الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة الطفل العراقي

اثير منذر

2014 / 2 / 11
المجتمع المدني


نتحدث اليوم عن كارثة مقبلة ستمزق المجتمع العراقي اذا لم نتداركها جيدا , وهذه الكارثة تتعلق بمستقبل اطفالنا.
الاطفال هم جيل المستقبل وحماة الوطن فاذا كان لدينا جيل واعي ومثقف سوف نقضي على جميع الامور السيئة امثال الطائفية والامية والفساد والامراض والفقر والتشرد. لذلك يجب علينا ان نتعمق بالمشكلة لكي نجد لها الحلول المناسبة. لدينا الدستور الذي يكفل الطفل جميع حقوقه ولكن للأسف الشديد الامور تجري بالعكس تماما, اذ يقول الدستور في المادة 29 يحظر الاستغلال الاقتصادي للأطفال بصورهِ كافة، وتتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بحمايتهم. بينما تقرير اليونيسيف لعام 2013 يقول يوجد اكثرمن 6 ملايين يتيم في العراق, وعندما نتجول في شوارع العراق نرى كثير من الاطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم سن العاشرة, اما يتسولون في الشوارع ويبحثون في القمامة او يستغلون من بعض ضعفاء النفوس في عمل شاق لا يتحمله حتى الانسان البالغ, وهذا يفسر لنا ان من مجموع 6 ملايين يتيم يوجد على الاقل اربعة ملايين مستغلين اقتصاديا.
بينما اعلان حقوق الطفل التابع لليونيسيف والذي تم توقيعه من قبل العراق سنة 1989 يقول يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال.ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه سن الرشد. ويحظر في جميع الأحوال حمله علي العمل أو تركه يعمل في أية مهنة أو صنعة تؤذي صحته أو تعليمه أو تعرقل نموه الجسمي أو العقلي أو الخلقي. وهنا يقصد بالطفل كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر فيستطيع التمتع بحقوق خاصة به.ويتراوح عمره ما بين 1 إلى 17 . يجب على الدولة ان تتخذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم ولكن نرى العكس تماما. اما المادة 30 من الدستور تقول تكفل الدولة للفرد وللأسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياةٍ حرةٍ كريمة، تؤمن لهم الدخل المناسب والسكن الملائم. اذن لماذا هذا التقصير والخروقات من الدولة, اذ ان الدولة لا تحترم القوانين الداخلية والدولية, فاذا كانت امور اخرى تعيق هذه المواد فما ذنب هؤلاء الاطفال !!! اذا انحرف اربعة ملايين طفل هذا يعني سيتمزق ثلث المجتمع لانه الانسان الشرير باستطاعته ان يدمر قرية كاملة فاذا كان لدينا اربعة ملايين شرير ماذا سيحصل !!! .
لنذهب بعيدا عن العراق ونتكلم قليلا عن حياة الطفل الياباني اذ يتعلم الطفل الياباني منذ دخوله المدرسة الابتدائية في السنة السادسة من عمره على العمل فى الفنادق وكيفية تجهيز الوجبات ونظافة الادوات, على مهنة الطب واجراء عمليات جراحية, على اجراء جراحات للحيوانات, على السير بانتظام في حالة حدوث كارثة طبيعية, والتدريب على مهنة الانقاذ السريع وبأقل خسائر بشرية ممكنة, على تقديم نشرة أخبار على الهواء مباشرة وكمراسل صحفي والتدريب كمصففات شعر والعمل كوفير, والتدريب على مضيفات الطيران من حيث تقديم خدمة متميزة, والتدريب على آلة البيانو والموسيقى.
لكي تجعلهم يستشعرون الوظائف المختلفة في سن مبكر من حياتهم حتى يحدد الطفل المهنة التي يهواها في المستقبل. جميع هذه الامور تجعل من الطفل ذو شخصية قويه وفعالة في المجتمع لذلك تجد الحضارة اليابانية من اروع حضارات العالم. هذه مقارنة بسيطة لكي نعرف جيدا عزيزي القارئ الكريم ماهي المعاناة الحقيقية التي يمر بها اطفالنا .

وفي الختام انصح الدولة العراقية ان تحضن اربعة ملايين يتيم وتقدم لهم المساعدة والدعم الكافي قبل فوات الأوان من اجل عراق جديد ومزدهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟