الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنعد انفسنا ليوم المرأة العالمي، ولنرفع شعار.. كفى للعنف، كفى للتمييز

منى حسين

2014 / 2 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


اقتربنا جدا من يوم المراة العالمي والذي اتمنى ان ياتي يوم لا نذكر فيه ان للمراة يوم خاص للأحتفاء به، ياتي يوم المساواة العالمي لنقف فية صفا واحدا امام الغبن والاعتداء والتمييز، ومن الان بدأت الاستعدادات والتحشيد.. وبدأت الاصوات تاخذ بروفات للهتافات والشعارات التي تنادي وتطالب.. وقوائم المطاليب بدأت تدرج بنودها وفقراتها الهائلة تطالب بالتغيير والخلاص.. ما دعاني اليوم الى ان ابدا من هذه النقطة هو ظاهرة العنف التي طالما التمييز موجود سيبقى العنف قائما وموجود، ظاهرة العنف التي وجدت منذ ان وجدت السيطرة والاستبداد، العنف تلك الظاهرة البركانية التي يقذف حممها متى شاء المعنف ومتى يستهوي..
في الأسابيع الماضية خبر تناقلته الوسائل الأعلامية الألكترونية وكذلك تم تداوله في مواقع التواصل الأجتماعي، الخبر عن الاعلامية اللبنانية التي قررت الظهور على الشاشات بوجهها المزرق العينين جراء العنف الذي واجهته، لقد اوجدت الاعلامية بقرارها هذا نوع جديد لرفض العنف، كما فعلن ناشطات منظمة فيمن ولنفس السبب ايضا الا وهو العنف، عندما قررن الاحتجاج بالصدر العاري وضد العنف والتمييز وظلم الاديان والسياسة، ان تعرض الاعلامية للضرب ليس جديد لكن الجديد هو نوع الاحتجاج وطريقة التعبير عنه للايصال رسالة واضحة ومفهومة، وقد انهت الاعلامية بظهورها هذا الهزيمة بل وهزمت كل وسائل التخفي من الكريمات والمكياج التي تساعد المعنف على التمادي والارتكاب اكثر.. ظهرت بوجه خليع ومتعري لا يخفي وراءه آلا القوة والرفض والاحتجاج، لقد اوصلت الاعلامية اللبنانية المحتجة رسالة الى كل النساء والقائمين بالعمل على قضيتها.. اذن في النهاية علينا ان نقرر المواجهة وان تتصدر مطالبنا في يوم المراة العالمي انهاء العنف والتمييز بكل اشكاله، حيث ان للعنف وجوه واشكال متعددة، لكنه يسري بحياتنا كجدول لا تجف منابعه، ليبدا صنفنا ونوعنا في أرحام امهاتنا وينتهي بالشريعة والدولة، التي تقتسم اوجاعنا باوتار وترانيم لم تكشف بعد..
الان ومع الاستعداد لاستقبال يوم المراة العالمي سنخرج جميعنا باعلامنا المرفوعة وتجمعاتنا المكثفة وخاطباتنا الرنانة، التي تقاتل للانهاء العنف والتمييز النفسي والجسدي وبسط المساواة التامة، وفي غمرة كل هذا اريد ان اسال سؤال، كم واحدة منا لم تتعرض للعنف؟. كم واحدة منا لم تدرك معنى الاقصاء والتهميش والضرب؟. كم واحدة منا هي الاعلامية اللبنانية التي خدش العنف قلبها قبل روحها وجسدها؟. كل النساء تتعرض للعنف فقط لكونها امراة.. كلنا بلا منازع.. وبلا شك مسرح للادوار.. بطولات العنف التي تؤدى فينا.. كلنا نتساوى في مواجهة سيل الالم الذي يمزق بنا الاصرار والتمسك والمباديء والابداع.

فضح "النفاق الذكوري":

وتحت ضغط الحركة النسوية والحركة المساواتية في العالم وحملاتهما الدعائية والسياسية والاجتماعية والفكرية نلمس تغييرا ما على صعيد المجتمع ونجد حتى هناك تغييرا في عالم "الذكورية". وبالرغم ندرك بشكل واعي ان الاخلاق السائدة في المجتمع هي اخلاق الطبقة الحاكمة او بالاحرى اخلاق الطبقة البرجوازية، وان النفاق الاجتماعي وازدواجية الشخصية نتاج العلاقات الراسمالية لكن هذا لا يمنع من توجيه النقد اللاذع لهذه الاخلاق والسلوك الذكوري في المجتمع وعليه ان نحد منها على الاقل، فمحيها يتطلب القضاء على علاقات الملكية البرجوازية وبناء مجتمع خالي من الطبقات ومن التمييز.
وتزامنا مع اطلالة يوم المراة العالمي اود مخاطبة اعماق الذكورية التي تعشعش بها ثلاثية نجيب محفوظ في بطلها سي السيد الديني المتعصب.. واعماق من يدعي المطالبة بالتحرر.. كم هم كثر "الذين ينفاقون في العالم الذكوري" انهم يتعاملون مع قضيتنا كالنظرية النسبية او كقانون الجاذبية ما به فائدة.. فعليهم استثمار معرفة النساء واقتنائهن وزجهن في طابور الضحايا الطويل.. ممارسة دور المثقف البطل الذي لا يتحدث الا عن انسانية المراة ومساواتها وذاتها باسم قضية المراة.. وما به ضرر يذهب في اتهامنا بعدم الاحترام لذاتنا والتجاوز على مرضهم المزروع بين التربية وبين ثقافتهم ومبادئهم، وهكذا هو انفصام الشخصية وهكذا تزداد نسبة هذا المرض لدى رجال يقال انهم دعاة التحرر والمساواة، لكن الحقيقة الكل تتاجر، منهم من يشتري بتجارة واضحة ومنهم من يتاجر بالمبادي والقيم والكلام المرتب المنظم، هذا يطالب بالتسيد وبشكل علني، وذاك يدعي الرقي والاحترام، وفي الحقيقة انهما وجهان لعملة واحدة ولا فرق بين من اقبل علينا بوعوده وبين من ادبر خائب ينظم قصص اكاذيبه، قضيتنا لا تحتاج الى نظريات شفهية ولا الى ادعاءات للتحرر، ظاهرها محبك وجوهرها فقاعة، ورغم كل شيء سنجد مخرج وسنجد طرق للاحتجاج اكثر فاعلية.. ولن نصل الى مفترق الطريق..

لن نفقد الامل باحقية استقلالنا الاقتصادي.. ولن نفقد الامل بالتحرر والمساواة.. وكل ما نؤمن به حقيقة وليس سراب.. المتخلف فضحة تخلفه والمتعصب واضح صنفه والرجعي طغت عليه رجعيته.. والاخطر من هؤلاء جميعا من يعنف المراة باسم التحرر، من يعيش بازدواجية ويتقطع ما بين قسوة معاناة الطفولة وغلاظة الذكورية، وما بين كرستلات الشعارات المتوهجة التحررية التي يريد ان يطوف بها علينا، كما يطوف المؤمن بمقدساته. انهم اخطر من الملاريا على صحة قضية المراة ومساواتها.. تعالوا اذا لنفضح هؤلاء وننفيهم خارج حدود عالمنا.. ولنتحج باي طريقة ضد العنف ولنمسك بمعول ونهشم كل جسوره اينما كانت او وجدت لن تكسرونا ولن تهزمونا...ولنتوحد يدا بيد مع الرجال التحرريين والذين يؤمنون بالمساواة الفعلية والعملية كي نبني عالما خالي من كل اشكال التمييز والعنف واللامساواة.

الامضاء
**********
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة في المراة نفسها
ابراهيم الثلجي ( 2014 / 2 / 10 - 22:30 )
اتمنى في هذا اليوم ان تثق المراة بالمراة وتسوق نفسها عند نفسها لتفوز بمقاعد مجلس النواب وتغير التشريعات اما ان يقتصر الامر بكاء من وراء مكاتب منظمات نسوية بالاسم هدفها جمع المال والتمول فقد اصبح لزاما على المراة ان تكافح فساد هيئاتها لتوفر الثقة عند المراة الاخرى وتدخل المنافسة الحرة النزيهة
الحل ان تقنع المراة ببرنامجها امراة اخرى وسيبوا الرجل بحاله يروح بخبز على بيته


2 - الاستاذة منى حسين المحترمة
امال طعمه ( 2014 / 2 / 11 - 06:57 )
شكرا على مقالك هذا عزيزتي الكاتبة
المشكلة ليست فقط وجود العنف اللفظي او الجسدي ضد المرأة الفكرة كيف يتم التعامل معه من قبل المرأة يعني طريقة النظر الى الرجل على انه الوصي والسيد والذي يجب ان يطاع ويحترم على كل الاحوال ، فكم إمراة عانت من العنف من زوجها ؟ فهل عندما كانت تشكي لاهلها دعموها ام ارسلوها ثانية الى بيت الزوجية لتعاني من جديد بحجة الخوف من الفضائح وعيب ومابصير! نحن بحاجة الى تغيير في الكثير من المفاهيم بدءا من البيت
مع تحياتي ومودتي

اخر الافلام

.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه


.. اغنية بيروت




.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-


.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال




.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا