الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان.... يفكر بدماغ إنسان ويتصرف بسلوك حيوان ويعيش في حديقة حيوانات بشريه

سعد كريم مهدي

2014 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقول مارغريت دورا ( الذكاء السياسي للانسان أدنى مائه مره من ذكائه العلمي ) ومقولتها هذه تثير جدلا مهما حول التفاوت الكبير بين ذكائه الذي يمكنه من ان يتعلم العلوم المعرفية بمختلف أنواعها وأصنافها ومن خلالها يبني حضارته الانسانيه وبين فشله في ان يعيش داخل مجتمعات إنسانيه لأننا نعلم ان السياسة هي المسئوله عن أداره هذه المجتمعات وفشل السياسة يعني فشل تكوين المجتمعات والتي تنتهي دائما الى هدم هذه الحضاره التي يبنيها ذكاء الانسان العلمي من خلال الحروب التي ليس لها اي مبرر أنساني أو اي سبب اخر يتعلق بأنانيه وطمع الانسان التي يريد من خلالها ان يحقق له نفوذ دون استحقاق وعندما نريد ان نبحث عن أسباب هذا التفاوت يكون إمامنا احتمالان فأما ان يكون سببه عيب خلقي في تكوين الانسان أوان الأركان التي بنيت على أساسها المجتمعات الانسانيه منذ تشكيلها كانت أركان خاطئة وشاعت هذه الأخطاء حتى أصبحت في مرتبه الصواب ولا يستطيع السياسي تغيرها لأنه جزء من هذه الأخطاء وتغير أركانها يعني هدم السياسي وهدم المجتمع برمته في وقت واحد وحتى الديمقراطية التي يتبجح بها الغرب المتحضر فهي ليست وليده المرحلة ألراهنه وتطورت مع تطور ذكاء الانسان العلمي وإنما عرفها الانسان ومارسها قبل ألاف السنين كما في الحضاره اليونانية وقد اعترض عليها رجل الفكر في تلك الفترة ومنهم الفيلسوف سقراط وأفلاطون وكان رائيهم هو لا يجوز لركاب السفينة قيادتها لأنهم سوف يغرقوها وإنما قياده السفينة يجب ان يكون من قبل الربان حصرا لذلك فان كل ما يستطيع فعله السياسي هو إصلاحات ترقيعية دون المساس بأركان المجتمع , إذن نحن أمام سببان في التفاوت بين ذكاء الانسان العلمي وذكائه السياسي فأي منهم الأرجح أو قد يكون السببان اشتركا معا في صناعه هذا التفاوت وكي نجد إجابات منطقيه تفسر لنا هذه الأسباب علينا ان ننظر الى هذا التفاوت من زاوية التعبير عن كل منها فلذكاء العلمي يعبر عنه من خلال التفكير بعقله ليربط حقيقتين علميتين أو كثر لانتاج حقيقية جديدة لذلك تكون وسيله التعبير عن الذكاء العلمي هي التفكير اما وسيله التعبير عن أداره المجتمع من قبل السياسي فهي سلوك للتوفيق بين رغبات وحاجات الانسان الذي يعيش داخل المجتمع ولكون السلوك هو العامل المؤثر على السياسي في أداره المجتمع فعلينا ان نبحث عن أصل الانسان كي نتعرف على طبيعة هذا السلوك ويخبرنا دارون في نظريته ان الانسان تطور من إحدى سلالات القرود البالغ عددها 193 فصيل وبعد خروج الانسان منها أصبح 192 فصيل وجاء بعده عالم الحيوان البروفسور ديسموند موريس ليخبرنا بعد تجاربه على سلوك الانسان ومقارنته بسلوك القرود في الجماع والجنس والولادة وتربيه الأولاد وحب الاكتشاف والاقتتال والاستراحة والحيونه وجدها متطابقة من حيث الجوهر في السلوك والغرائز والحاجات الطبيعية الأساسية لحياته الجنسية والعاطفية والاجتماعية وبعد تجاربه هذه اخبرنا بكتابه (القرد العاري ) ان الانسان هو الحلقة المفقودة بين الانسان والقرد فهو لم يبلغ لان يكون إنسان كامل لان سلوكه لازال متطابق في جوهره مع سلوك القرود وفي نفس الوقت لم يعد قردا وكل ما حصل له انه نزع عن جلده الشعر أو الفراء كي يتكيف مع واقعه الجديد واكتسب قشره حضاريه بسبب دماغه الكبير , من كل ذلك نستنتج ان الانسان المعاصر يفكر بدماغ إنسان لذلك كان ذكائه العلمي حادا ويتصرف بسلوك حيوان يتبع فصيلة القرود لذلك حصل هذا التفاوت بين ذكائه العلمي وتدني ذكائه في ان يعيش في تجمعات إنسانيه لكن هذا الكلام يفتح الباب لتساؤل جديد عن التسمية التي يمكن ان نطلقها عن المجتمعات الانسانيه في ضل الحضاره التي صنعها الذكاء الحاد للانسان فيجبنا البروفسور ديسموند موريس في كتابه ( حديقة الحيوانات البشرية ) بعد إجراء مقارنه بين سلوك الانسان وسلوك الحيوانات داخل حديقة الحيوانات ويقول لنا ان عالمنا المعاصر هو ليس سوى حديقة حيوان واحده كبيره في الهواء الطلق تغطي الكره الا رضيه وتضم الجنس البشري سجينا في أقفاصها الا مرئية التي صنعها بيده من خلال الالتزامات والقيم والأعراف التي فرضها على نفسه فأصبح يلعب فيها الانسان دور السجين والسجان داخل حديقة الحيوان البشرية في وقت واحد واهم ما خسره الانسان والحيوان في حديقة الحيوان هذه هي حريته وغريزة الاكتشاف لذلك فهو خسر وسيله التعبير عن نفسه ودليل ذلك نجده عند الأطفال الذين لم يروضوا بعد في حديقة الحيوان البشرية نجدهم يلجئون الى كسر ما تطال أيديهم وهذا الكسر أو التدمير هو سيلتهم الوحيدة للتعبير عن حبهم المكبوت للاكتشاف وجوعهم الى ممارسه الحس بالمغامرة والإثارة التي حرمتهم منها القضبان الا مرئية التي فرضها الانسان على نفسه كما أسلفنا , واستكمالا لما أوردنا فيكون الانسان (يفكر بدماغ إنسان ويتصرف بسلوك حيوان ويعيش في حديقة حيوانات بشريه ) حقيقة الانسان هذه هي التي تعطينا التفسير المنطقي للتفاوت بين حدت ذكائه الكبير وتدني مستوى ذكائه السياسي الذي يستخدمه في أداره المجتمع المحصور داخل القضبان الامرئية التي خنق نفسه بها وإذا لم يستطع ان يتحرر منها ويكيف ذكائه السياسي مع ذكائه العلمي بعد ان يتخلص من فان هذا الانسان ذاهب الى تدمير ذاته وحضارته في ان واحد نتيجة لكل الأمراض العصبية وغير العصبية وانحرافاته وبؤسه الداخلي الذي يهدد بالانفجار في كل لحضه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah