئ الدمقرطة الاجتماعية بالمغرب رغم المخاضات العسيرة التي كان يشهدها المشهد السياسي و لا زال يشهدها .
لقد ولد محمد جسوس سنة 1938 في مدينة فاس ،ليرتحل بعدها إلى العالم الجديد سعيا وراء حبة فهم وتقصيا للمعنى في زمن اللامعنى ليحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة برنستون الأميركية سنة 1968، ليعود أدراجه إلى موطنه الأم سنة 1969 ليحصل على كرسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس -الرباط فواصل العمل بها أستاذا لعلم الاجتماع منتجا ضربا عميقا من المعنى، إلى حين إحالته على المعاش سنة 2004 ،فرغم إنتاجه الكثيف للتنظير السوسيولوجي إلا آن قلمه كان بخيلا شيئا ما لأنه احتكم إلى سلطة الشفوي ، لكن ما جنبه الانتقاد اللاذع هو تركه الخلف لخير سلف و لعل الدكتور عبد الرحيم العطري لخير دليل على ذلك .
ختاما لا يسعنا إلا أن نقول لقد صدقت أيها الجسوس لقد سارعوا إلى خلق ذاك الجيل من الضباع ، و أننا نقتضي بإرشاداتك السوسيولوجية قلبا وقالبا حتى يتسنى لنا الانفلات من سياسة التضبيع تلك،و بالتالي فإنك حي و لم تمت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية