الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا أسف يا آمنة باوزير

أحمد كريم الحمد

2014 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لم ولن نلتقي ابدا ولا اعرفك قبل هذا اليوم ولم ولن تسمعي بأسمي ابداً لكنني سمعت اسمك كثيراً هذا الصباح في صحف الصباح التي أضحت وثيقة طبية تؤرشف اعداد القتلى الذين ندفعهم كقرابين من اجل ترهات
(( رجال الجهل والدين والسياسة ))
اعتذر منك بكل لغات اهل الأرض والسماء
اعتذر لحياتك
اعتذر لشبابك الذي لم يكتمل
اعتذر لسنوات قضيتيها تتعلمين الحياة في مجتمع كان ولا يزال ينشد الموت
اعتذر لصرخات آلامك وأوجاعك التي لم تشفع لك عند معدمي القلوب و العقول
اعتذر من اهل وأحبة ودعوا ابتسامتك والى الأبد

كل الذي عرفته عنها ان اسمها آمنة وهي انسانة سعودية دخلت جامعة الملك سعود لتحسين فرص حياتها من خلال التعليم .. لكن لم يخطر ببال هذه الفتاة المسكينة ان القائمون على هذه التعليم والمتحكمون في قواعد العيش في بلدها سيكونون سبباً في قطف زهرة شبابها قبل ان تقطف هي ثمرة تعليمها !!!
من سمع بقصتها فقد سمع ومن لم يسمع فليسمع (( طالبة تتعرض لوعكة صحية في جامعة الملك سعود ويأتي المسعفون خلال دقائق من مستشفى الملك خالد الذي يبعد مئات الامتار عن الجامعة لكن جامعتها رفضت دخول المسعفين بحجة لايجوز الاختلاط بين الرجال المسعفين وطالبات الجامعة وحرصاً على تطبيق هذه القاعدة والحفاظ على ( الشررررررررف ) الغالي حاولت الجامعة ايجاد مسلك لرجال الاسعاف بحيث لا يحدث فيه اختلاط في حين ضل المسعفين ينتظرون ساعتين ومعهم شقيق الفتاة دون ان يتمكنوا من اخراج الفتاة والنتيجة ان ازدادت المضاعفات في حالتها الصحية الأمر الذي تسبب بوفاتها )) المصدر صحيفة الشرق الاوسط و قناة العربية..
عندما سمعت هذا الخبر انتابني شعوراً عميقاً بالأسى ايعقل ان نمنع استمرار حياة انسانة لهذه الاسباب
الا دينية وغير الإنسانية ومن اجل ان لا يرى المسعفون طالبات الجامعة علماً ان عملية اخراجها من الجامعة لا تتطلب سوى دقائق اي ان الاختلاط المزمع حدوثه سيكون لمدى دقائق فقط ولا يسمح لا للمسعف ولا للطالبات بالتعرف على بعض وشرب القهوة ومن ثم ال .....

والانكى من هذه الحادثة هو ردود الفعل ولا انكر انني عندما قرأت ردود الافعال على الخبر كأن قطار يسير بسرعة 200 كم بالساعة قد صدم رأسي فالتعليقات على الخبر كانت كالتالي (( منهم من يقول رحمها الله لانها كانت اختبار لمفهوم منع الاختلاط ومنهم من يقول الحمد لله لم يحدث الاختلاط والاخر يقول ارجوا ان لا يكون موت امنة سببا في حدوث الاختلاط ))
ايعقل ان يصدر هذا المجتمع الحرية وحقوق الانسان الى سوريا والعراق وتونس ومصر وان يكون لله بيت فيه !!!
والمخجل في الأمر ذاته ان دعاة العفة والشرف لم يخجلوا عندما اظهر موقع متصفح جوجل الامريكي في اليوم ذاته عن احصائية بأكثر الكلمات تكرارا في سجلات البحث الخاص بالموقع لهذه الدولة الشريفة العفيفة ..... أكثر الكلمات يا سادتي بحثا كانت من جنس كل ما له علاقة بعالم الاباحة ..

يا الله ماذا كان يحدث قبل الف سنة من الان في هذه البقعة من الارض اذا كانوا يفعلون الان كل هذا في وضح النهار وامام مرآى ومسمع العالم وفي وسط هذه الثورة المعلوماتية والالكترونية وصراخ هيومن رايتس ووتش و لوائح الامم المتحدة ونصوص جمعيات الرفق بالحيوان وبنود جمعيات الحفاظ على البيئة اين نحن من كل هذا..
الان تأكد لي فعلاً اننا نعيش خارج التاريخ ونحتاج من بني العالم المتحضر ان يقوموا بسحبنا بعنف ومن ياقاتنا وان يدخلوننا في باحات الحضارة والتمدن قبل ان نقرض انفسنا وننقرض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با